عشتار تيفي كوم - رووداو/
أعرب المرصد الآشوري لحقوق الإنسان عن قلقه واستيائه الشديدين تجاه إصدار الرئيس السوري أحمد الشرع، للمرسوم رقم 188 لعام 2025، الذي يحدد الأعياد الرسمية والعطلات بأجر كامل للعاملين في الدولة.
واعتبر المدير التنفيذي للمرصد جميل دياربكرلي، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (6 تشرين الأول 2025)، المرسوم "إشارة مقلقة وخطوة إلى الوراء".
ورأى أن المرسوم "تجاهل بشكل واضح ومؤسف أعياداً وطنية ودينية أساسية لعدد كبير من مكونات الشعب السوري، مما يقوّض بشكل مباشر مبادئ المساواة والمواطنة التي يُفترض أن تكون حجر الزاوية في سوريا الجديدة".
أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) يوم أمس، أن الرئيس أحمد الشرع أصدر "المرسوم رقم (188) لعام 2025 القاضي بتحديد الأعياد الرسمية والأيام التي يستفيد العاملون الخاضعون لأحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة من عطلة فيها بأجر كامل"، بلغت ثلاثة عشر عيداً دينياً ووطنياً، دون أن يتضمن المرسوم إشارة إلى عيد نوروز وعيد أكيتو.
في هذا السياق، نوّه المرصد الآشوري لحقوق الإنسان إلى أن "الإغفال المتعمد" لـ يوم 6 كانون الثاني، عيد الميلاد الذي تحتفل به الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي، وفي مقدمتها الأرمن، هو "استخفاف بحق أساسي لمكون سوري أصيل".
والأكثر إثارة للقلق، وفقاً لجميل دياربكرلي، هو "خلو القائمة من الأول من نيسان، رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو)، الذي لا يمثل مجرد عيد قومي لـ الآشوريين والكلدان والسريان فحسب، بل هو أيضاً عيد ذو دلالات حضارية عميقة ومرتبط بالتاريخ السوري الذي يمتد لآلاف السنين".
كما أعرب عن الأسف لـ "عدم تضمين عيد النوروز لدى الكرد السوريين"، معتبراً أن "هذه القرارات تظهر أن هذه السلطة لا تزال منغلقة على ذاتها، وغير راغبة في التعرف على السوريين بمختلف أطيافهم أو احترام خصوصياتهم الثقافية والدينية".
وأضاف إنها "تزيد من خيبة آمال السوريين الذين حلموا بسوريا جديدة تتسع للجميع وتقبل التنوع على قاعدة المساواة والمواطنة الكاملة"، وهو "إعادة تصنيع لنظام الأسد بأدوات جديدة وواجهات مختلفة، تغلف القمع والإقصاء بشعارات جوفاء"، وطريق "لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسام وتكريس التهميش".
بناء عليه، طالب "السلطة الانتقالية، إن كانت لديها نية صادقة في بناء بلد يسوده العدل والمساواة، بـ:
-إعادة النظر الفورية في المرسوم رقم 188 لعام 2025 وتعديله ليشمل جميع الأعياد الوطنية والدينية التي تمثل المكونات الأساسية للشعب السوري.
-الابتعاد عن التسويف الأجوف للشارع بانتصارات وهمية لا تشبع بطون المواطنين ولا تداوي نفوسهم التي قمعت لأكثر من 50 عاماً.
-فتح حوار حقيقي وشامل مع كافة المكونات السورية لضمان أن تكون كل القرارات المتعلقة بالشأن العام هي قرارات جامعة وشاملة للجميع.
وشددت على أن "احترام التنوع هو الشرط الأول لبناء دولة مواطنة ديمقراطية، وغير ذلك هو استمرار لذهنية الإقصاء والاستبداد التي ثار عليها السوريون".
في وقت سابق، أعرب سكرتير تيار مستقبل كوردستان سوريا، ريزان شيخموس، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، عن أسفه إزاء تجاهل الحكومة السورية إدراج عيد نوروز وعيد أكيتو ضمن قائمة العطل الرسمية في ذلك البلد، ورأى في ذلك "مؤشراً خَطِراً على استمرار نهج الإقصاء والتهميش".