لا يمكن تصوّر سورية من دون المسيحيّه والمسيحيين      البطريرك المسكوني يشيد بالتزام البابا لاون لاستعادة الوحدة المسيحيّة الكاملة      البطريرك ساكو يستقبل السفيرة الإسبانية      الجلسة الإفتتاحية للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الفاتيكان      «أخوّة ومحبّة»... رسالة دعم لضحايا تفجير كنيسة دمشق      زيارة تفقدية لنيافة الحبر الجليل مار تيموثاوس موسى الشماني الى مجلس السريان / برطلي      "لم نعد آمنين هنا"... تفجير كنيسة مار إلياس يفاقم مخاوف مسيحيي سوريا      بمناسبة يوم اللاجئ... المرصد الآشوري يقيم احتفالية "من لاجئ إلى مواطن" في السويد، ويكرم شخصيات مشرقية ناجحة في المجتمع      تعيين سيادة المطران حبيب هرمز زائرا رسوليا جديدا لأوروبا      نيافة الحبر الجليل مار طيماثاوس موسى الشماني يزور طلاب الدورة الدينية الصيفية ( مدرسة ديانا )/ برطله      مكافحة إرهاب كوردستان: إسقاط مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي دون خسائر      حديقة "فايدة" الأثرية في قضاء سميل.. كنز آشوري يعود إلى عام 2700 قبل الميلاد      المحكمة العليا تؤيد ترمب في معركته لترحيل مهاجرين إلى دولة ثالثة      الصدر يؤكد مجددا مقاطعته انتخابات العراق.. ويدعو لحل الميليشيات      رسالة مختصرة تجبر طائرة أميركية على الهبوط اضطراريا      اكتشاف يغير قواعد اللعبة.. تحويل النفايات إلى مسكن ألم فعال      ليفربول يتخذ أول إجراء بعد الرحيل المأساوي لديوغو جوتا      البابا لاوُن الرابع عشر يصلّي من أجل التنشئة على التمييز      نيجيرفان بارزاني والحسان: حل الخلافات بين أربيل وبغداد ضرورة لاستقرار وازدهار العراق      نوريس: عدم التتويج بلقب فورمولا 1 ليس فشلا
| مشاهدات : 339 | مشاركات: 0 | 2025-07-04 07:05:57 |

استهداف كنائس المسيحيين في الشرق ومعاناتهم

فواد الكنجي

 

 

 في سياق موجة العنف التي تستهدف مسيحيي الشرق بين حين وأخر وكان أخرها جريمة (يوم الأحد 22 من حزيران الماضي2025) اثر الاعتداء الإرهابي الدموي الداعشي؛ ليعلن جناح (أنصار السنة التابع لتنظيم الدولة الإسلامية الداعشية) تبنيه الهجوم الذي نفذ على (المصلين المسيحيين) في كنيسة (مار إلياس للروم الأرثوذكس) في حي (الدويلعة) وسط العاصمة (السورية – دمشق)، ومما يؤسف بان (رئاسة الجمهورية السورية) لم تعزي ذو الشهداء بقدر ما جاء تصريح من (وزارة الخارجية السورية) في بيان تعزية وتضامن حول التفجير؛ لان (رئاسة الجمهورية) التي تأخرت في إصدار بيانها إلى ظهر اليوم التالي – وكحال أغلب البيانات الرسمية – تجنبت الترحم على قتلى التفجير الأليم أو وصفهم بالشهداء بكونهم مسيحيين ليس إلا .......................!

وهذا ما أشار سلبا لرئيس البلاد بكونه متعاطف مع (الإرهابيين الدواعش) لأنه كان يعمل سابقا في صفوفهم في أيام احتلالهم لمدينة (موصل العراقية) وهم من كان يستهدف (المسيحيين الآشوريين من الاثوريين.. والسريان.. والكلدان) وأجبروهم بين إعلان إسلامهم.. أو القتل.. أو ترك المدينة؛ وهذا الأمر فتح سجالا بين الموالين للإدارة وداعميها وبين منتقديها؛ لأن (السلطات السورية) فشلت في أن تجد مخرجاً لقضية ضحايا المصلين (المسيحيين) في كنيسة (مار إلياس الدمشقية) والتي راح ضحيتها أكثر من (مائة) ضحية بين شهيد وجريح، ونتمنى بان تكون هذه الجريمة أخر جريمة ترتكب بحق (مسيحيي الشرق)؛ ولكن كل قراءات ومؤشرات عن أوضاع المنطقة لا توحي بذلك.........................!

