عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/
في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت ٣١ أيّار ٢٠٢٥، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان، وخلاله منح غبطته المناولة الأولى لمجموعة من أطفال الرعية.
عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب ديفد ملكي كاهن الرعية، بحضور ومشاركة الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية. وخدم القداس جوق الرعية، وقامت بإعداد الأطفال وتعليمهم وتدريبهم الآنسة كلاريتّا عازار، بإشراف كاهن الرعية.
كما شارك في القداس جمع من المؤمنين من أبناء الرعية، ولا سيّما أهل الأطفال المتناولين الجدد وذووهم.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن "الفرح الكبير الذي يغمرنا اليوم أن نلتقي معاً في هذه الكنيسة، بيت الرب مخلّصنا، حتى نحتفل بالقربانة الأولى لأولادنا الأحبّاء. فالإنجيل المقدس يحدّثنا بوضوح أنّه مرّات كثيرة، خلاله قيام يسوع بالتعليم، كان الأطفال يأتون إليه، في حين أنّ الكبار، الذين يريدون أن يُظهِروا ذواتهم، كانوا يمنعون هؤلاء الأطفال بحجّة ألا يزعجوا يسوع. لكنّ يسوع مانَعَهم، مطالباً إيّاهم بإفساح المجال للأطفال ليأتوا إليه، لأنّ ملائكتهم في السماء يمجّدون الله، وهم الأولاد الصغار الأبرار الذين يستحقّون كلّ محبّة".
وتوجّه غبطته إلى الأطفال بالقول: "اليوم، أعزّاءنا الصغار، سيأتي يسوع إليكم، وسيملأ قلوبكم بالفرح الحقيقي، لأنّه يحبّكم، وهو معكم دائماً، إن بقيتم تتوسّلون إليه بالصلاة وتطلبون منه أن يبارككم ويبارك أهلكم ورفاقكم، لأنّ يسوع هو الحبّ الحقيقي. وبالطبع هذه هي القربانة الأولى التي تقبلونها بهذا الشكل العلني، بثيابكم البيضاء التي تدلّ على أنّكم تريدون حقيقةً أن تتشبّهوا بالملائكة، وقد تحضّرتم لها بمساعدة معلّمتكم الآنسة كلاريتّا عازار التي ضحّت حتّى تقرّبكم من الرب يسوع وتُبيِّن لكم بأنّ عليكم أن تكونوا فرحين دائماً حين تأتون إلى الكنيسة وتتناولون الرب يسوع في القربان المقدس".
وتأمّل غبطته مع المتناولين الجدد حول "تأسيس يسوع سرّ القربان المقدس في العشاء الأخير مع تلاميذه، حيث أعطاهم الخبز قائلاً: خذوا كلوا هذا هو جسدي، ثمّ أخذ الكأس قائلاً: خذوا اشربوا منه كلّكم، هذا هو دمي. فيسوع هو ابن الله، وهو قادر أن يحوّل هذا الخبز وهذا الخمر بقوّته الإلهية إلى ذاته كلّياً، أي أنّه يعطي ذاته للتلاميذ".
ولفت غبطته إلى أنّكم "اليوم، في هذا المساء، ستتناولون يسوع وستقولون له: شكراً لكَ لأنّكَ أتيتَ إلينا، نحبّ كثيراً أن نأتي إليكَ، وأنتَ، للمرّة الأولى، في الكنيسة، مع أهلنا ومع المؤمنين، تأتي إلينا كي تذكّرنا أنّنا إخوتكَ الصغار، نحن أبناء وبنات الله".
وهنّأ غبطته المتناولين الجدد وأهلهم وذويهم جميعاً بهذه النعمة الكبيرة التي أعطاهم الرب إيّاها، مشيراً إلى "أنّكم تعرفون ماذا يحدث في عالمنا اليوم، والذي يدّعي بالعلم والتقنيّة والإنجازات، وللأسف ينسى ربه. فهنا، أيّها الأحبّاء، الآباء والأمّهات، عليكم أن تشكروا الرب دائماً على عطيّته، لأنّه وهبكم هؤلاء الأولاد الأحبّاء نعمةً من قِبَلِه. مهما كانت ظروف حياتكم صعبة، عليكم أن تفكّروا أن تحموا هؤلاء الأولاد الأحبّاء من كلّ شرّ وضرر، وتساعدوهم كي ينموا بمحبّة الله ومحبّة الكنيسة ومحبّتكم. هذا الأمر مهمّ جداً كي تظلّ عائلاتنا أمينة وراسخة في محبّة ربنا، مهما كانت صعوبات الحياة التي تمرّون بها".
وختم غبطته موعظته شاكراً "الرب يسوع لأنّ القداس الإلهي الذي نسمّيه الإفخارستيا، يعني الشكر، فيسوع أسّس هذا السرّ كي نشكر الرب على كلّ عطاياه. نتابع هذا القداس بالفرح والمحبّة، ملتمسين شفاعة مريم العذراء أمّنا، لا سيّما اليوم ونحن في آخر أيّام شهر أيّار المبارك، متضرّعين ومبتهلين إلى شفاعتها كي تحمينا وتحمي عائلاتنا، صغاراً وكباراً".
وخلال القداس، أدّى الأطفال المتناولون الجدد ترنيمة روحية، وتلوا الإقرار بالإيمان بالرب يسوع ورفض الشرير وأعماله، متعهّدين بمحبّة الرب والعيش بحسب تعاليمه ووصاياه.
ثمّ تقدّم الأطفال لتناوُل جسد الرب يسوع ودمه، محاطِين بوالديهم، في جوّ من الخشوع والفرح الروحي.
وقبل ختام القداس، قدّم غبطته للأطفال هدية، هي نسخة من الكتاب المقدس، وأُخِذَت الصور التذكارية بهذه المناسبة المباركة.
وبعد القداس، انتقل الجميع إلى صالة الرعية حيث تحلّقوا حول غبطته للاحتفال بفرح بهذه المناسبة الروحية المميَّزة.