يتوقع علماء أن تمول بريطانيا الدواء الجديد لتكلفته المنخفضة (غيتي)
عشتارتيفي كوم- العربية نت/
كشفت دراسة جديدة عرضت خلال مؤتمر "الجمعية الدولية لمرض ألزهايمر" في تورونتو عن نتائج مشجعة لدواء جديد يدعى "ترونتينيماب"، أظهر فاعلية كبيرة في التخفيف من أعراض الخرف، وبحسب صحيفة "تلغراف" فإن تسعة من كل 10 مرضى تلقوا العلاج اختفت لديهم العلامات المرئية لمرض ألزهايمر خلال 28 أسبوعاً فقط، وهو ما يمثل قفزة مهمة مقارنة بالعلاجات المتوافرة حالياً.
ويتميز "ترونتينيماب" عن غيره من أدوية ألزهايمر بقدرته السريعة على إزالة لويحات الـ "أميلويد"، وهي التراكمات البروتينية المرتبطة بالمرض، من دون التسبب بآثار جانبية خطرة، ففي تجربة سريرية شملت 149 مريضاً، عانى خمسة في المئة فقط من آثار جانبية، ولكن جميع الحالات عولجت سريعاً.
ويعزى تفوق "ترونتينيماب" إلى كونه مصمماً لعبور الحاجز الدموي الدماغي، وهي طبقة واقية تفصل بين الدماغ ومجرى الدم، ويعد هذا الحاجز عائقاً رئيساً أمام باقي علاجات ألزهايمر، لكن الدواء الجديد استطاع تجاوزه بكفاءة عالية مما عزز من فعاليته السريعة.
وبعكس أدوية ألزهايمر الأخرى التي تتطلب جرعات أسبوعية ومراقبة دورية فإن "ترونتينيماب" يعطى مرة واحدة شهرياً مدة ستة أشهر، ثم مرة كل ثلاثة أشهر فقط، مما يقلل الحاجة إلى الفحوص المكثفة والكُلف المرتفعة ويزيد فرص توفيره لشريحة أوسع من المرضى.
وفي العام الماضي أجازت المملكة المتحدة أول علاجين ثبت أنهما يبطئان تقدم ألزهايمر، وهما "ليكانيماب" و"دونانيماب"، وكلاهما يعتمدان على أجسام مضادة أحادية النسيلة لإزالة لويحات الـ "أميلويد"، وقد أظهرت التجارب أن الدواءين يبطئان التدهور المعرفي بنسبة تراوح ما بين 27 و 35 في المئة خلال 18 شهراً، لكنهما غالباً ما يسببان تورماً أو نزفاً في الدماغ، مما يستدعي رقابة طبية مكثفة.
لكن الآثار الجانبية للعلاج الجديد أقل ولقي إشادات من علماء بينهم رئيس قسم البيولوجيا الجزيئية للأمراض العصبية في "معهد الأعصاب" بجامعة لندن، جون هاردي، الذي قال إن "ترونتينيماب يسحب لويحات الـ 'أميلويد' من الدماغ بسرعة مذهلة، وأسرع بكثير مما رأيناه مع ليكانيماب أو دونانيماب".
وحتى الآن لم توافق "هيئة الخدمات الصحية البريطانية "على تمويل ليكانيماب أو دونانيماب بسبب ارتفاع الكلفة الناتج من الحاجة إلى مراقبة دورية مكثفة، لكن يعتقد أن ترونتينيماب قد يصبح أول دواء للألزهايمر يجري تمويله من قبل "هيئة الخدمات الصحية البريطانية"، نظراً إلى ندرة آثاره الجانبية وإمكان توفيره لشرائح واسعة من السكان بأسعار أقل من الأدوية الحالية التي تتطلب مراقبة صارمة وفحوصاً تصوير دورية.
وحالياً تجرى دراسات لاختبار إمكان إعطاء ترونتينيماب للأشخاص الأصحاء المعرضين للإصابة بالمرض، في نهج يشبه استخدام أدوية الستاتين للوقاية من أمراض القلب، وقد بدأت تجارب سريرية على 1600 مشارك تستمر 18شهراً، وتهدف إلى قياس مدى تأثير الدواء في تحسين وظائف الذاكرة والقدرات العقلية.