قصة من القرن الرابع عشر، حدثت احداثها حيث قيل: كان هناك ملك صارم فسمع ضجة ذات يوم بالقرب من قصره فتحقق من الحراس عن سبب هذه الضجة، اجابوه:
يا مولاي هناك سائس خيل يقول بانه سائس محنك ويود ان يعمل لديكم عن تجربة!!
فاستغرب الملك واراد التحقق من السائس بنفسه.. فناداه وقال له فلاجربك بخيلي الاصيل فما رايك به؟
اجاب السائس: ساجربه ل٣ ايام واجيبك على سؤالك، فوافق الملك وبعد انتهاء المدة قال السائس: يا مولاي اعطيني الامان؟
اجابه الملك: اعطيتك اياه.. فاجابه السائس: سيدي الملك فرسك جميلة ورائعة جدا ولكن للاسف ليست بالاصيلة وجذورها مشكوك بها.
فغضب الملك وامر بسجنه الى ان يثبت عكس كلامه وان يقطع الطعام والمشرب عنه.
وبعد عدة ايام استفسر الملك من صاحب الجواد الذي اشتراه منه وهدده بالسجن ان لم يفصح عن الحقيقة.. فاجابه بائع جواده: يا مولاي اصدقك الحق: عند ولادة الفرس ماتت امه فاجبرت على ارضاعها من البقرة لئلا ان تموت جوعا.
فجن الملك وعاد للقصر ليخرج السائس ويستفسر منه عن كيفية معرفته بهذه الحقيقة المرة؟
فاجابه: يا مولاي الفرس الاصيل عندما تاكل علفها تكون مرفوعة الراس ولكن فرسك تنزل راسها وتاكل العلف من الارض كالبقرة.
فتعجب الملك من فطنة وحنكة السائس فاطعمه وعوضه بالشرب والطعام عن ايام سجنه.
وبعد بضعة ايام امره الملك بمعرفة زوجته فعارضه السائس لئلا يكتشف حقيقتها ولكن هدده بالذبح ان لم يسيسها.. فاضطر السائس وطلب مدة ٣ ايام لمعرفة حقيقتها وبعد ٣ ايام هرب السائس وامر الملك بايجاده واحضاره على الفور لمعرفة حقيقة زوجته، فقال للسائس لما هربت؟
اجابه: يا مولاي اغفر لي لاني لا استطيع ان اعترف لك بالحقيقة!!
فنهره بشدة وامره بقول الحقيقة والا؟!!
فاجابه السائس وهو متردد وخائف: يا ملكي المبجل، ان زوجتك الذي رباها واوها ملوكا ابناء ملوك ومن سلالة عريقة ولكن زوجتك ليست من صلبهم.
وهنا جن جنون الملك ورمى السائس بغياهب السجن وامر حراسه بقطع الطعام والمشرب عنه الى ان يتحقق من الامر بنفسه.
وبعد يومين ذهب الى اهل زوجته ليتاكد وهددهم بجز عنقهم ان لم يخبروه بالحقيقة فخاب الابوين الملوك واجابوه:
يا مولاي زوجي الملك كان يرغب بولد ليرثه بعد مماته ولكن انا كنت عاقر لا انجب ولم اتمكن من قول حقيقة الامر لئلا يطلقني ويرمين الى الخارج فاضطررت الى الذهاب لعام كامل عند اهلي بحجة اني حامل ولترعاني والدتي فهي الاقرب لي فلم يمانع فذهبت بتلك الفترة والبحث عن طفلة لاتبناها ولم ارى سوى من قرى الغجر فجلبت له فتاة وربيناها الى ان زوجناها لك فاصبحت بنت الملوك.
فعاد الملك مطئطئ الراس ليخرج السائس ويعترف له بحقيقة الامر وساله مرة اخرى كيف عرفت ان زوجتي من صلب غجري؟!
فاعلمه السائس يا سيدي ان طبع الغجر وخاصة النساء منهم ان تغمز بعينها عندما تتكلم مع احدهم وهذا ما جعلني اعلم انها من صلب الغجر.
فعاد الملك واكرمه بافضل الطعام والشراب.
وفي اخر المطاف وبعد فترة امر السائس بمعرفة اصله وفصله وهل يستطيع سياسته؟!
فخاف السائس من هذا الامر الذي اذا اكتشف الملك حقيقته سوف يقطع راسه لا شك!!
ولكن كالمعتاد هدده بالنفي الى هياب السجن الى موته واخيرا اجبر السائس على سياسته كسائس ذو خبرة واعطى الملك للاقتراب من الملك ٣ ايام لمعرفة اصله وفصله بخبرته وبعد انتهاء المدة في اخر يوم هرب السائس لاسبوع الى ان عثر عليه في الغابة وجلبوه مقيدا امام الملك سائلا اياه: لماذا هربت؟
هل ناك من خطب باصولي يا ابله؟
ظل السائس خائفا مرتعبا من نهايته الوشيكة ان قال الحقيقة!!
فنهره الملك واجباره على قول ما لديه!!
فطلب السائس الامان فاعطاه الملك.. وقال له يا مولاي ان امك ملكة وبنت ملك ولكن؟!!!
فغضب الملك واجبره قول الحقيقة كاملة!!
فاجابه السائس يا مولاي اباك ليس ملكا بل !!!!!!!
فقاطعه الملك وضربه ضربا مبرحا ورماه في السجن دون ماكل ومشرب الى ان يتبين الحقيقة المشكوك بها.
وفي نفس اليوم ذهب لامه وطلب منها لتبيان الحقيقة التي فاتحها اياه فغضبت امه مشتتة الافكار هاربه من سؤال الملك عدة مرات ولكن في اخر المطاف اجابته بالحقيقة التي صدمته الى ما نهاية وهي: يا بني عندما كان زوجي الملك حيا اراد من يورث ملكه والا سيطلقني ويرمينا خارج المملكة ولم يكن يعله انه عقيم ولا ينجب فخفت من الحقيقة والفضيحة فنزلت ذات يوم عند الطباخ لاجلب له الطعام فنمت معه ساعة كانت كفيلة بحبلي بك منه.
فعاد الملك خائبا باكتشاف حقيقة اصله وصلبه فاخرج السائس قائلا اياه: استحلفك بما تعبد: كيف علمت حقيقة امري المزيفة؟
اجابه يا مولاي: ان الملوك وابناء الملوك الاصلاء الجذر والصلب، دائما ينهروا ويجلدوا ويحكموا بالعدل ولهم من البئس وفرض هيبتهم على الجميع مظهرين قوتهم، ولكن ما اكتشفته بك يا مولاي اذا عاقبت احدهم تقطع الطعام والمشرب عنه وهذا دلالة على انك تتبع اصول والدك البايلوجي.
وهنا اعترف الملك بخبرة السائس وعينه مستشاره الاول لديه على فطنته.