القداس الأول في مركز غبطة المطران مار ميلس زيا للرياضة والفنون في كلية مار نرساي ‏الاشورية المسيحية في سيدني      القداس الالهي بمناسبة عيد صعود الرب يسوع المسيح الى السماء- كنيسة ام النور في عنكاوا      سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية يلتقي برؤساء الكنائس في حلب      رئيس الديوان د. رامي جوزيف آغاجان يشارك في جلسات اليوم الثالث لمؤتمر الجامعة الكاثوليكية      مؤسسة الجالية الكلدانية تجتمع مع اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف      وفد من مؤسسة الجالية الكلدانية – مكتب العراق يلتقي رئيس المحكمة الاتحادية العليا      افتتاح مركز غبطة المطران مار ميلس زيا للرياضة والفنون الادائية، في كلية مار نرساي الآشورية ‏المسيحية في سيدني      سامي المالح يوقع كتابه حول التفكير النقدي في زمن الذكاء الاصطناعي بقضاء عنكاوا /اربيل      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل معالي الدكتور رامي جوزيف آغاجان، رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحيّة والايزيديّة والصابئة المندائيّة      تنفيذ مشروع رفع الأنقاض في بلدة باطنايا      دراسة: الدلافين تنادي بعضها بأسماء خاصة كالبشر      تشلسي يكتسح ريال بيتيس ويتوج بدوري المؤتمر الأوروبي      عضو في القانونية النيابية: قرار إيقاف تمويل إقليم كوردستان قطعي ولا يقبل الطعن      عضوان في الكونغرس الأمريكي يطالبان بفرض عقوبات على العراق      "القبة الذهبية" الأميركية.. قدرات دفاعية غير مسبوقة رغم مخاطر محتملة      دراسة: تناول القهوة يعزز الصحة أو يضرها.. حسب "جيناتك"      الكاردينال بارولين: ما يحدث في غزة غير مقبول      دراسة تكشف عن مصدر 99% من ذهب كوكب الأرض      باحثون يطورون نموذجا لخلايا جزر البنكرياس البشرية      رونالدو ضد ميسي مجددا.. مواجهة "محتملة" خلال أيام
| مشاهدات : 503 | مشاركات: 0 | 2025-05-28 09:56:04 |

الشعبوية بين الشعارات السياسية وبناء الدولة

ثامر الحجامي

 

    تُعرف الشعبوية بأنها خطاب سياسي يقوم على مخاطبة عامة الناس بالشعارات والعواطف، وغالبًا ما يتسم بمعاداة النخب وتبسيط القضايا المعقدة، وعلى مدار التاريخ أظهرت التجارب أن الأنظمة التي إرتكزت على هذا النهج، إما سقطت سريعًا أو واجهت أزمات عميقة قادت إلى إنهيارها.

   ما حصل في فنزويلا مثالً حي، حين صعد هوغو تشافيز إلى الحكم بشعارات مناهضة للنخبة وترويج للعدالة الإجتماعية، مستندًا إلى خطاب شعبوي حاد، ورغم الشعبية الجارفة التي تمتع بها في البداية، لكن غياب مؤسسات الدولة وتضخم الإعتماد على الكاريزما الفردية، والإنهيار الاقتصادي الناتج عن سوء الإدارة، أدى بالبلاد إلى أزمة خانقة ما زالت قائمة حتى اليوم.

  كذلك شهدت إيطاليا صعود حركات شعبوية مثل حركة " النجوم الخمس" التي وصلت الى الحكم عبر تبني خطاب شعبوي مناهض للنخبة والمؤسسات الأوربية، لكنها واجهت صعوبة بين الشعارات وتصديها لمسؤولية الحكم، مما أثر على شعبيتها وتراجعها مع مرور الوقت.

   في خضم التحولات السياسية التي يشهدها العراق، تظهر الشعبوية كطريق سريع ومغري للوصول إلى الكسب السياسي, على حساب بناء مؤسسات الدولة الفتية والتأسيس لقوانين تنظم هذه المؤسسات وعلاقتها مع الجمهور، فالشعبوية أغرت الكثير من الساسة في الوصول الى السلطة، لكنهم لا يدركون أنها لا تملك ما يكفي من الرصيد الواقعي، لإقامة مؤسسات قوية أو تأسيس قواعد راسخة لنظام الحكم.

  لهذا؛ فإن على القائمين على النظام السياسي أن يدركوا أن البقاء في السلطة لا يتحقق بإرضاء الجماهير مؤقتًا، بل ببناء دولة مؤسسات تقوم على القانون، وتحترم الكفاءة، وتؤسس لمشاريع تنموية حقيقية، فالمشاريع لا تُبنى بالشعارات وإنما بالإرادة السياسية والتخطيط الإستراتيجي، والقرارات الجريئة التي قد لا تكون شعبية دائمًا، لكنها ضرورية لبقاء الدولة.

   السباق نحو الشعبوية لن يؤدي إلا إلى تسارع الإنهيار، أما السباق في إقامة أركان الدولة وتفعيل مؤسساتها، ومكافحة الفساد، وضمان العدالة، فهو وحده السبيل لبقاء النظام السياسي وإستقراره، وأما اللعب على رغبات الجمهور والتكسب الإنتخابي على حساب القوانين وتهميش دور مؤسسات الدولة، فهو حيلة العاجز عن إقناع الجمهور بدوره السياسي.

   إن من يأتي إلى الحكم على وقع الهتافات والأهازيج، سرعان ما يجد نفسه في مواجهة نفس الشعارات التي صعد بها، عندما تتغير مصالح الجماهير أو يظهر من هو أكثر قدرة على دغدغة العواطف منه، فالجماهير التي تهتف لك اليوم قد تهتف ضدك غدًا، لذلك تسابقوا في إقامة أركان الدولة، ولا تتسابقوا في الشعارات الشعبوية، لأن في الأولى بقاءكم، وفي الثانية زوالكم.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5635 ثانية