القداس الأول في مركز غبطة المطران مار ميلس زيا للرياضة والفنون في كلية مار نرساي ‏الاشورية المسيحية في سيدني      القداس الالهي بمناسبة عيد صعود الرب يسوع المسيح الى السماء- كنيسة ام النور في عنكاوا      سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية يلتقي برؤساء الكنائس في حلب      رئيس الديوان د. رامي جوزيف آغاجان يشارك في جلسات اليوم الثالث لمؤتمر الجامعة الكاثوليكية      مؤسسة الجالية الكلدانية تجتمع مع اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف      وفد من مؤسسة الجالية الكلدانية – مكتب العراق يلتقي رئيس المحكمة الاتحادية العليا      افتتاح مركز غبطة المطران مار ميلس زيا للرياضة والفنون الادائية، في كلية مار نرساي الآشورية ‏المسيحية في سيدني      سامي المالح يوقع كتابه حول التفكير النقدي في زمن الذكاء الاصطناعي بقضاء عنكاوا /اربيل      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل معالي الدكتور رامي جوزيف آغاجان، رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحيّة والايزيديّة والصابئة المندائيّة      تنفيذ مشروع رفع الأنقاض في بلدة باطنايا      دراسة: الدلافين تنادي بعضها بأسماء خاصة كالبشر      تشلسي يكتسح ريال بيتيس ويتوج بدوري المؤتمر الأوروبي      عضو في القانونية النيابية: قرار إيقاف تمويل إقليم كوردستان قطعي ولا يقبل الطعن      عضوان في الكونغرس الأمريكي يطالبان بفرض عقوبات على العراق      "القبة الذهبية" الأميركية.. قدرات دفاعية غير مسبوقة رغم مخاطر محتملة      دراسة: تناول القهوة يعزز الصحة أو يضرها.. حسب "جيناتك"      الكاردينال بارولين: ما يحدث في غزة غير مقبول      دراسة تكشف عن مصدر 99% من ذهب كوكب الأرض      باحثون يطورون نموذجا لخلايا جزر البنكرياس البشرية      رونالدو ضد ميسي مجددا.. مواجهة "محتملة" خلال أيام
| مشاهدات : 638 | مشاركات: 0 | 2025-05-28 10:01:43 |

إكرام الوالدين

رائد نيسان حنا

 

مقالة تتناول موضوع إكرام الوالدين من منظور إيماني، مع التركيز على الكتاب المقدس والطرق العملية لإكرامهم.

أكرم أباك وأمك: دعوة إلهية ومسار للحياة المباركة

 

في نسيج العلاقات الإنسانية، تبرز العلاقة بين الأبناء والوالدين كأحد أقدس الروابط وأكثرها تأثيرًا. إنها العلاقة التي تشكل أساس شخصياتنا، وتغرس فينا القيم الأولى، وتمدنا بالحب والدعم اللازمين لنمونا. ولكن الأهم من ذلك، أن إكرام الوالدين ليس مجرد عرف اجتماعي أو واجب أخلاقي، بل هو وصية إلهية صريحة، دعوة من خالق الكون يتردد صداها عبر الأجيال في الكتاب المقدس.

الوصية الإلهية: "أكرم أباك وأمك"

من قلب الشريعة الموسوية، تبرز الوصية الخامسة في الوصايا العشر كعمود فقري للعلاقات الأسرية والمجتمعية: "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (سفر الخروج 20: 12). هذه الوصية ليست مجرد طلب، بل هي مقرونة بوعد عظيم: طول الأيام والبركة. هذا الوعد لا يشير بالضرورة إلى العمر المديد فقط، بل إلى حياة ملؤها الرضا، السلام، والازدهار الروحي والمادي.

الكتاب المقدس لا يكتفي بهذه الوصية العامة، بل يكررها ويؤكد عليها في مواضع عدة. في سفر التثنية (5: 16)، يُعاد التأكيد على الوصية، وفي العهد الجديد، يؤكد الرسول بولس على أهميتها في رسالته إلى أفسس (6: 2-3) قائلاً: "«أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ»، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، «لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ»." هذا التكرار والتأكيد يبرز مدى أهمية هذه الوصية في عيني الله، وكم هي أساسية لبناء حياة مباركة وعلاقات سوية.

