المعالم السياحيّة المسيحيّة في لبنان… قيمة تاريخيّة وثقافيّة

أدّى المزيج المجتمعيّ اللبنانيّ، المتعدّد الأديان والطوائف، إلى انتشار المواقع الدينيّة، لا سيّما المسيحيّة منها، مُشَكِّلةً حركة سياحيّة نشطة. في ما يلي، نتوقّف عند ثلاثة أماكن سياحيّة دينيّة مسيحيّة بارزة في لبنان.

سيّدة زحلة والبقاع

عندَ مجيئك إلى منطقة البقاع، قاصدًا سهلها وواديها، لا بُدَّ لك من التوقّف للحظاتٍ لتأمُّل سيّدة جميلة تحمل على ساعدها طفلها الإلهيّ، وبيَمينها عنقود عنب. أمّا الطفل يسوع، فيحمل بشماله سنابل قمحٍ ثلاث، ومِن يمينه تتدفّق النِّعَم. إنّه مقام سيّدة زحلة والبقاع الذي يُعدُّ علامة فارقة في المدينة، ومحجًّا للصلاة والتأمّل.

نرى فوق الكنيسة البالغة مساحتها 450 مترًا مربّعًا والتي ترتفع 12 مترًا، كيف يستريح تمثال العذراء البرونزيّ على برج يُعتبَر الأعلى في لبنان، وقد تأسّس عام 1968، بطول 54 مترًا، وأشرف المطران أفتيموس يواكيم على تصميمه في إيطاليا، وأسنَدَ تنفيذه إلى الفنّان الإيطاليّ بياروتي. وفي العام 2018، أدرجت وزارة السياحة المقام وكنيسته في لائحة المواقع السياحيّة الدينيّة.

ضريح القدّيس شربل

يُعدُّ ضريح القدّيس شربل في دير مار مارون في عنّايا من أهمّ المحطّات السياحيّة الدينيّة في لبنان. ويزور نحو أربعة ملايين شخص الضريح سنويًّا، حسب بعض الإحصاءات. وفي 23 يوليو/تمّوز من كلّ عام، وهو التاريخ الذي يُصادف يوم رسامة شربل مخلوف كاهنًا، يزور نحو 250 ألف شخص الديرَ المذكور والمحبسة، إضافة إلى إرسال بخور وصور للقدّيس وأفلام مصوّرة للصلوات والقداديس إلى 133 دولة. وقد ورَدَ أنّ «ما يزيد دعم هذا القطاع، هو تصنيف عنّايا عام 1982 ضمن المزارات الدينيّة العالميّة».

وادي قنّوبين

لا بُدَّ من تسليط الضوء على وادي قنّوبين، في قضاء بشرّي شماليّ لبنان، والمعروف أيضًا باسم وادي القدّيسين. يُعَدّ الوادي وجهة سياحيّة بارزة تجذب الجميع، من مختلف الأديان والبلدان. يتميّز هذا الوادي بجماله الطبيعيّ الخلّاب وتاريخه الدينيّ العريق، إذ كان ملاذًا للرهبان المسيحيّين الموارنة في خلال العصور الوسطى.

وهو يضمّ تراث الكنيسة المارونيّة ومدافن البطاركة الموارنة، إضافة إلى مغاور ومناسك لا تُحصى. وقد أدرجته اليونسكو في لائحة التراث العالميّ في عام 1998، ما يعكس قيمته التاريخيّة والثقافيّة.