رئيس واعضاء من مجلس إدارة غرفة التجارة الكلدانية الأمريكية في زيارة الى العاصمة واشنطن      سيادة المطران مار موريس مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس يستقبل رئيس المجلس الوطني الكوردي في سوريا محمد إسماعيل      الثقافة السريانية تلجأ للإدعاء العام في دهوك بعد تعدي شركة سيارات على موقع أثري آشوري      رئيس "السرياني العالمي" مهنئاً بتشكيل الحكومة: للإسراع في تطبيق القرارات الدولية      بيان ختامي لورشة عمل "رؤية سورية جديدة على ضوء التنوع"      غبطة البطريرك ساكو يدعو جميع الكنائس الكلدانية إلى صيام الباعوثا من اجل السلام      قداسة البطريرك مار أوا الثالث يستقبل نيافة المطران هوفنان ديرديريان و نيافة المطران كيغام خاشاريان/ كاليفورنيا      مديرية آثار دهوك ترفع دعوى قضائية ضد شركة "لكزس" بسبب التعدّي على منطقةٍ جروانة الأثرية الآشورية بناحية شيخان      اتحاد الادباء السريان يوقع المجموعة الشعرية ( العرس المدمى )      شهران على التغيير في سوريا… المسيحيّون ينتظرون تنفيذ الوعود      البابا: الدفاع عن الشعوب الأصليّة ليس مسألة عدالة فحسب، بل ضمانة      مالية إقليم كوردستان تعلن الاتفاق مع بغداد بشأن توحيد رواتب المتقاعدين      منى ياقو، رئيسة هيئة حقوق الإنسان بإقليم كوردستان: أي شخص لديه شكوى عليه إبلاغنا      مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يعثر على وثائق جديدة تتعلق باغتيال جون كينيدي      الاتحاد الدولي لألعاب القوى يلزم العداءات بـ"مسحة الخد" لإثبات أنهن إناث      اكتشاف ارتباط بين الصدمات النفسية وحالة مؤلمة تصيب ملايين النساء حول العالم      شاهد امرأة غامضة تظهر في لوحة رسمها بيكاسو قبل 123 سنة      ترامب يقول إن أوكرانيا "قد تصبح روسية يوما ما"      البطريرك الراعي في قداس مار مارون: يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي      منع متظاهرين من دخول أربيل والداخلية تؤكد: لن نسمح بأي محاولة لزعزعة الاستقرار
| مشاهدات : 1300 | مشاركات: 0 | 2024-02-19 09:24:15 |

تفكيك منظومة المحاصصة مهمة قائمة

محمد عبد الرحمن

نعتقد ان أهمية هذه المهمة لم تتراجع وان الأولوية تبقى لها. وهو أيضا ما أكدته الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات، التي لم تُظهر هيمنة القوى الحاكمة والمتنفذة وتفرعاتها عليها وحسب، بل كذلك سعي هذه القوى المتواصل، وصاحب القرار فيها خصوصا، الى الانتقال من “التوافقية الشكلية” الى احتكار السلطة والقرار، وتضييق قاعدة المساهمين الفعليين فيه.

والامر لا يتعلق بهذا الشخص في المنظومة او ذاك، على ما للفرد من دور، بل يتصل وثيقا بالازمة البنيوية وبالمنهج الذي تدار به الدولة وعملية بناء مؤسساتها وآلية اتخاذ القرار فيها، فيما قرارات المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية تتخذ حاليا خارجها، عبر القوى المتنفذة ذاتها. ونقول هنا “متنفذة” لانها، في رأينا، أوسع من تلك التي تحتل مناصب في الحكم والسلطة، وهي صاحبة السطوة وإن كانت خارجهما.