لماذا إكرام الوالدين؟

  • اعتراف بفضل الله: الوالدان هما الوسيلة التي اختارها الله لإحضارنا إلى الوجود. إكرامهم هو اعتراف ضمني بفضل الله علينا، وتقدير لعنايته التي تجلت من خلالهما.
  • أساس للبركة: كما ذكرت الوصية، البركة الحياتية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإكرام الوالدين. يُنظر إلى هذا كنوع من العدل الإلهي؛ فمن يكرم من كانوا سبب وجوده ورعايته، يكرمه الله في حياته.
  • نموذج للأجيال القادمة: عندما يرى الأبناء آباءهم يكرمون أجدادهم، فإن ذلك يغرس فيهم قيم الاحترام والتقدير. يصبح إكرام الوالدين سلسلة من البركة تنتقل من جيل إلى جيل.
  • تأصيل للقيم الأخلاقية: إكرام الوالدين يعلمنا التواضع، الصبر، العطاء، وتحمل المسؤولية. هذه كلها قيم أساسية لبناء شخصية متكاملة وقادرة على التعامل مع العالم بإيجابية.

كيف نُكرم آباءنا وأمهاتنا؟

إكرام الوالدين يتجاوز مجرد الطاعة السطحية، إنه يتجلى في أشكال متعددة، بعضها مادي وبعضها روحي:

  • الاحترام والطاعة (في الرب):
  • الكلمة الطيبة: تجنب رفع الصوت، استخدام الألفاظ الجارحة، أو السخرية. تحدث إليهما بلطف وتواضع، حتى وإن اختلفت معهما في الرأي. يقول الكتاب المقدس: "يَا بَنُونَ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هَذَا حَقٌّ." (أفسس 6: 1).
  • التقدير والاستماع: امنحهما وقتك واهتمامك الكامل. استمع إلى قصصهما، نصائحهما، وحتى شكواهما بصبر ومحبة. هذا يجعلهما يشعران بالتقدير وأنهما لا يزالان جزءًا حيويًا من حياتك.
  • الطاعة في الأمور الصائبة: استجب لطلباتهما ما دامت لا تتعارض مع وصايا الله. الطاعة هي تعبير عن الاحترام والثقة بحكمتهما.
  • الرعاية والدعم:
  • الدعم المادي: إذا كانا في حاجة، قدم لهما الدعم المالي قدر استطاعتك. الكتاب المقدس يدين بشدة من يهمل والديه في شيخوختهما.
  • الرعاية الجسدية: اعتني بهما في كبرهما ومرضهما. قم بزيارتهما بانتظام، ساعدهما في المهام اليومية، وتأكد من حصولهما على الرعاية الصحية اللازمة. تذكر كلمات بولس الرسول في (1 تيموثاوس 5: 8): "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ."
  • الدعم المعنوي: كن مصدرًا للبهجة والراحة لهما. شجعهما، طمئنهما، وشاركهما أفراحك وأحزانك.
  • الدعاء والشكر:
  • الصلاة لأجلهما: ارفع صلواتك باستمرار من أجلهما، طالبًا لهما الصحة، البركة، والسلام، والغفران.
  • التعبير عن الشكر: لا تتردد في التعبير عن امتنانك لكل ما قدماه لك من تضحيات وعطاء. كلمة شكر صادقة يمكن أن تحمل وزنًا كبيرًا في قلوبهما.
  • تذكرهم بعد الوفاة:
  • الاحتفاظ بذكراهم الطيبة: تحدث عنهما بالخير، وتذكر إنجازاتهما وتضحياتهما.
  • الصلاة والصدقة باسمهما: استمر في الصلاة من أجلهما، وقم بأعمال خيرية أو تبرعات باسمهما.

إكرام الوالدين ليس حملاً ثقيلاً، بل هو امتياز وفرصة عظيمة لعيش حياة مباركة ومرضية في عيني الله والإنسان. إنه استثمار روحي يعود بالخير على الفرد والمجتمع بأكمله. فلنجعل من هذه الوصية الإلهية منارة تضيء دروبنا، ولنحرص على أن يكون قلمنا وأفعالنا شاهدة على عظيم تقديرنا لمن سهروا على راحتنا، وتفانوا في سبيل سعادتنا. فهل نلبي هذه الدعوة الإلهية بكل قلوبنا؟










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4993 ثانية