عشتارتيفي كوم- باس نيوز/
بحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، أُعلن مساء يوم الثلاثاء 10 حزيران / يونيو 2025، عن إطلاق مشروع (فيزت كوردستان - Visit Kurdistan)، وهو مبادرة من القطاع الخاص تُنفذ بالتعاون والشراكة مع حكومة الإقليم، بهدف تنمية القطاع السياحي واستقطاب المزيد من السياح.
وخلال مراسم الافتتاح، ألقى رئيس الحكومة كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في حفل إطلاق المنصة، وقدم تهانيه للقائمين عليها وجميع العاملين فيها، متمنياً لهم التوفيق، وأشار إلى أن هذه المبادرة تمثل خطوة جديدة لتعريف العالم بإقليم كوردستان على نطاق أوسع، وجذب السياح الأجانب إليه.
وأضاف رئيس الحكومة في كلمته أن حكومة إقليم كوردستان أولت اهتماماً بالغاً بقطاع السياحة ضمن خططها التنموية، مؤكداً أن «إقليم كوردستان يحظى بمكانة مهمة ومرموقة في مجال السياحة الذي يمكن أن يصبح أحد أهم مصادر الدخل، بما يوفر فرص عمل عديدة لشبابنا».
ونوّه إلى أن كوردستان تزخر بمناظرها الطبيعية الخلابة التي يمكن استثمارها سياحياً على مدار العام، فضلاً عن عشرات المواقع التاريخية والأثرية المهمة. كما تحتضن كوردستان، بوصفها مركزاً للتعايش السلمي، العديد من المواقع الدينية العريقة من مساجد وكنائس ومعابد لمختلف الأديان.
وتابع قائلاً إن الإقليم يشتهر بمعالم أثرية وسياحية عالمية، مثل كهف شاندر وقلعة أربيل التاريخية، مضيفاً: «إن بلادنا، المعروفة أيضاً بميزوبوتاميا، غنيةٌ بعشرات الملاحم الأدبية والتاريخية، كملحمة كلكامش (كردكامش) السومرية، ومعركة كوكاميلا، ووصول الإسكندر الأكبر إلى هذه المنطقة».
ولفت رئيس الحكومة إلى أن استقطاب السياح الأجانب إلى إقليم كوردستان يمثل فرصة ثمينة للتبادل الثقافي، مشيراً إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تؤديه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الترويج لمعالم كوردستان في عصر الثورة الرقمية.
وبيّن أن حكومة إقليم كوردستان، بدعم من القطاع الخاص، تهدف إلى جذب 20 مليون سائح أجنبي خلال السنوات العشر المقبلة، واصفاً (Visit Kurdistan) بأنها مثال حي للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، ونموذج للتكامل مع خطط الحكومة الرامية إلى تعزيز اقتصاد الإقليم عبر بوابة السياحة.
على صعيد آخر، تطرق رئيس الحكومة إلى سياسة الضغط التي تمارسها بغداد على الإقليم، قائلاً: «نحتفي بهذه المناسبة في وقت قررت فيه الحكومة الاتحادية، ظلماً وبصورة غير قانونية ودستورية، إيقاف صرف رواتب شعب كوردستان، وهذا جزء من سياسة الضغط على الإقليم لوقف مسيرة بنائه وتطويره». وأضاف مؤكداً: «هذه المساعي مآلها الفشل، وسنستمر، بعون الله تعالى وصمود شعبنا الذي قهر ظروفاً أشد قسوة، في الدفاع عن حقوقنا. لذا، نطمئن شعب كوردستان بأننا لن نتنازل مطلقاً عن حقوقنا الدستورية تحت أي ضغط».
وأردف قائلاً: «لقد أوفينا بجميع التزاماتنا الدستورية وزيادة، وكنا نتوقع في المقابل أن تُمنح حقوق شعب كوردستان. ولكن للأسف، لا تُحترم الحقوق الدستورية ولا حتى الاتفاقيات الموقّعة».
وشدد على أنه «يجب على مسؤولي بغداد أن يدركوا أن العراق دولة اتحادية وأن إقليم كوردستان كيان دستوري يجب التعامل معه ضمن هذا الإطار، لا بالعقلية المركزية والعقاب الجماعي. فالأنظمة المتعاقبة في بغداد جرّبت سياسة النار والحديد مع شعب كوردستان، وما عادت تلك السياسات على العراق إلا بالدمار والخراب. آمل أن يكفّوا عن هذه السياسة العقيمة في تجويع شعبنا وانتهاك حقوقه، فهي لن تجدي نفعاً».
وأكد رئيس الحكومة استمرار الجهود لحل هذه القضية، معرباً عن أمله في التوصل إلى نتيجة تصب في مصلحة الجميع بأقرب وقت.
وفي الختام، جدد رئيس الحكومة تهنئته بافتتاح هذه المنصة المهمة، وبارك لجميع القائمين عليها، متمنياً لإقليم كوردستان المزيد من التقدم والازدهار.