ونحن نرى أيضا ان التطورات الأخيرة لا تلغي او تقلل من أهمية الاستنتاج القائل بأن هذه المنظومة الحاكمة هي أسس البلاء، الذي  أوصل  بلادنا الى ما وصلت اليه اليوم، وهي  التي لم تعجز فقط عن إيجاد الحلول والمخارج  للازمة التي تعيشها البلاد، بل وفوق ذلك تكبح وتعرقل بمختلف الوسائل والطرق، كل مسعى جدي لتغيير واقع الحال وفتح فضاءات لانطلاقة جديدة، والخلاص مما تؤشره مؤسسات دولية بشأن أحوال بلدنا الراهنة في مجالات مختلفة، ومنها مجالات الاستقرار والأمان وحقوق الانسان، والخدمات الصحية والتعليمية، وتفشي الفساد وتغول الجماعات المسلحة والسلاح المنفلت، وحرية التعبير ومستويات الفقر والبطالة، ومدى اطمئنان المواطن على حياته وامنه، ومستوى  توفير الفرص المتكافئة للعراقيين، وحقيقة تعمق الطابع الريعي للدولة وتداعياته، ووحدانية الاقتصاد على حساب تنوعه وتعدد مصادره، وتدهور الزراعة والصناعة، ناهيكم عن مستويات التلوث العالية وشدة انتشار الامراض الفتاكة، وحالة الجفاف وما يصاحبها من اثار سيئة على التنوع البايولوجي، وقلة المساحات المزروعة والخضراء والاستيلاء الممنهج على أراضي وممتلكات الدولة والمواطنين، والتوسع غير العلمي وغير المدروس الجاري في  التعامل مع المياه الجوفية الشحيحة أصلا.

وتضاف الى ذلك معاناة المواطنين جراء عدم قدرة الحكومة على التحكم في سعر صرف الدولار، وما يرافقه من ارتفاع في الأسعار عموما وتضخم وقضم للقدرات الشرائية الفعلية  للرواتب والاجور، وقبل كل هذا اعلاء شأن الهويات الفرعية على حساب المواطنة العراقية الجامعة.

على انه تتوجب الإشارة أيضا الى احد تداعيات الازمة التي تعيشها البلاد، وهو هذا الانتهاك المتكرر لسيادة بلدنا والتدخلات الخارجية في شؤونه، وعدم القدرة على التحكم في قرار الحرب والسلم وعلى امتلاك ناصية القرار الوطني المستقل.

ذلك غيض من فيض تداعيات الازمة العامة الشاملة في البلاد، وهي ليست ظواهر متفرقة منعزلة عن بعضها، فالرابط والاساس فيها هو المنهج الخاطيء والفاشل الذي يقود البلد منذ ٢٠٠٣ حتى الآن، والتمسك به باعتباره بقرة حلوب لمن يتشبث بالسلطة وينشد مغانمها، وما تدر من مكاسب ومنافع وامتيازات. وكل ذلك على حساب المصلحة العامة طبعا وبثمن معاناة الأغلبية الساحقة.

 ولقد دللت الانتخابات الأخيرة، من بين أمور أخرى عديدة ، المدى الذي ضاقت به القاعدة الاجتماعية للمتنفذين، رغم امتلاكهم كل شي: المال السياسي والسلاح والاعلام والقرار واستغلال مؤسسات الدولة وتوظيفها لصالحهم .

وهنا يبرز واضحا امام القوى الساعية الى دحر المنظومة الحاكمة ومنهجها الفاشل، والتي تنشد التغيير الذي غدا حاجة ملحة موضوعية، انها لا بد ان تتوفر على القناعة بإمكانية الولوج في الطريق المفضي اليه، وان تتوفر عندها الإرادة، وان تتحلى بالصبر وطول النفس، وان توحد صفوفها وتعزز عناصر القوة فيها، وتهجر حالة التردد والقنوط واليأس، وان تسعى الى جعل هدف التغيير هما وطنيا عاما وليس خاصا بها، وان تعمل على  تنمية وتوطيد قدراتها الذاتية والحراك الجماهيري متعدد الاشكال، وتحفز العمل السياسي والجماهيري واقدام أوسع القطاعات الشعبية على الفعل الإيجابي، ومغادرة السلبية نحو فضاء العمل النشيط والفعال.

بهذا وغيره يمكن لهدف تفكيك منظومة الأقلية المتنفذة، ان يصبح إمكانية واقعية قابلة للتحقيق.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص2

الاحد 18/ 2/ 2024

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4352 ثانية