اكتشاف ثيران آشورية مجنحة في تل النبي يونس بالموصل      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يفتتح "قاعة المطران مار سويريوس حاوا" في دار شرقي للضيافة      قداسة البطريرك مار آوا الثالث روئيل يهدي ميدالية تذكارية لقناة عشتار الفضائية      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإفتتاحي للعام الدراسي الجديد 2025-2026 في إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة      “أرواح عابرة”: وثائقي إبادة السيفو يُعرض في فعاليات مؤتمر السينما والإرهاب بباريس      الكنيسة الملكيّة تدين تخريب مدافن للمسيحيّين في ريف السويداء السوريّة      أبناء شعبنا في المهجر يزورون قرية "قلث" في تركيا لبحث سبل ترميمها      تطبيق «الحوذرا» الإلكترونيّ... رسالة وحدةٍ وصونٍ لتراث الأجداد      أسماء المرشحين علی مقاعد الکوتا المسيحية      المجلس الشعبي ينعي فقيده الراحل مخلص بطرس جبو      بيتسابالا: قرب نهاية الحرب في غزّة بداية جديدة للجميع      مرور أربيل تنفي إلزام أصحاب اللوحات القديمة بالتبديل وتوضح الإجراءات الرسمية      العراق وإيران يتبادلان رفات عشرات الجنود      سوريا تنتخب أول برلمان بعد الأسد.. تعرف على التفاصيل      الرئيس الصربي: الحرب ستندلع وجميع دول العالم تستعد لها      ابدأ صباحك بالماء الدافئ.. فوائد صحية وجمالية كثيرة      فينيسيوس يقود ريال مدريد إلى صدارة الدوري الإسباني "مؤقتا"      تحول غير مسبوق.. إنستغرام تمنح مفاتيحها للمستخدمين      البابا لاوُن الرابع عشر يوقع أول إرشاد رسولي له: "Dilexi te" (لقد أحببتك)      السرياني "روني بردغجي" نجم برشلونة الجديد
| مشاهدات : 455 | مشاركات: 0 | 2025-10-05 15:22:27 |

اصطفاف غير مسبوق: العالم على أهبة الاستعداد، ماذا عن الفلسطينيين؟

ألون بن مئيـر

 

لقد احتشد المجتمع الدولي خلف الفلسطينيين دعمًا لطموحهم في إقامة دولتهم. والسؤال المطروح: هل سيغتنم الفلسطينيون هذه الفرصة النادرة ويتبنون إستراتيجية جديدة حاسمة لتحقيق هدفهم الوطني؟

 

لا أذكر فترة منذ حرب الأيام الستة عام 1967 عبّر فيها المجتمع الدولي عن هذا القدر الهائل من الدعم للقضية الفلسطينية. هذا التوافق العالمي وتدفق التأييد يمثلان سابقة لا مثيل لها، لا ينبغي للفلسطينيين تفويتها، خاصةً مع خُطة السلام التي أعلنها ترامب مؤخرًا. والمفارقة أن هجوم حماس الوحشي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب الانتقامية المدمرة التي شنّتها إسرائيل على غزة، أعادا إحياء حلّ الدولتين ووضعاه مجددًا في واجهة الاهتمام العالمي. ولكي يستثمر الفلسطينيون هذا الزخم، وخصوصًا المتشددون منهم، عليهم إعادة النظر في ثلاثة قيود نفسية واستراتيجية فرضوها على أنفسهم عبر العقود الماضية ومنعتهم من تحقيق تطلعاتهم الوطنية: فشل المقاومة العنيفة، المطالبة بالعدالة عن نكبة 1948، والحق الديني في الأرض.

 

الفشل الاستراتيجي للمقاومة العنيفة
رغم أن إغراء الانتقام والاستمرار في المقاومة العنيفة ضد إسرائيل، خصوصًا بعد كارثة غزة، يطغى على حكمة تبنّي استراتيجية جديدة قد تخدم القضية الفلسطينية بصورة أفضل، فإن على حماس أن تسأل نفسها: إلى أين أوصلتهم إستراتيجية العنف المستمر؟ الواقع أن الفلسطينيين اليوم يعيشون حالة غير مسبوقة من اليأس والإحباط. أهل غزة مدمَّرون، والفلسطينيون في الضفة يُخنقون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي القاسي.