 استهداف المصليين المسيحيين في سوريا سبقتها استهداف في العراق ومصر ولبنان و فلسطين

 فهذه الجريمة التي حدثت لا تقتصر فحسب على (مسيحيي سوريا) – وان كانت أحداثها تتصدر اليوم ما يجري في منطقتنا الشرقية – فلقد سبقتها أزمات شبيهة في (العراق) و(مصر) و(لبنان) و(فلسطين)؛ وكالتي ارتكبت في (دمشق) في الشهر الماضي.

 فـ(في عام 2010 في 31– تشرين الأول) وقعت جريمة مشابه لما وقع في (دمشق) وذلك في (كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد – العراق)؛ التي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء وجرحى؛ وهذه الجريمة نفذها أيضا تنظيم (دولة العراق الإسلامية الداعشية) إضافة إلى تفجير كنائس أخرى تجاوزا أعدادها عن (ثلاثين كنيسة ودير) في (بغداد) و(الموصل) و(سهل نينوى).

 وفي عام 2011 حدثت جريمة أخرى مروعة بحق (مسيحيي مصر) اثر تفجير انتحاري في قلب  (كنيسة القديسين للأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية) مخلِّفًا عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، وفي عام( 2016  من يوم 11 – كانون الأول) وقعت جريمة أخرى بحق (المصليين المسيحيين) في مجمع (كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية – القاهرة) .

وفي لبنان عام (1994 في 27 – شباط ) حدثت جريمة بحق (المصليين المسيحيين) في (كنيسة لبنانية) تحمل اسم (سيدة النجاة –  وهي كنيسة مارونية في كسروان –  جبل لبنان)، أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وجرحى .

 وهذه الجرائم وغيرها التي تستهدف (مسيحيين الشرق) هي أحدى أهم أسباب تناقص أعدادهم في معظم دول المنطقة؛ إن لم نقل بان بعض الدول المنطقة وفي أجزاء منها اخذ أعداد (المسيحيين) بالتلاشي كليا .

فهذا الاستهداف المنظم من قبل جهات باتت معروفة في المنطقة والتي تسعى بكل ما يأتيها من قوة ونفوذ إخلاء المنطقة من الوجود (المسيحي)،  فيسعون بكل وسائل الإجرام ارتكاب جرائم كبيرة وبشعة ليستمر نزيف الدماء لعشرات بل وآلاف من الضحايا (المسيحيين) الأبرياء ليتم استفزائهم وترويعهم ومن اجل غاية واحدة وهي تحميلهم إلى الهجرة من المنطقة؛ ليؤدي الأمر إلى موجة من الاستنكارات والشجب في جل دول المنطقة الشرقية وخارجها، وهي جرائم (لا) يطويها الزمن و(لا) يطمرها غباره؛ انه زمن الدم.. والحقد.. والجهل.. والتفاهة.. والكراهية..التي تمل قلوب بعض المنظمات الإرهابية السلفية المتطرفة والتي تمول من قبل أنظمة المنطقة وهي باتت معروفة للجميع................!

  مسيحيو الشرق هم من سكان الأصليين لعموم المنطقة الشرقية

 فما يحصل اليوم في عموم (دول الشرق) ومنها (دول العربية) تحديدا؛ ليس حادثة فردية.. ولا تصرفا فرديا.. وليس اعتداء على شخص أو على عائلة؛ انه اعتداء على كل (مسيحيي الشرق)؛ وهو اعتداء على (الكيان المسيحي) ووجودهم بشكل خاص في (المنطقة الشرقية).

