في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا الآشوري، نجد أنفسنا أمام فرصة تاريخية نادرة لا تتكرر كل يوم. فرصة تتيح لنا أن نعيد ترتيب البيت الآشوري الداخلي، وأن نعمل يداً بيد من أجل تحقيق أهدافنا القومية التي طالما توحدنا حولها في الفكر والمبدأ، وإن تفرّقنا عنها في الأسلوب والتنظيم.
لقد أثبتت العقود الماضية، بكل ما حملته من نضالات وتضحيات، أننا نمتلك الإرادة ولكن نفتقر إلى وحدة الموقف والعمل المشترك. خضنا تجارب كثيرة، لكننا لم نتمكن للأسف من تحويلها إلى دروس عملية تثمر نتائج حقيقية على الأرض. كل تنظيم، وكل حزب، وكل شخصية قومية حملت همّ القضية الآشورية بصدق، لكنها كثيراً ما وجدت نفسها تعمل بمعزل عن الآخرين، فضعف الصوت وتشتت الجهد، وذهبت تضحياتنا الجسام أدراج الرياح.
اليوم، ونحن أمام متغيرات إقليمية ودولية كبرى، وواقع جديد يفرض نفسه على كل شعوب المنطقة، لا يحق لنا أن نبقى متفرقين. فالقضية الآشورية لا تخص حزباً بعينه، ولا تنظيماً دون آخر، بل هي قضية شعب كامل يستحق أن يرى أبناءه يعملون معاً، لا متنافسين بل متكاملين.
إن أهدافنا واحدة:
الحفاظ على الهوية، ضمان الوجود وتحقيق الحقوق المشروعة لشعبنا الآشوري في أرضه التاريخية.
ومبادئنا واحدة:
الحرية، العدالة، الكرامة والمساواة.
فما المانع إذن من أن نوحد الصفوف؟ وما الذي يمنعنا من تشكيل إطار مشترك، أو الاستمرار بما هو موجود والاندماج فيه، من أجل تنسيق الجهود ووضع الخطط، والظهور أمام العالم بصورة موحدة وبصوة قوي لا يمكن تجاهله؟
إن التاريخ لن يرحم تقاعسنا، والأجيال القادمة لن تغفر لنا إن ضيّعنا هذه الفرصة كما ضيعنا غيرها. فلنجعل من هذا النداء بداية لمرحلة جديدة من الوعي القومي والعمل المشترك، ولنعمل جميعاً على وضع مصلحة الشعب الآشوري فوق أي اعتبار حزبي أو شخصي.
لنكتب معاً صفحة جديدة من تاريخنا، عنوانها:
الوحدة الآشورية من أجل البقاء والمستقبل.