من الواضح أن المقاومة العنيفة فشلت في الماضي ولن تنجح في المستقبل. بل إنها خدمت مصالح الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، الذي بقي في السُلطة نحو ثمانية عشر عامًا. فقد كان دائمًا يفضّل، بل ويحرّض في أحيان كثيرة، على استمرار المواجهات العنيفة مع الفلسطينيين لأنها تدفعهم إلى الرد بالقوة. وهذا أتاح له تبرير الاحتلال، مدّعيًا أن الدولة الفلسطينية تمثل تهديدًا وجوديًا، فيما كان يحقق مكاسب تدريجية في الضفة الغربية لم يكن لينالها عبر المفاوضات. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا لاعتداء مباشر، لكن تحويل العنف إلى إستراتيجية عامة أثبت فشله الذريع.

إذا علّم تاريخ المقاومة العنيفة الفلسطينيين شيئًا، فهو أنهم لا يستطيعون الآن ولا في المستقبل الانتصار على إسرائيل بالقوة. وأن تحقيق قيام الدولة الفلسطينية ممكن فقط في إطار دولتين مستقلتين، إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان في سلام وأمن متبادلين. وكان ينبغي على حماس وجميع الفصائل الفلسطينية المتشددة أن يتوصلوا إلى هذا الاستنتاج منذ سنوات؛ لكن بدلًا من ذلك، انغمست هذه الفصائل في وهم متجذر في التدين بأنها قادرة على تدمير إسرائيل، بينما في الواقع جلبت على نفسها الهلاك الذاتي.

على مرّ السنين، أغفل الفلسطينيون الإصغاء إلى أصوات العديد من الشخصيات المعتدلة البارزة، ومن بينهم إدوارد سعيد، الذي أكّد في أكثر من مناسبة أن الكفاح المسلح قد أخفق، وأن على الفلسطينيين التفكير في سُبل سلمية لتحقيق هدفهم بإقامة الدولة. كما دعا سري نسيبة، الفيلسوف الفلسطيني المعروف، إلى الابتعاد عن القوة والبحث عن طرق سلمية تفتح الطريق نحو الدولة الفلسطينية.

يجب أن تتذكّر حماس أنها تتعامل مع دولة مهووسة بأمنها القومي، بغض النظر إن كان ذلك مبررًا أم لا، فتحتفظ إسرائيل دومًا بتفوقٍ عسكري قادر على ردع أي تهديد حقيقي أو متصوَّر، وترد بقوة غير متناسبة لسحق أي تهديد لأمنها. لذلك، بالنسبة للفلسطينيين، فإن التخلي عن المقاومة العنيفة ليس استسلامًا، بل تغيير استراتيجي يفتح الطريق إلى قيام الدولة بدعم دولي واسع، وهو دعم لا يُنال بالقوة وحدها.

 

معالجة مظالم الماضي
رغم أن المظالم التاريخية ما زالت تؤلم الفلسطينيين بعمق، فإن تجاوزها لا يتحقق إلا عبر نهج عملي وسلمي وعادل يقوم على ما يمكن تحقيقه اليوم، لا بمحاولة عكس مظالم الماضي. فالعدالة الحقيقية تعني التركيز على حلول واقعية تُحسّن حياة الناس الآن. وإلى متى سيظل الفلسطينيون يعانون اللاإنسانية والتشريد، متمسكين بالأمل الزائف في “حق العودة” إلى بيوتهم الأصلية داخل إسرائيل الحالية؟

لقد أكدت حنّة أرندت على أهمية التعامل مع قضايا الحاضر بدل البقاء أسرى للمظالم التاريخية، وقالت: “سيبقى ماضينا عبئًا ينهار تحت ثقله كل من يرفض أن يفهم الحاضر ويكافح من أجل مستقبل أفضل.” وبمعنى آخر، يجب أن تُبنى العدالة على ما يمكن تحقيقه اليوم.

بالتأكيد، تقوم العدالة على ترسيخ الحقوق الأساسية انطلاقًا من الظروف الراهنة، وعلى إيجاد صيغ للتعاون هنا والآن، لا بمحاولة تصحيح كل خطأ وقع في الماضي. وما يحتاجه الفلسطينيون اليوم هو السلام والأمن والاستقرار الاقتصادي والأمل بمستقبل أفضل، لا وعود فارغة بمستقبل معلّق على “حق العودة”، وهو مطلب لا يمكن التعامل معه إلا عبر التعويض أو إعادة التوطين داخل وطنهم، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي الحقيقة، فإن الحوار الصريح والاعتراف بواقع التعايش السلمي هما الطريق الوحيد لإيجاد تدابير عادلة في الحاضر، وهما وحدهما الكفيلان بفتح السبيل لتعويض المظالم التي عانى منها الفلسطينيون، خاصة ما يتعلق بتهجيرهم في نكبة عام 1948.

 

الارتباط الديني بالأرض
لليهود والفلسطينيين ارتباط تاريخي وديني بالأرض، وأي حلّ لنزاعهم لا بد أن يعترف بوجود طبقات متعددة من الدلالات الدينية التي ينبغي بحثها للوصول إلى أرضية مشتركة. ولا يكون التوفيق بين المطالب المتعارضة ممكنًا إلا من خلال تبنّي مبادئ الإنسانية المشتركة، والاحترام المتبادل، والتعايش بين اليهودية والإسلام، إضافة إلى المسيحية التي يشكّل أتباعها أقلية صغيرة لكنها ذات أهمية. وما هو مطلوب اليوم هو حوار علني بين المتدينين من اليهود والمسلمين، يستكشفون فيه ويفسرون روابط كل طرف بهذه الأرض، ومن خلال حوار متواصل يمكن إيجاد الطريق.

بعض الحاخامات الداعين إلى السلام رأوا أن الوعد التوراتي لليهود بالأرض يمكن تفسيره بما يحفظ كرامة وحقوق جميع السكان الذين يعيشون هنا اليوم. وقد شدّد الحاخام الراحل مناحم فرومان، الذي انخرط بعمق في جهود السلام بين الأديان، على أن الإيمان المشترك بإله واحد يعني أن اليهود والمسلمين مدعوون إلهيًا للعيش معًا بسلام. واعتبر أن الواجب الديني يقتضي احترام إنسانية كل طرف والبحث عن سُبل متناغمة للتعايش.

من جانب آخر، يرى كثير من العلماء المسلمين أن مفهوم “الوقف” يعني أن أرض فلسطين أمانة في يد الأمة الإسلامية كلها، ويجب صونها لا التفريط بها. ومع ذلك، يمكن تفسير الوقف الديني بما يتيح وصاية مشتركة وتعايشًا بدلًا من ملكية حصرية.

يؤكد الإمام شمس علي، وهو شخصية بارزة في الحوار بين الأديان، في كتابه أبناء إبراهيم (الذي شارك في تأليفه مع الحاخام مارك شنير)، على الجذور والقيم المشتركة بين اليهودية والإسلام، داعيًا إلى أن هذه القيم والتراث والارتباط بالأرض تتيح لليهود والمسلمين معًا إيجاد سبيل يكرّم علاقة كلا الشعبين بالأرض. وبالمثل، أشار الإمام يحيى هندي إلى الرسالة الواضحة في الإسلام حول التعاون والتواصل بين الأديان، وأن “أهل الكتاب” جميعًا مدعوون إلى التلاقي والعمل المشترك. فالتعاليم الدينية نفسها تحث هذه المجتمعات على العيش جنبًا إلى جنب كتجسيد لإرادة الله، يهودًا ومسلمين ومسيحيين على حد سواء.

 

اغتنام الفرصة الفلسطينية
لا ينبغي للفلسطينيين أن يضيّعوا هذه الفرصة غير المسبوقة لتحقيق طموحهم في إقامة الدولة، وذلك بحلّ جميع خلافاتهم مع إسرائيل عبر المفاوضات السلمية. وعلى حماس، بشكل خاص، أن تقبل بالخطة التي طرحها ترامب، والتي تنص على منح العفو لمن يلقون سلاحهم، وتأمين ممر آمن لمن يرغب في المغادرة، مقابل تخليها عن سيطرتها على غزة. ومن خلال هذه الخطوة، سيجد نتنياهو وأي حكومة إسرائيلية لاحقة تعارض قيام الدولة الفلسطينية أنفسهم في موقع دفاعي، فيما يواصل الفلسطينيون الاستفادة من الدعم الدولي القوي.

 

رسالتي إلى الفلسطينيين
إن حكومة نتنياهو الحالية تعيش وهمًا بأنها وجهت لكم الضربة القاضية وأنها أنهت نهائيًا إمكانية قيام دولتكم. لكنهم مخطئون تمامًا! فحرب نتنياهو القاسية على غزة لم تفعل سوى أن تضع قضيتكم في صدارة الاهتمام العالمي، موحِّدة معظم المجتمع الدولي خلف طموحكم الوطني كما لم يحدث من قبل. ومن هذا المنطلق،
أنتم المنتصرون.

عليكم أن تصمدوا الآن؛ قضيتكم ستبقى بعد نتنياهو. يجب أن تتخلى الفصائل عن المقاومة العنيفة، وأن تطلبوا العدالة من خلال تحسين جودة حياتكم اليوم، مع احترام الإرث المشترك لليهودية والإسلام وصلتهما بالأرض.

رحلتكم نحو التحرر بيدكم، إن أردتم ذلك حقًا.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6917 ثانية