 و(مسيحيي الشرق) هم  من سكان الأصليين لعموم المنطقة الشرقية واقحاها؛ وأنهم سكنوا المنطقة الشرقية قبل كل وافد ومحتل؛ وأنهم أصحاب حضارة عريقة.. وثقافة.. وهوية شرقية خالصة؛ وقد بنوا مع من سكنوا حضاراتهم وأسسوا معا نسيجا راقيا لمجتمع شرقي أضاء فضاء المنطقة بالعلم.. والمعرفة.. وبمبادئ الأخوة.. والتآخي.. والتعايش السلمي؛ وكانت حضارتهم  ونذكر منها (الآشورية) و(الفرعونية) ساطعة بالعلم والمعرفة والازدهار الثقافي والمعرفي وفي كافة مجالات المعرفة وكانت انتماءاتهم لأوطانهم خالصة؛ وقد وقفوا وساندوا أبناء قومهم ومن سكن معهم من الأقوام الأخرى فقاسموهم الأرض.. والخبز.. والحلم.. والتحدي .

 وأنشأت في قلب هذه البقة من (الشرق الأوسط) حضارة عريقة هي (الحضارة الآشورية) و(الحضارة الفرعونية) ومنذ فجر التاريخ فتح عيونهم وبصروا نور الحياة في وطن على ارض بلاد ما بين النهرين (العراق)؛ وارض وادي النيل (مصر)؛ وقد عاشوا وترعرعوا في أحضان هذه التربة الشرقية معمرين أراضيهم بالمدن الصاخبة وحضارة عريقة هي (الحضارة الآشورية) و(الحضارة الفرعونية) الزاخرة بشتى أنواع العلوم والمعرفة.. من الآداب.. والفنون.. والصناعة.. والعمران.

وساهموا بشكل كبير في بناء أسس الثقافة الرصينة وإرثها الفكري في تاريخ المنطقة؛ وقد لعبوا (آشوريو الشرق.. وفراعنة مصر) دورا حيويا في الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في الشرق الأوسط وقد اعتنقوا (المسيحية) منذ فجر المسيحية في عموم (الشرق الأوسط) ونسجوا التراث الثقافي والروحي ومع غيرهم من الأقوام التي سكنت هذه المنطقة تاريخ المنطقة وساهموا بشكل كبير في ثقافتها وإرثها الحضاري والفكري من (بلاد ما بين النهرين) إلى ضفاف (نهر النيل) .

 

 آشوريو الشرق.. وفراعنة مصر.. لعبوا دورا حيويا في الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في عموم  الشرق الأوسط

 وعلى مر التاريخ لعب (الآشوريون المسيحيون) الشرقيون من الاثوريين.. والسريان.. والكلدان.. و(الأرمن)؛  مع بقية إخوتهم في الدين من (الاقباط – الفراعنة) دورا حيويا في الحياة الاجتماعية.. والثقافية.. والفكرية.. في الشرق الأوسط، بعد أن اتخذوا من كنائسهم.. وأديرتهم.. ومدارسهم.. مراكز للتعلم والحفاظ على المعرفة وتطويرها من خلال ترجمة الأعمال المهمة للفلسفة والعلوم (اليونانية) إلى اللغة العربية، وكان لهذا التبادل الفكري خلال العصر الذهبي (الإسلامي) دور فعال في تشكيل الحضارتين (الإسلامية) و(الغربية) معا؛ وقد امتدت مساهماتهم الفكرية والعلمية أيضا إلى الفنون والآداب من خلال الكنائس والأيقونات والتقاليد الطقسية المميزة التي لا تزال تشهد على تراثهم الغني وعلى الرغم من أهميته دورهم في تنشيط الحياة الثقافية والاجتماعية في المنطقة تاريخيا، فقد تحملوا حقيقة تحديات لا حصر لها بعد ظهور (الإسلام) في القرن السابع إلى تراجع تدريجي في وضعهم السياسي والاجتماعي في عموم (الشرق الأوسط)  بعد إن قيد بعض المذاهب المتطرفة في (الإسلام) أنشطتهم بفرض ضرائب وقيودا على ممارساتهم الدينية؛ وصل الأمر في كثير من الأحيان إلى حالة من  الاضطهاد على كل مستويات الحياة، وهو الأمر الذي اجبر الكثير من (الآشوريين) و(الفراعنة) و (الأرمن) إلى تغير ديانتهم من (المسيحية) إلى (الإسلام)، في وقت الذي بقى الكثير من (الآشوريين) على ديانتهم (المسيحية) كما كان حال (فراعنة المصر) وهم السكان الأصليون لـ(مصر) ويسمونهم بـ(الأقباط) ، فـ(الأقباط) هم أحفاد (المصريين) القدماء الذين اعتنق أسلافهم (المسيحية) في القرون الأولى كما اعتنق (الآشوريين) المسيحية؛ وبعد الفتح (الإسلامي لمصر)، توقف (المصريون) الذين اعتنقوا (الإسلام) عن تسمية أنفسهم بـ(الاسم القبطي)؛ وأصبح المصطلح الاسم المميز للأقلية المسيحية في (مصر) بعد إن  فقد (المسيحيون الأقباط) وضعهم كأغلبية في (مصر) بعد القرن الرابع عشر؛ كما فقد (الآشوريين) كأغلبية سكان (العراق) بعد دخول الكثير منهم الى (الديانة الإسلامية).

