من القدّاس الاحتفاليّ الذي ترأّسه ساكو بمناسبة اليوم العالميّ للمسيحيّين الشرقيّين في كاتدرائيّة نوتردام باريس-فرنسا | مصدر الصورة: جمعيّة عمل الشرقمن القدّاس الاحتفاليّ الذي ترأّسه ساكو بمناسبة اليوم العالميّ للمسيحيّين الشرقيّين في كاتدرائيّة نوتردام باريس-فرنسا | مصدر الصورة: جمعيّة عمل الشرق
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: سهيل لاوند
باريس, الاثنين 26 مايو، 2025
بمناسبة اليوم العالمي للمسيحيين الشرقيين، والذي تنظمه جمعية «عمل الشرق» في الأحد السادس من زمن القيامة كلّ عام، ترأّس بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس روفائيل ساكو أمس الذبيحة الإلهية وفق الطقس الكلداني في كاتدرائية نوتردام-باريس، بحضور عدد من الأساقفة والمؤمنين.
تميّز احتفال هذا العام بمباركة ثماني أيقونات رسمها فنانون فرنسيون ومشرقيون، تمثِِّل طلائع القديسين في التاريخ المسيحي المبكر. وقد مُسحت هذه الأيقونات بالميرون المقدس، وستُوضع بعد غدٍ الأربعاء في مصلّى القديس جورج، المخصّص للمسيحيين الشرقيين في داخل الكاتدرائية.
قال رئيس أساقفة باريس المطران لوران أولريش في كلمته الافتتاحية: «تُعدّ الأيقونات في التقليد الشرقي نوافذ حقيقية على الأبدية، وعلامة صادقة على إيمان الكنيسة جمعاء... فهي ليست مجرّد صور، بل انفتاح على قداسة الله، والصلاة أمامها فعل روحي عظيم. نأمل أن يقصد مصلّى القديس جورج مسيحيون شرقيون كثيرون ليصلّوا فيه، وقد قررنا تكريسه عند إعادة افتتاح هذه الكاتدرائية».
وفي كلمته، عبّر ساكو عن إعجابه الشديد بما آلت إليه الكاتدرائية بعد أعمال الترميم. وأضاف: «لقد شكّل الشرق جذور المسيحية، بينما كان الغرب بمبشّريه قلبها النابض. إنّ افتتاح هذا المصلّى المكرّس للمسيحيين الشرقيين يحمل أهمية كبرى، إذ يُظهر عالمية الكنيسة ووحدتها، وهو مصدر فخر لنا. نحن ممتنّون لكم كثيرًا؛ فقد ساعدتنا كنيسة فرنسا كثيرًا في خلال مأساتنا مع تنظيم داعش».
بدوره، أشار الفنان السوري نعمت بدوي عبر «آسي مينا» إلى أنّ الأيقونات الثماني صوَّرت القديسين الشرقيين الأوائل بحسب الكنائس والمناطق التي ينتمون إليها، وهم: أندراوس (القسطنطينية)، ويعقوب (القدس)، ومرقس (الإسكندرية)، وغريغوريوس المنوّر (أرمينيا)، وتوما (الهند)، وأدّي وماري (سلوقيا طيسفون-العراق)، وفرومنتيوس (إثيوبيا)، وأخيرًا إغناطيوس الأنطاكي (أنطاكيا) وهي الأيقونة التي كلَّفت «عمل الشرق» بدوي كتابتها.
وأشار بدوي إلى أنّه لم يعتمد على نسخ الأيقونة من أخرى سابقة للقديس، بل ابتكر تصميمًا جديدًا لها. واستلزم العمل عليها نحو ثلاثة أشهر. وكشف أنّه سلّمها إلى المعنيين الشهر الماضي، عند وصوله إلى باريس قادمًا من حلب رفقة شقيقه الفنان بشير بدوي للمشاركة في مؤتمر «بالجسد والذهب»، والذي تناول فن الأيقونة وترميمها في قاعة مايكل آنجلو في متحف اللوفر.