عشتار تيفي كوم - رووداو/
يرى العراق أن حل القضية السورية يكمن في بناء نظام سياسي ديمقراطي يحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري، ويضمن التعددية الاجتماعية، فيما تنتظر بغداد "الأفعال لا الأقوال" من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.
يوم أمس الجمعة استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، الذي وصل الى بغداد في زيارة سريعة غير معلنة.
جرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك، وكذلك مناقشة الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأحداث الجارية في سوريا، وما تتطلبه من جهود إقليمية ودولية لتعزيز الأمن في سوريا واستقرار المنطقة بالكامل، وفقاً لبيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
"العراق ينتظر الأفعال.. لا الأقوال"
السوداني، جدد موقف العراق بدعم سوريا في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثر على السلم الأهلي فيها، مشدداً على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق "ينتظر الأفعال لا الأقوال" من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأكد السوداني ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة، وفقاً للبيان.
"الدور المحوري للعراق"
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركية على اتفاق الولايات المتحدة مع الجانب العراقي على ضرورة احترام خيارات الشعب السوري، والعمل على تشكيل حكومة شاملة تعكس إرادة الشعب السوري وتنوع مكوناته، مشيراً إلى الدور المحوري للعراق، وأنه يمثل شريكاً أساسياً في المنطقة، وأهمية التشاور معه في التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة، مؤكداً التزام أعضاء التحالف الدولي تجاه أمن وسيادة العراق واستقراره.
وتطرق اللقاء إلى الأحداث في غزة، وأهمية مواصلة العمل لإنهاء الحرب، والتأكيد على بذل كل الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في لبنان.
"العراق داعم لتغيير ايجابي في سوريا"
حول زيارة بلينكن، يقول مستشار رئيس الوزراء العراقي فادي الشمري لشبكة رووداو الاعلامية، إن "زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى العراق تُبرز أهمية الدور المحوريّ الذي يلعبه العراق في قضايا المنطقة، كونه شريكاً إقليمياً ودولياً قادراً على التأثير الإيجابي في معالجة الأزمات الإقليمية والحد منّ آثارها، خاصة الملف السوري الذي يجمعه بالعراق روابط جغرافية طويلة ومصالح أمنية وستراتيجية مشتركة".
ووصف فادي الشمري الزيارة بأنها "تأتي ضمن سياق الحراك الدبلوماسي الدولي لمناقشة التطورات في سوريا،كذلك تعكس موقف العراق الداعم لإحداث تغيير إيجابي في سوريا".
بحسب مستشار رئيس الوزراء العراقي فإن العراق يرى أن "الحل يكمن في بناء نظام سياسي ديمقراطي يحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري، ويضمن التعددية الاجتماعية، ويولي احتراماً بالأماكن الدينية المقدسة".
أما بخصوص رؤية العراق للحراك الإقليمي بشأن سوريا، فإن "العراق سيدعم أي مبادرة تهدف إلى حماية سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتحقق تطلعات الشعب السوري، ويرى أن التنسيق مع بغداد ضرورة أساسية لتحقيق استقرار دائم في المنطقة".
وانهار حكم بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الثامن من كانون الأول، وفرار الرئيس السوري الى روسيا.
وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 تشرين الثاني، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول الى العاصمة.
وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم الى دول مختلفة في العالم.
وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً.