المرصد الآشوري بشأن مرسوم العطل في سوريا: تجاهل واضح لأعياد دينية ووطنية      العراق يستعيد أكثر من 40 ألف قطعة أثرية منهوبة خلال 4 سنوات      المنظمة الآثورية: نرفض تغييب عيد أكيتو عن قائمة العطل الرسمية في سوريا      تمثال “يما د مثواثا”.. رمز هام يعبّر عن فخر أهالي القوش بانتمائهم الكلداني السرياني الآشوري في بيث نهرين والمهجر      البطريرك ساكو في قداس أحد الوردية: لنكن نحن الأقلية المسيحية في هذا الشرق الممزق بالصراعات، علامة لنموِ السلام والاخوة والمحبة      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة السفير التركي في دمشق الدكتور برهان كور اوغلو      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الأحد الثالث بعد عيد الصليب      اكتشاف ثيران آشورية مجنحة في تل النبي يونس بالموصل      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يفتتح "قاعة المطران مار سويريوس حاوا" في دار شرقي للضيافة      قداسة البطريرك مار آوا الثالث روئيل يهدي ميدالية تذكارية لقناة عشتار الفضائية      ادعاء علمي باكتشاف "بصمة فضائية" في الحمض النووي البشري!      فحص بسيط يكشف عن الإصابة بالخرف قبل عقود من ظهور الأعراض      لتأمين 120 مليار دينار وضمان صرف الرواتب دون تأخير.. مالية كوردستان تبدأ مراجعة شاملة للإنفاق والإيرادات      العراق بحاجة إلى 35 مليون شجرة لإنقاذ بيئته من التصحر      أزمة غير مسبوقة بتاريخ فرنسا.. 3 خيارات أمام ماكرون      غوارديولا يحقق 250 فوزا.. وهالاند يعيش أفضل أيام حياته      20 عامًا على انطلاق مبادرة: مليون طفل يصلون المسبحة الوردية      بيتسابالا: قرب نهاية الحرب في غزّة بداية جديدة للجميع      مرور أربيل تنفي إلزام أصحاب اللوحات القديمة بالتبديل وتوضح الإجراءات الرسمية      العراق وإيران يتبادلان رفات عشرات الجنود
| مشاهدات : 1888 | مشاركات: 0 | 2025-05-15 06:57:05 |

دفئ الوطن في قلوب حافية 

مروان صباح الدانوك

 

 

في صباحٍ ريفيٍّ هادئ، حملتُ أوراق المراقبة واتجهتُ إلى قاعة الامتحان في إحدى مدارس القرى النائية، لا ضجيج هنا سوى حفيف الأشجار، ولا مظاهر ترفٍ سوى ابتسامات بريئة تُطلُّ من نوافذ الصفوف البسيطة.

كنتُ مراقباً على القاعة (3) في امتحان اللغة العربية للصف السادس الابتدائي. مررتُ بين المقاعد، أراقب الطلبة وهم يخوضون امتحاناً لا يختبر معلوماتهم فحسب، بل يختبر صبرهم، أحلامهم، وقوة احتمالهِم للواقع، توقفتُ فجأة، أبصرتُ طالبةً تجلس بصمتٍ يشبه وجع الأمكنة البعيدة، كانت منحنيةً على ورقتها، تكتب بقلمٍ متهالك، لكن يدها كانت ثابتة، وكأنها تكتب شيئاً أثمن من الإجابة، لفتني بيت شعر كتبته من قصيدة "أنا إنسان" للشاعر محمد جبار حسن:
"ما دامت أحضان بلادي، أدفأُ كلَّ الأحضان"
قرأتُهُ في ورقتها، لكنه صرخ في داخلي، بلادي؟ أيّ وطنٍ هذا الذي تحلم به هذه الطفلة؟ نظرتُ إليها مرة أخرى، فرأيتُ الحقيقة التي لم تخطها بقلمها: كانت حافية القدمين، حذاؤها مخلوع عند زاوية الطاولة، كأن قدميها اعتادتا الأرض القاسية، أو كأن الحذاء (جل القارئ) لم يعد يليق بحلمها الكبير، كانت ترتجف قليلاً، لكن ليس من البرد، بل من شوقٍ إلى وطنٍ يحضنها كما يحضن الشعر روحه.
هناك، في قاعة امتحان مهملة في قرية بعيدة، كانت الطفلة تقول لنا جميعاً: "أنا أكتب لأنني أحلم، أنا أحفظ القصائد لأنني لا أملك وطناً إلا في الشعر." خرجتُ من القاعة وأنا أحمل في صدري أكثر من ورقة إجابة، كنتُ أحمل قصيدةً لم تُكتب بعد، ووجعاً لم يلتئم، وسؤالاً يُلاحقني: كيف لوطنٍ أن يُدفئ أبناءه، إن كانت بناته الصغيرات حافيات؟









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5269 ثانية