  ليشهد القرنان العشرين والحادي والعشرين مزيدا من التدهور في أوضاعهم وخاصة في مرحلة قبل وبعد (الحكم العثماني) حين تم إنشاء الدول القومية الحديثة، وما تلا ذلك من عدم الاستقرار السياسي إلى اضطرابات كبيرة في مجتمعاته، في بلدان مثل (العراق) و(سوريا) و(مصر)؛ حيث نفذ بحقهم اضطهادا (دينيا) و(قوميا) وصل الأمر بارتكاب الكثير من مجاز البشعة بحقهم وكانت أبشعها مجاز التي ارتكبت في تركيا للفترة 1884 والتي عرفت بمجاز (بدرخان) وثم مجاز ما بين 1914 و 1918 والتي عرفت بمجاز (سيفو) ثم مذبحة التي حدثت في العراق عام 1933 والتي غرفت بمجزة (سميل).

 

 الآشوريون المسيحيون  والأرمن ومعهم الأقباط واجهوا العديد من التحديات وخاصة على مستوى الديني والقومي

  والمجاز التي ذكرناها و التي ارتكبت بحق (الآشوريين) من الاثوريين والسريان والكلدان و(الأرمن)؛ ارتكبت لسبب (ديني) و(قومي)؛ وراح ضحيتها ملايين من(الآشوريين) و (الارمن) وهذه المجاز والاضطهاد أجبر الكثيرين على الفرار من مناطق سكناهم خاصة من (تركيا) و(العراق) والهجرة بسبب العنف والتمييز والصعوبات في مواجهة الشدائد بعد إن ساد في عموم المنطقة مشاهد مروعه محفوفة بالمخاطر من الاضطرابات السياسية والاضطهاد الديني التي عمت في تاريخ المنطقة بأسرها والتي تصاعدت في العصر الحالي ليواجهوا (الآشوريون المسيحيون) الشرقيون من الاثوريين.. والسريان.. والكلدان.. والأرمن.. و ومعهم (الأقباط) العديد من التحديات؛  وخاصة على مستوى (الديني) و(القومي)؛ وخاصة بعد انتشار (التطرف الديني) من قبل (جماعات سلفية متطرفة) واللذين لقبوا بـ(الدواعش) الإرهابية حملوا أفكار متطرفة ومتشددة في عموم (الشرق الأوسط)؛ وبعد أن تمكنوا من احتلالهم مدينة (موصل) وأجزاء من (العراق) و(سوريا)؛ حيث قامت هذه الجماعات المتطرفة إلى تدمير المجتمعات المسيحية بشكل خاص في (العراق) في مدينة (موصل) و(سهل نينوى) و(حوض نهر خابور في سوريا)، حيث دمروا كل مواقع الآثار ومتاحف التي كانت تحتوي على اثار(الآشوريين) في مناطق التي احتلوها في (العراق) كما قاموا بتجريف قبورهم و تدمر كنائسهم بعد ا اجبروا (الآشوريين المسيحيين) بين خيار اعتناق (الدين الإسلامي) أو القتل أو النزوح؛ لذلك آخذت موجات النزوح بشكل واسع من مدينة (موصل) التي كانت عامر بـ(الآشوريين) وكذلك في منطقة (سهل نينوى)؛ فتشردت الأسر بين المخيمات في دول الجوار والهجرة إلى خارج المنطقة إلى دول الشتات  ليصل تهديدهم إلى مسيحيي (لبنان) و(مصر) ليواجهوا (مسيحيي الشرق) وتحديدا (الآشوريين) و(الأقباط) و(الأرمن) تمييزا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، فضلا عن أعمال عنف متفرقة وقد دفع عدم الاستقرار السياسي والتطرف الديني والقومي إلى الهجرة، مما أدى إلى انتشار أعداد كبيرة من المهاجرين في جميع أنحاء (أوروبا) و(الأمريكتين) و(أستراليا)، في وقت الذين يعاني من أولئك الذين يبقون يعيشون في كثير من الأحيان كأقليات تحت تهديد مستمر، ويسعون جاهدين للحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية.

