اسرعت نحو مقهى ابو علي لمشاهدة مباراة منتخبنا الدولية, نعم هي بطولة ودية لكن اخذت طابع التنافس, خصوصا ان جمهورنا متعطش لا يفرق بين الوديات والمنافسات الرسمية, وصلت متأخر خمسة دقائق, كان الكل متجمهرين حول الشاشة الكبيرة, سلمت وجلست قرب الاصدقاء, قال علاوي الاسباني (هكذا ينادوه لتعصبه للمنتخب الاسباني): المنتخب تعبان خصوصا خط الدفاع صاير شوارع, ما اعرف شلون راح يصمد امام السعودية في الملحق, مشكلتنا كبيرة ولا ينفع الترقيع؟!
هجمات من الخصم وتصرفات غريبة من خط الدفاع, بعض اللاعبين المحليين يشكلون تكتل ضد كل لاعب مغترب يأتي للمنتخب! كي يتم سقوطه, ويظهر أمام الجمهور انه لاعب عديم النفع...
سجل مهاجمنا هدف جميل مما جعل التفاؤل يعود للمنتخب, لكن الانانية تجعله عديم النفع فهو لا يلعب بشكل جماعي, يريد الكرة كي يسددها, فهذا كل ما يعرفه من فنون الكرة.
لكن الغريب ما فعله هذا المهاجم عندما قام باعتداء قاسي على اللاعب الخصم, وكاد يتسبب بكسر ساق اللاعب, مما تسبب بحصول تدافع وشجار كبير بين لاعبي الفريقين, وقام هذا المهاجم مرة اخرى بضرب لاعبي الخصم وسط الفوضى, وقد صورت الكاميرات كل ما حدث من بشاعة, مما جعل حفل التتويج يصبح يمر باردا عنيفا, من دون أي تفاعل نتيجة الأحداث التي افتعلها هذا المهاجم الغاضب (من دون سبب), ونحاول ان نفهم ما حصل؟ ونجد حل له...
غضب كل من كان في المقهى, متعجبين ان يقوم لاعب بهذا الفعل المشين!
مراجعة طبيب نفسي
قد يكون ما حدث بسبب ضغوطات نفسية كبيرة يعاني منها "المهاجم الغاضب", خصوصا انه قبل اسبوع حصل معه نفس الأمر في البلد التي احترف فيها, حيث افتعال شجار ضد لاعب افريقي بعد نهاية المباراة, وقد تنقلات وكالات الاخبار والصفحات المختصة, وقد يواجه اللاعب عقوبات من الفيفا والاتحاد الاسيوي, خصوصا بعد اعتماد تلك البطولة بشكل رسمي من قبل الفيفا.
واعتقد ان المنتخب بصورة عامة مهم جدا وجود كادر طبي نفسي متخصص, لان اكثر من لاعب يعاني من تلك الضغوطات, والامر ليس عيبا بل هو حالة طبيعية جدا, بل ان اغلب المنتخبات العالمية تعالج تلك المشاكل النفسية بتجهيز أطباء نفسيين للمنتخب.
بورصة المراهنات الاسيوية
ان بورصة المراهنات الاسيوية نشطة جدا, وهي قديمة قد افسدت الكثير من البطولات الاسيوية, وهنا في شرق اسيا نشطة جدا, وقد توسعت اعمالها لتضم كل القارة وكل بطولات القارة وحتى الدوريات المحلية والمباريات الودية.
ويتم الرهان على تفاصيل المباراة مثل من يسجل اولا, او من يدخل اساسيا, او من يحصل على كارت احمر, ويتم دفع مبالغ مهولة, والحديث عن فساد الكرة الاسيوية لا ينتهي, واعتقد على اتحادنا مراقبة الامور بشكل دائم, لان خطر المشاركة بالمراهنات حقيقي ومميت.
اهمية كورسات اخلاقية للاعبين
ما يحصل في المنتخب بين اللاعبين لا يمكن إخفاءه, وهو موجود منذ عام 2003, حيث يلجأ البعض تنافس غير شريف, خصوصا مع قدوم اللاعبين المغتربين زادت حدة المشاكل, وحصلت مشاكل على حساب المنتخب, وما فعله المهاجم الغاضب دليل على غياب القيم الأخلاقية... والا كيف يرتضي ان يقوم بهذا الاعتداء الجسدي على لاعب بكل هذا العنف.. ولا يعتذر مما قام به, بل يعتبر نفسه غير مخطئ! لذلك اعترض على الحكم لأنه أشهر البطاقة الحمراء بوجه, فالكورسات الأخلاقية مع اللاعبين مهمة حاليا.
واعتقد يجب ان تبدا مع الفئات العمرية بكل نادي, بحيث يكون مشروع كبير للاتحاد لإشاعة القيم الاخلاقية في ملاعبنا.