مع تردّي الحالة الإعلامية في سوريا منذ عقود، يعيش الشارع المسيحي حالة من عدم اليقين إزاء المعلومات الكثيفة التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي. أخبار تفتقر عادةً إلى الدقة والموضوعية، ويحمل بعضها تجييشًا لا يمكن تجنُّب ضرره على الفرد والمجتمع.
انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي أمس الأول يُظهر طفلين يخلعان صليبًا يعلو أحد القبور المسيحية في قرية زيدل الحمصية. وأصدرت مطرانية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس بيانًا أعربت فيه عن «إدانتها واستنكارها» لما تعرّضت له مقبرة الطائفة. وأكدت ضرورة احترام المقدسات والمقابر باعتبارها أماكن لها حرمتها الدينية والإنسانية.
وأشار البيان إلى أنّ «من أقدَم على هذا الفعل مجموعة من الأطفال اليافعين المعروفين، والكنيسة تتابع حيثيات هذا التصرف». ولم يوضح البيان مَن المقصود بـ«المعروفين»، فاعتبر بعض المتابعين أنّ الأطفال من البلدة نفسها، ومنهم من قال إنهم مسيحيون وإنّ الفيديو المنتشر مصوَّر عمدًا لإثارة الفتنة. ودعا البيان «جميع أبناء الوطن إلى التمسك بروح المحبة والتسامح، وعدم الانجرار وراء أيّ محاولة لإثارة الفتنة، بل اللجوء إلى الحكمة في مواجهة تجاوزات مماثلة».
من جهته، كشف كاهن رعية الروح القدس في حمص الخورأسقف ميشيل نعمان أنّ الموضوع انتهى وأنّ الفاعلين سيحاسبون. وأكد أنّه «عمل زعران» وليس فعلًا إرهابيًّا. وحاولت «آسي مينا» التواصل مع الجهات الكنسية المحلّية في زيدل، لكنّ الأخيرة امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح، وفضلت الاكتفاء بالبيان السابق.