عشتارتيفي كوم- كوردستان24/
أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس أنّ واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متّهما حركة حماس بعدم التصرف "بحسن نية"، وذلك بعدما أعلنت إسرائيل استدعاء مفاوضيها للتشاور.
ومع تصاعد الضغط للتوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب ولمعاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل.
وسارعت إسرائيل للردّ على قرار ماكرون إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هذا القرار "يكافئ الإرهاب" ويشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل.
وجاء في بيان لنتانياهو أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى "إيجاد وكيل إيراني جديد، وهو تماما ما تحوّلت إليه غزة"، لافتا إلى أنّ هذا الأمر سيكون "منصة إطلاق لإبادة إسرائيل، وليس العيش بسلام بجوارها". وتابع نتانياهو " "لنكن واضحين: الفلسطينيون لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل. إنهم يسعون إلى دولة بدلا من إسرائيل".
قبيل كذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن محادثات "طارئة" بين باريس ولندن وبرلين الجمعة لمناقشة الوضع في قطاع غزة حيث "المعاناة والمجاعة... لا يمكن وصفها ولا الدفاع عنها"، وفق قوله.
وقال ستارمر في بيان إن وقف إطلاق النار في المستقبل في غزة "سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية".
وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفا "في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".
وقبيل ذلك، أعلن نتانياهو استدعاء المفاوضين الإسرائيليين للتشاور بعد تلقي الدولة العبرية ردّ الحركة الفلسطينية على اقتراح الهدنة في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب منذ 21 شهرا وتتفاقم الأزمة الإنسانية مهدّدة السكان بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وقال نتانياهو في خطاب "نعمل على التوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن رهائننا، لكن إذا فسّرت حماس استعدادنا للتوصل إلى اتفاق على أنه ضعف أو فرصة لفرض شروط استسلام من شأنها أن تُعرض دولة إسرائيل للخطر، فهي ترتكب خطأ فادحا".
وكانت حماس نشرت فجرا بيانا عبر حسابها على منصة تلغرام، أكّدت فيه أنّها سلّمت الوسطاء "ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار".
وقال مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات الأربعاء لوكالة فرانس برس إنّ حماس سلّمت ردّا ضمّنته تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل.
وأوضح أحدهما أن ردّ حماس "عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم".
واعتبر مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ ردّ حماس "إيجابي"، مضيفا أنّ الردّ "يتضمّن أيضا المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي".
ولفت إلى أنّ الحركة طالبت بأن "تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع".
كما طالبت حماس "بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي"، وفق المسؤول نفسه.
تستند هذه المبادرة إلى اقتراح هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما، يتخللها الإفراج بشكل تدريجي عن رهائن محتجزين في قطاع غزة، في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وكانت واشنطن أعلنت أن ويتكوف سيتوجه هذا الأسبوع إلى أوروبا لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة وفتح ممر إنساني للمساعدات.
آن أن تنتهي
مدانيا، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 40 فلسطينيا بنيران إسرائيلية منذ فجر الخميس، منهم سبعة أشخاص كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات.
ومنذ شهر أيار/مايو، تحصل بشكل شبه يومي فوضى وإطلاق نار قرب مراكز توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من واشنطن وإسرائيل، ويتهم الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي باستهداف المدنيين، في حين يتهم الجيش الإسرائيلي حماس بمحاولة إفشال عمل تلك المراكز.
وقال الجيش في بيان الخميس إنه رصد إطلاق قذيفة باتجاه مركز لتوزيع المساعدات في رفح بجنوب قطاع غزة ليل الأربعاء.
وفي محيط مستشفى العودة في النصيرات في وسط القطاع، قالت المسنة أم عبد الناصر التي فقدت ابنها في قصف إسرائيلي، إن على حماس "التحرّك. آن لمشاهد الدمار والأشلاء والشهداء أن تنتهي".
وعلى مدى 21 شهرا من القتال، تمسّك الطرفان بمواقفهما المتناقضة حيال نقاط رئيسية على طاولة المفاوضات، ما حال دون تحويل هدنتين قصيرتي الأمد شهدهما القطاع إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ولطالما طالبت حماس بأن يتضمن أي اتفاق ضمانات لإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تربط أي وقف نهائي للعمليات العسكرية بتفكيك البنية العسكرية لحماس.
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وردّت إسرائيل بشنّ حرب قُتل فيها 59587 فلسطينيا في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
نداء من وكالات الأنباء الدولية
ووجّهت وكالات فرانس برس وإيه بي ورويترز وهيئة "بي بي سي"، نداء مشتركا الخميس الى إسرائيل "للسماح للصحافيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه"، بعد أن حذّرت منظمات غير حكومية بأنه يواجه خطر المجاعة.
وتؤكد إسرائيل أنها تسمح بدخول المساعدات إلى القطاع، لكن الوكالات الدولية لا تقوم بتوزيعها.
وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر الأربعاء "لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل" بل "نقص مفتعل من حماس"، متهما عناصر الحركة بمنع توزيع الغذاء ونهب المساعدات أو بيعها بأسعار باهظة.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة، فإن المساعدات "تتدفق إلى قطاع غزة"، ملقيا باللوم على الأمم المتحدة وشركائها بسبب "فشلهم في استلام شاحنات الغذاء والمواد الأساسية الأخرى التي تم تفريغها على الجانب الغزاوي من الحدود".
وأفادت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع، بأن حوالى 4500 شاحنة دخلت غزة مؤخرا، وكانت محمّلة بالدقيق وأغذية الأطفال وأطعمة عالية بالسعرات الحرارية للأطفال.
وأشارت كوغات إلى "تراجع كبير في جمع المساعدات الإنسانية" من جانب المنظمات الدولية خلال الشهر الماضي.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة الخميس أنها لا تعرف عدد شحنات المساعدات الموجودة في غزة والتي تنتظر التوزيع، مؤكدة أن إسرائيل لا تسمح لها بالوصول إليها.
ودعا المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه إسرائيل إلى "السماح بمرور الشاحنات من دون تأخير غير ضروري، والسماح للطواقم باستخدام طرق متعددة وأكثر أمانا، وإصدار أوامر للقوات بالابتعاد عن القوافل وعدم إطلاق النار أبدا على المدنيين على الطرق المخصصة (أو في أي مكان آخر)".
ووفق حصيلة الأربعاء التي نشرتها وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية 1083 منذ أواخر أيّار/مايو.