مطالب دولية بحمايتها.. أضواء على الأقليات والطوائف بسوريا      منتدى بغديدا للقراءة.. بغديدا تقرأ ... كتاب ( قلق السعي الى المكانة )      بيان صادر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يتلقى اتصالاً هاتفياً من قداسة البطريرك مار آوا الثالث      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل السفير البابوي في دمشق      البطريرك ساكو يتصل بغبطة البطريرك يوسف الثالث العبسي على ضوء أحداث سوريا      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يتلقى اتصالات هاتفية من البابا تواضروس الثاني والبطريرك ساكو والكاثوليكوس آرام الأول      مجلس الوزراء العراقي يصوت على منح المسيحيين عطلة يومي (25 - 26) كانون الأول الجاري      البطريرك ساكو يوجّه رسالة راعوية لمناسبة السنة المقدّسة 2025      لقاء يجمع رؤساء الكنائس في حلب مع قادة إدارة العمليات العسكرية في المدينة      حكومة كوردستان تعلن بدء توزيع رواتب موظفيها يوم الثلاثاء      باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد      5 محافظات "تحت الانجماد".. خلاصة طقس العراق تحت الموجة القطبية      اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية      ريال مدريد يفلت من الهزيمة مع فاليكانو (3-3) بالدوري الإسباني      زيلينسكي: روسيا تستعين لأول مرة بقوات كوريا الشمالية في كورسك      لغز المسيّرات الغامضة مستمر.. وترامب يدعو إلى إسقاطها      عقب زيارة سريعة غير معلنة.. العراق يطرح على بلينكن رؤيته للقضية السورية ويحدد أطرها      استعداد قبل عام بخطة من 4 نقاط.. تحرير الشام تكشف كيف نجحت باسقاط الأسد      لهذا السبب.. ترامب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي
| مشاهدات : 455 | مشاركات: 0 | 2024-12-15 08:42:36 |

التدخّلات الخارجيّة والداخليّة ومستقبل العراق بعد الأسد!

جاسم الشمري

 

التدخّل الأجنبيّ الخارجيّ في الشؤون العراقيّة، والتحكّم الداخليّ ببعض مفاصل الدولة رغما عن حكومة محمد شياع السوداني من أبرز مميزات المرحلة الحاليّة.

ويتحدّث السوداني باستمرار، وبثقة كبيرة، عن القرار العراقيّ المستقلّ، ولكنّ تقرير معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" الصادر في الثالث من كانون الأوّل/ديسمبر 2024، تطرّق لقضيّة عراقيّة داخليّة بحتة، وكان العنوان لافتا وبعنوان:"كيف يمكن لواشنطن إنقاذ جهاز مكافحة الإرهاب في العراق؟"!

التقرير الذي أعدّه "مايكل نايتس" المتخصّص في الشؤون العسكريّة والأمنيّة للعراق وإيران تناول الخضوع لاختراقات الميليشيات المدعومة من إيران، والتسييس، والفساد الذي أضعف "جهاز مكافحة الإرهاب" رغم التمويل الأمريكيّ السخيّ!

عراقيّا، يُعرف "جهاز مكافحة الإرهاب" باسم "الفرقة الذهبيّة"، ويحصل أفراده على رواتب تُقارب ضعف رواتب الجنود العاديّين، وكان يقوده الفريق الأوّل ركن عبد الوهاب الساعدي، قبل إقالته بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2023!

‏وأكّد التقرير الأمريكيّ أنّ تدهور "الجهاز" يُهدّد أمن العراق، وقد يُعيد سيناريو العام 2014، نتيجة لعزل قيادات "الجهاز" العليا في العام 2023، وتحويل الذخائر الأمريكيّة المقدّمة "للجهاز" إلى الحشد الشعبيّ، وأيضا لتدريب "الجهاز" لقوّات من الحشد خلافا للاتّفاقيّات الأمريكيّة - العراقيّة، وكذلك منح "الجهاز" (12) مليون دولار من ميزانيّته لعام 2023 لشركة "مملوكة للفصائل"!

وفي دلالة واضحة على غياب القرار الوطنيّ العراقيّ قال التقرير إنّ واشنطن اعترضت على تعيين ضابط لمنصب رئيس استخبارات "الجهاز" بسبب "علاقاته الأسريّة الوثيقة بالفصائل"!

وخُتم التقرير بمطالبة العراق بضرورة تشكيل قيادة جديدة "للجهاز"؛ بدءاً من القمّة، لاستعادة ثقة واشنطن، وتدقيق بغداد بالاستخدام النهائيّ للأدوات والأموال الأمريكيّة المقدّمة "للجهاز"!

