أوغنا يشارك في ندوة عن الحرية والتنوع في الشرق      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يصل إلى السويد      مجلس كنائس الشرق الأوسط يهنّئ قداسة الكاثوليكوس آرام الأوّل      افتتاح مكتبة المطران ابراهيم في ولاية مشيغان الامريكية      غبطة البطريرك ساكو يهنئ المسلمين بعيد الاضحى المبارك      سيادة المطران جاك مراد: الصعوبات التي تواجه المسيحيين في سوريا في الوقت الراهن      قداسة البطريرك مار آوا الثالث روئيل: العلاقات المسكونيّة دعوة إنجيليّة ومسؤوليّة تاريخيّة      البطريرك ساكو يستقبل سفيري الأردن والنمسا كلا على انفراد      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس المناولة الأولى في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال برسامة شَماسَين في كنيسة مريم العذراء في موسكو      85 حادثة احتراق سيارات سُجلت في أربيل منذ بداية العام الجاري      مصر واليونان تتفقان على حماية وضع دير سانت كاترين      الخارجية الأمريكية: استقلال العراق في مجال الطاقة عن نفوذ إيران يمر عبر غاز كوردستان      إنجاز علمي كبير في المعركة ضد "فيروس نقص المناعة البشرية"      كاتس يحذر: سنواصل ضرب لبنان إذا لم ينزع سلاح حزب الله      وزير: حكومة اقليم كوردستان تبذل المساعي على مستوى بغداد والعالم لحل مشكلة الرواتب      لعظام أقوى.. عليكم الإكثار من تناول هذه الأغذية      اكتشاف علمي جديد.. هل عُثر أخيرا على الكوكب التاسع المفقود؟      لامين يامال يقود إسبانيا لنهائي دوري الأمم الأوروبية      افتتاح مكتبة المطران ابراهيم في ولاية مشيغان الامريكية
| مشاهدات : 749 | مشاركات: 0 | 2025-05-15 06:57:05 |

دفئ الوطن في قلوب حافية 

مروان صباح الدانوك

 

 

في صباحٍ ريفيٍّ هادئ، حملتُ أوراق المراقبة واتجهتُ إلى قاعة الامتحان في إحدى مدارس القرى النائية، لا ضجيج هنا سوى حفيف الأشجار، ولا مظاهر ترفٍ سوى ابتسامات بريئة تُطلُّ من نوافذ الصفوف البسيطة.

كنتُ مراقباً على القاعة (3) في امتحان اللغة العربية للصف السادس الابتدائي. مررتُ بين المقاعد، أراقب الطلبة وهم يخوضون امتحاناً لا يختبر معلوماتهم فحسب، بل يختبر صبرهم، أحلامهم، وقوة احتمالهِم للواقع، توقفتُ فجأة، أبصرتُ طالبةً تجلس بصمتٍ يشبه وجع الأمكنة البعيدة، كانت منحنيةً على ورقتها، تكتب بقلمٍ متهالك، لكن يدها كانت ثابتة، وكأنها تكتب شيئاً أثمن من الإجابة، لفتني بيت شعر كتبته من قصيدة "أنا إنسان" للشاعر محمد جبار حسن:
"ما دامت أحضان بلادي، أدفأُ كلَّ الأحضان"
قرأتُهُ في ورقتها، لكنه صرخ في داخلي، بلادي؟ أيّ وطنٍ هذا الذي تحلم به هذه الطفلة؟ نظرتُ إليها مرة أخرى، فرأيتُ الحقيقة التي لم تخطها بقلمها: كانت حافية القدمين، حذاؤها مخلوع عند زاوية الطاولة، كأن قدميها اعتادتا الأرض القاسية، أو كأن الحذاء (جل القارئ) لم يعد يليق بحلمها الكبير، كانت ترتجف قليلاً، لكن ليس من البرد، بل من شوقٍ إلى وطنٍ يحضنها كما يحضن الشعر روحه.
هناك، في قاعة امتحان مهملة في قرية بعيدة، كانت الطفلة تقول لنا جميعاً: "أنا أكتب لأنني أحلم، أنا أحفظ القصائد لأنني لا أملك وطناً إلا في الشعر." خرجتُ من القاعة وأنا أحمل في صدري أكثر من ورقة إجابة، كنتُ أحمل قصيدةً لم تُكتب بعد، ووجعاً لم يلتئم، وسؤالاً يُلاحقني: كيف لوطنٍ أن يُدفئ أبناءه، إن كانت بناته الصغيرات حافيات؟









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6364 ثانية