في كثير من الأحيان، وعند تناول قضايا تاريخية، ينشغل البعض بأمور قد تكون حتى غير موجودة وبالتالي يغفل هذا البعض عن الجوهر. فهذا النوع من الانشغال يُضعف من قيمة الكيان الحضارية ويؤدي إلى زعزعة الثقة وانحراف البوصلة الفكرية عن المسار الصحيح.
فعندما نُضخّم جزئية ما أو نُعيد صياغة الأحداث لتناسب رواية معينة! فإننا لا نقدم خدمة للحقيقة، بل نُساهم في طمسها والأسوأ من ذلك، هو التلاعب المتعمد بالأحداث الماضية، بإضافة وقائع غير موجودة أو تحوير الوقائع الأصلية بما يخدم أجندة معينة. وهذا يُعتبر نوعًا من تزوير التاريخ، وهو أمر خطير لأنه لا يشوه الماضي فقط، بل يُضلل الأجيال القادمة.
إن التاريخ ليس ملكًا لأحد ليُعيد تشكيله كما يريد، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب الصدق، والدقة والأمانة والتمسك بالوقائع. فالحفاظ على جوهر الحقيقة أهم من التجمل أمام الواقع أو تزيينه على حساب المضمون.