فأين هو القرار الوطنيّ العراقيّ المستقلّ، ونحن نتابع هذا الخطاب الفوقيّ الآمر بالعمل ضمن السياقات الأمريكيّة؟

إذاً كيف يمكن لحكومة بغداد أن تقول بأنّ العراق يمتلك "إرادة حرّة ومستقلّة"، وهذا التقرير تَصدّى لتفاصيل مرهقة ومؤكّدة للتدخّلات الأمريكيّة في الشؤون الأمنيّة الدقيقة والحسّاسة؟

ثمّ هل العراق الغني، بموارده الطبيعيّة الضخمة، بحاجة لـ(22) مليون دولار أمريكيّ، قيمة التمويل الأمريكيّ السنويّ "للجهاز"- والذي سينخفض خلال العام 2025 إلى (9.3) مليون دولار- لتكون سببا للتحكّم بمؤسّسات أمنيّة مفصليّة، أم إنّ الأمور لا حيلة للعراق فيها؟

ومقابل "التعليمات الأمريكيّة" الصريحة لحكومة السوداني قال هادي العامري زعيم منظّمة بدر حول أحداث سوريا: "الهجوم خير وسيلة للدفاع، ومن غير الصحيح أن نبقى نترقّب التصعيد من بغداد"!

فمَنْ الذي يُدير الحكومة: السوداني، أم زعماء الفصائل والإطار التنسيقيّ بقيادة نوري المالكي الذي أكّد أنّ "الجولاني دعا إلى "عدم دخول الحشد لسوريا، لكنّنا لسنا على الحياد، وسنقاتل في أيّ مكان دفاعاً عن الإسلام والمسلمين"!

وبالمقابل صرّح السوداني، يوم 4/12/2024: "لن نقف متفرّجين تجاه أحداث سوريا، ولن نرسل (45) مليون عراقيّ للمجهول"!

فهل العراق يريد أن يلعب الأدوار السلميّة والحربيّة بذات التوقيت، وهذا الدور لا تقوم به إلا الدول الكبرى؟

ومع ذلك لاحظنا في الخامس من كانون الأوّل/ ديسمبر الحاليّ أنّ القوى المالكة للسلطة من "الإطار التنسيقيّ" أعلنوا عن "مبادرة عراقيّة لدعوة الدول المعنيّة بالأزمة السوريّة لاجتماع عاجل ببغداد"!

ولكنّها لم تر النور!

والمبادرة يمكن قبولها من باب احتماليّة انتقال "تجربة التغيير" السوريّة للعراق ولكن ما لا يمكن تقبله هو لماذا لا تفتح القوى الحاكمة أبواب التفاهم والمصالحة مع المعارضة العراقيّة المنتشرة في أرجاء الأرض قبل أن تحاول ترميم الدول الأخرى؟

ثمّ أليس من المنطق والحكمة أنّ الدول التي تُطلق مثل هكذا مبادرات أن تكون "مُتْخمة" بالأمن والأمان، ولا تعاني من هموم أمنيّة كبيرة كما في حالة العراق، الذي دخل مرحلة الانذار منذ بداية الأحداث السوريّة وحتّى اللحظة؟

والعجيب أن جميع هذه المواقف الحماسيّة المتداخلة تغيّرت بعد سقوط الأسد وصارت تتحدّث عن احترام إرادة السوريّين!

حالة التناحر في القيادة والمسؤوليّات في العراق تشير إلى احتماليّة خروج الأمور من يد السوداني، وقد نشهد في الأيّام القليلة المقبلة تحرّكات عسكريّة عراقيّة، داخليّة ومناوشات حدوديّة مع سوريا بعد سقوط الأسد، بحجّة الهجوم خير وسيلة للدفاع وفقا لكلام العامري!

وبموجب هذه دلائل المؤكّدة للتدخّلات الخارجيّة والمناحرات الداخليّة أين السيادة العراقيّة، وأين الحكومة المنتخبة؟

ومع جميع هذه الظروف الغامضة نأمل ألّا يكون تصريح مستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ "جيك سوليفان"، يوم 7/12/2024، بأنّهم "قلقون من انتقال الصراع في سوريا إلى الخارج"، يقصد به العراق، وحينها سنكون في مواجهة مصير مظلم وغامض ومجهول وفوضوي!

ويبدو أنّ لقاء ممثّل الأمم المتّحدة في العراق، محمد الحسان، بالمرجعيّة الدينيّة في النجف، الخميس، حمل العديد من رسائل التحذير وأبرزها التحذير من ذهاب العراق إلى "الفوضى في ظلّ الأوضاع الحرجة والمتسارعة في المنطقة، وألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات"!

العراق، وبعد نهاية الأسد، يعيش أصعب مراحل الترقّب من القادم المبهم!

فمَن يبني حُكْمه على الظلم والرعب سيعيش بدوّامات الخوف والتكهّن لأنّ الظلم لا يدوم، والدول لا تُعمّر بالقهر والحديد والنار!

 

جاسم الشمري

dr_jasemj67@

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4906 ثانية