 لابد من بذل جهود لحماية ودعم الأقليات الدينية في الشرق الأوسط

 ورغم ما يتم بين حين وأخر بذل جهود لحماية ودعم الأقليات الدينية في (الشرق الأوسط) عبر فتح وتعزيز الحوار بين الأديان والدعوة إلى سياسات تحمي هذه المجتمعات والأقليات الدينية إلا انه لا يزال هناك الكثير ويتعين القيام بوضع الحلول المستدامة ووضع استراتيجيات طويلة الأجل لتعزيز الاستقرار السياسي.. والأمني.. والتماسك الاجتماعي في المنطقة، وذلك من اجل تعزيز التنوع والحفاظ على ثقافة (الآشوريين) وحضاراتهم القديمة وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهونها (الآشوريين –    من الاثوريين والسريان والكلدان) و(الأقباط) و(الأرمن) في (الشرق الأوسط) دينيا.. وقوميا؛ إلا إن يبقى هنالك بوادر أمل، لان (الآشوريين –    من الاثوريين والسريان والكلدان) و(الأقباط) و(الأرمن)  يحافظ على عاداتهم وتقاليدهم الشرقية التصميمية النابعة من عمق حضارتهم العريقة وتراثهم بكل مرونة، ويعيدون بناء مجتمعاتهم، ويدافعون عن حقوقهم؛ مع ما يلعب (الآشوريين –  من الاثوريين والسريان والكلدان) و(الأقباط) و(الأرمن)  دورا في دعم أولئك الذين بقوا في (الشرق الأوسط) من خلال المساعدة المالية والمناصرة؛ لان حقيقة بقاء مستقبلهم في أوطانهم يعتمد على مجموعة من الجهود المحلية والوطنية والدولية، وهذا الأمر يتطلب :

أولا...  الالتزام ببناء السلام.

ثانيا ...  بناء حكم يؤمن بمعتقد الأخر المختلف.

ثالثا ...  حماية حقوق الأقليات الدينية والقومية.

رابعا...  العمل مشترك من خلال ضمان استمرار هذه المجتمعات القديمة في الازدهار والمساهمة في أغناء لثقافة (الشرق الأوسط) .

 صمود مسيحيي الشرق وبالبقاء في أوطانهم ما هي إلا شهادة على قدرة الروح الإنسانية على الحفاظ على الإيمان والهوية رغم كل الصعاب

