الكاردينال بارولين يحذّر من خطر تصعيد للحرب في أوروبا والشرق الأوسط لا تُحسب أبعاده (ANSA)
عشتارتيفي كوم- فاتيكان نيوز/
12 سبتمبر 2025
على هامش مشاركته في ندوة دولية عُقدت في الفاتيكان، يوم أمس الخميس، تحت عنوان "الخليقة، الطبيعة والبيئة من أجل عالم مسالم"، تحدث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين إلى الصحفيين معبراً عن قلقه حيال التطورات الراهنة على جبهات القتال، لاسيما في الشرق الأوسط وأوروبا، محذراً من خطر تصعيد يقود إلى حرب واسعة النطاق لا تُحسب أبعادها.
قال نيافته إن العالم يجد نفسه اليوم على حافة الهاوية نظراً للتصعيد الحاصل الذي يزرع الخوف في القلوب، وذلك في إشارة إلى الهجوم الأخير الذي شنته روسيا مستخدمة مسيرات دخلت المجال الجوي البولندي، وقال إنه يشاطر الرئيس الإيطالي ماتاريلا الموقف الذي عبّر عنه يوم الأربعاء عندما قال إن مستوى التوترات الراهن في العالم يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي سبق اندلاع الحرب العالمية الأولى، مشددا على ضرورة إعادة النظر في المسار المتّبع اليوم.
ولم يخفِ بارولين قلقه حيال الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، والمأساة التي تعيشها غزة. وقال إن التصعيد الإسرائيلي في القطاع لا يعرف وقفة على الرغم من النداءات العديدة التي أطلقتها أيضاً الكنيسة الكاثوليكية، لاسيما بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيتسابالا. وأشاد نيافته بالصمود الجبّار الذي يتمتع به خادم رعية العائلة المقدسة في غزة الأب رومانيلي، بالإضافة إلى الأشخاص الآخرين الذين تستضيفهم تلك الكنيسة، لافتا إلى أن هؤلاء قرروا البقاء إلى جانب المعوقين ورفضوا الاستسلام أمام العنف. وفي معرض إجابته على سؤال بشأن "أسطول الصمود العالمي" أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن الكرسي الرسولي يقيّم إيجابياً كل العمليات الإنسانية القادرة على التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الخطيرة.
وذكّر بارولين في هذا السياق بأن الكرسي الرسولي يواصل بلا كلل نشاطه الدبلوماسي، وهو يبذل كل ما أمكن، موضحا أن الجهاز الدبلوماسي يبحث عن التواصل مع كل المسؤولين، ويتحاور معهم ويصر على مواقفه، ولفت إلى أن هذه هي الأدوات المتاحة لدينا من أجل وقف التصعيد.
بعدها سئل نيافته عن القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي يوم أمس الخميس والذي يدعو الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون أن يأتي على ذكر عبارة "عمليات إبادة" فيما يتعلق بما يجري في غزة، خلافاً لما جاء في الوثيقة التي وقعها يوم الاثنين عدد من الكهنة والأساقفة، وقال إن هؤلاء وجدوا ربما في ما يحصل في القطاع عناصر حملتهم على استخدام هذه العبارة، بيد أن الكرسي الرسولي لم يفعل ذلك بعد. وأضاف أنه يتعين علينا أن ندرس الوضع جيداً، ولا بد أن تتوفر الشروط اللازمة لاستخدام عبارة من هذا النوع.
في الختام علّق أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على اللقاء الذي تم الأسبوع الماضي في الفاتيكان بين البابا لاون الرابع عشر والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوك، موضحا أن هذا الأخير طمأن أن احتلال غزة لن يحصل، وقال بارولين إنه يتعين علينا أن نتعامل مع الجميع بحسن نية، ثم سنرى ما سيحصل على أرض الواقع.