عشتارتيفي كوم- رووداو/
سوريا موحدة تحترم كل مكونات الشعب، من دون إقصاء أو تهميش، لا تشكل خطراً على جيرانها، بهذه الأفكار تحاور نخب سوريون عبر منصة ملتقى ميري بأربيل، في ورشة حوار عنوانها: "سوريا.. بحثاً عن الوحدة في خضم التشرذم".
من جانبه، رأى نجيب غضبان، مستشار وزير الخارجية والمغتربين السوري، أن التغيير الشامل والجذري لم يأت دون تضحيات، إذ دفع السوريين ثمنه غالياً لأكثر من 14 عاما، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجه حكومة الشرع اليوم هي الموازنة بين السلم الأهلي والعدالة الانتقالية.
وأكد أن الأولوية هي الاستقرار وإنشاء دولة مواطنة تحافظ على التعايش السلمي وتحترم حقوق كل المكونات لـ "نبني شيئاً مختلفاً عما كان سائداً والتخلص من فكرة الحزب الواحد والاستئثار بالسلطة"، مشدداً على أن رسالة سوريا هي "طمأنه دول الجوار وألا تكون مصدر تهديد أمني أو مجتمعي".
فيما تفاءلت زوزان علوش، المستشارة في منصة دیفاكتو السورية للحوار، بوجود أرضية تفاوض إيجابية بين الأطراف، قائلة: "لم نكن نحلم أن تكون لدينا حكومة تسمعنا ونتفاوض معها، وهنالك كثير من الخطوات الإيجابية لكننها تحتاج إلى تطوير واتفاق ".
علوش نادت باللامركزية التي رأت أنها تقوي من سلطة دمشق لا تقوضها، وطالبت بنظام مرن يعتمد على الذكاء في إدارة الدولة لا على الخلافات السابقة، وشددت على استثمار الإيجابيات فيما تحقق، لتكون قاعدة أساس في المضي نحو الخطوة القادمة، من أجل سوريا جديدة "علينا أن نبني على الموجود وتطوير ما موجود لتحقيق العدالة الانتقالية"، حسب تعبيرها.
من جانبه، شكر قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، استضافته في محفل ميري، مؤكداً أنه عابر للطائفية والعرقية، وتمنى لو كان هذا الحوار على طاولة داخل الأراضي السورية.
وأعلن عن رغبته بإطلاق نوع من المصالحة في سوريا، معرباً عن تفاؤله باعتدال الشعب السوري: "اليوم المجتمع السوري بمعظمه معتدل ووسطي ويتقبل الآخر وعشنا مع بعض من آلاف السنين".
اتفق قداسته مع غضبان بشأن وجود مجموعات حول الحكومة الجديدة تختلف نسبة قبولها للآخر بصورة متفاوتة، قائلاً إن "المصالحة اليوم عمليا مطلوبة في سوريا والمصالحة يجب أن تبنى على المسامحة"، مطالباً بتحقيق عدالة انتقالية.
إنقاذ ماتبقى من الوطن، وبدء صفحة جديدة قائمة على قبول الآخر، هاجس وَحّد القوى السورية المجتمعة تحت مظلة ميري في أربيل.