 ومن خلال هذه الملاحظات لطبيعة حياة مكونات الشرق الأصلية؛ نجد بان (الآشوريون المسيحيون من الاثوريين والسريان والكلدان) و(الأرمن) و(الأقباط) الشرقيون هم اليوم يشعرون بغربة قاتله في أوطانهم، ويتنقلون في مشهد معقد من الموروثات التاريخية والتحديات المعاصرة، فقصة صمودهم بالبقاء في أوطانهم ما هي إلا شهادة على قدرة الروح الإنسانية على الحفاظ على الإيمان والهوية رغم كل الصعاب، ومع ذلك تصبح مسؤولية دعم وحماية هذه المجتمعات مسؤولية جماعية، تتجاوز الحدود والأديان من خلال التضامن وتعزيز العمل وتأمين مستقبلهم لكي يشعروا بمسؤوليتهم كمواطنين من عمق وصلب هذا الشرق ويعيشون في أوطانهم  أحرارا؛  ولا يعود فيه (مسيحيو الشرق) غرباء في أراضيهم وأوطانهم، بل كأفراد كباقي أفراد المجتمع لهم واجبات وحقوق في مجتمعاتهم؛ ولا ننسى بان (مسيحيي الشرق) خدموا في جيوش كل بلدان المنطقة وقدموا لحماية تربة أوطانهم واستقلالها خير شبابهم واستشهدوا في سبيل الوطن دفاعا عن تربته العزيزة.

ومع كل ما يواجهون (مسيحيو الشرق)؛ إلا إن دول المنطقة وأنظمتها لا يكترثون بمصابهم وفي الكثير من الأحيان هم من يساهموا في تأجيج روح الفتن والانقسام داخل المجتمعات الشرق الأوسط .

  مسيحيو الشرق مكون أصيل متجذر في هذه الأرض منذ فجر التاريخ

 فـ(المسيحي الشرق) ليسوا عابري سبيل في صفحات التاريخ هذا الشرق، ولا أقلية تبحث عن ملجأ أو حماية من الخارج، بل هم مكون أصيل متجذر في هذه الأرض منذ فجر التاريخ.. رافقوا قيام الحضارات.. وشاركوا في صياغة اللغة.. والثقافة.. والسياسة.. والدولة، ولم يكونوا يوما على هامش الحياة، بل في صلبها، مقاومين.. مناضلين.. بناة حضارة.. صناع فكر.. وحماة تراث روحي وإنساني خالد، من فلسطين إلى العراق.. ومن لبنان إلى مصر.. ومن سوريا إلى الأردن؛ يختزن روح الشرق، فالمسيحيون قلب الشرق النابض بالحياة.. والفكر.. والثقافة.. والعلم.. وروح المقاومة.. والكفاح.. والصمود.. والصبر والتحدي؛ ويشكلون حجر الأساس في معادلة التنوع.. وضمانة الاندماج الحضاري الذي جعل من هذه المنطقة مهدا للديانات ومسرحا للثقافات، من (روما إلى أنطاكية) كنائس راسخة في جذور التاريخ .

 فـ(الكنيسة المشرقية) سبقت (الإسلام) في استيطان هذه الأرض بقرون، وساهمت في تعريب اللغة والفكر؛ ونشرت العلم والفلسفة في المراحل (الإسلامية) الأولى؛ بل وأسهمت في النهضة العلمية العربية من خلال الترجمة.. والعلم.. واللاهوت.

فـ(مسيحيو الشرق) هم ملح الأرض.. ونور المشرق؛ ولا صوت يعلو فوق صوت الشهادة؛ لحجم تضحياتهم واستبسالهم ونضالهم، فكتبوا بذلك أروع ملاحم في البطولة الروحية والتاريخية؛ وهذه هي حقيقة (مسيحيي الشرق) لنقول :

(لا راية ترفع فوق راية الإنسان وحقه في الحياة والحرية والعدالة) .

فبرغم كل التحديات التي لا يزال (مسيحيو الشرق) يواجهونها في كل يوم من أيام الشرق؛ فهم متمسكين بأرضهم وبحقهم في الوجود والكرامة؛ رافضين أن يختزل حضورهم في (طابع ديني) فقط بل مؤكدين أنهم شركاء في المعاناة كما في البناء الوطني؛ لان شعورهم الوطني متجذر وعميق في عقولهم وضمائرهم؛ بأنهم جزء أصيل من نسيج هذا الشرق.. وهذا المجتمع الشرقي.. وبأنهم ليسوا طارئين على الهوية الوطنية الشرقية في كل دولة من دول الشرق التي يقطنوها.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7378 ثانية