محاضرة حول اللغة الآشورية في لندن – كندا      المناولة الأولى لـ210 من التلامذة،في رعيتي مار يوسف ومار كوركيس، و أم المعونة الدائمة/ عنكاوا      بحفل رسمي.. تركيا تعيد للعراق 6 ألواح طينية مسمارية      زمن جديد من المجهول والاستشهاد، المطران طوبجي يروي حاضر المسيحيين السوريين      الأب يوسف حَبّي… خادم التراث وسيّد التجديد      الكلدان في الولايات المتّحدة... أميركيّون مرتبطون بجذورهم العراقيّة      اكليروس ومجلس وجميع لجان الكاتدرائية البطريركيّة يهنئون قداسة البطريرك مار آوا الثالث بمناسبة ذكرى ميلاده      البطريرك ساكو يستقبل النائب الفرنسي Aurelien Pradié      سرايا أنصار السنّة تُصدر تهديدات خطيرة لمسيحيي سوريا      لا يمكن تصوّر سورية من دون المسيحيّه والمسيحيين      6 عقبات أمام نجاح "حزب أميركا" الجديد.. هل توقف حلم ماسك؟      داخلية كوردستان تنتقد تقاعس بغداد حيال الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة      ميسي يعوض تمريرته الخاطئة بفوز كبير لإنتر ميامي بالدوري الأميركي      اتفاق على إخراج دفعتين من العوائل العراقية شهريا من مخيم الهول      دراسة هولندية: حظر الهواتف الذكية في المدارس يحسن من التركيز      قانون ترامب الجديد يخصص 45 مليار دولار لاحتجاز وترحيل المهاجرين      إقليم كوردستان ينفي مزاعم إيرانية حول هجوم على "قاعدة إسرائيلية" قرب مطار أربيل      سيول مدمّرة تضرب تكساس.. وارتفاع عدد الضحايا إلى 24 وفاة      ترامب يعبّر عن استيائه من بوتين: يريد فقط مواصلة قتل أشخاص      من الطفولة إلى النسيان.. لماذا لا نتذكر ذكرياتنا المبكرة؟
| مشاهدات : 960 | مشاركات: 0 | 2022-06-18 09:11:08 |

عقوبة الله العادل في رحمته والرحيم في عدله

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

( الله الرحيم الرؤوف وطويل الأناة صارم في عدله )  

   من المعروف أن الكمال المطلق ، والقداسة المطلقة تخص لخالق الكون وحده ، اما الإنسان المخلوق فكماله نسبي ، وقداسته نسبية ومحدودة . القداسة هي المرحلة الأولى لرؤية الله وميراث ملكوته كما قال الرسول بولس ( سالموا جميع الناس وعيشوا حياة القداسة التي بغيرها لن يرى أحد الرب ) " عب 14:12 " . وهنا لا يعني الرسول بالقداسة عمل المعجزات الخارقة ، بل العيش في حياة التوبة والنقاوة المسيحية . أما طريق بلوغ الكمال النسبي فخطوته الأولى تبدأ بالتحرر من سلطان الخطيئة بالجهاد الحسن المستمر ، وبالتوبة والإعتراف بالتواضع وبمخافة الله وبالصلاة والصوم والوداعة وممارسة الفضائل المعروفة .   

   الرب يسوع دعانا في موعظته على الجبل لكي نبتعد من الخطيئة لنعيش في القداسة لنتقدم نحو الكمال ، لأنه يريدنا أن نكون كاملين كما هو والآب كاملين ، لهذا قال ( فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل ) " مت 48:5 " وطريق الكمال طويل يشمل العمر كله للعمل المتواصل في الجهاد المستمر ضد الخطيئة ، وهذا الطريق شائك ومزروع بتجارب كثيرة ومختلفة الأنواع ويحتاج إلى دعم نطلبه من الله كل يوم لكي يعطينا النعم والفضائل ، أي لا يجوز الإتكال على قدراتنا الذاتية مهما بلغنا في الحكمة والعلم والإيمان .   

    أول من أسقطته الخطيئة هو الملاك " لوسيفير "الذي يسميه الكتاب بزهرة إبن الصبح و الذي كان قاهر الأمم ، وكان يمتلك قبل سقوطه أعظم أمتياز بين الملائكة ، كما كان ملآناً من الحكمة ... وكامل الجمال . "  طالع حز 28 : 11-15 " كان السبب الأول الذي دفعه إلى التمرد وعمل الخطيئة والموت الأبدي هو كبريائه وحب الذات والسيطرة والعلو . فدخل في المرحلة الأولى من مراحل السقوط ، وهي عمل الخطيئة التي أسقطت كاروباً كبيراً من بين صفوف الملائكة القديسين . إذاً على المؤمن مهما بلغ من التقدم في الفضيلة والقداسة عليه أن يعمل وكأنه في بداية الطريق فليحترس من تجارب عدو الخير لكي لا يسقط في الخطيئة ، لأن الخطيئة إذا كملت تنتج موتاً ( يع 15:1 ) . فعلينا أن نعرف بأن الخطيئة بحد ذاتها هي موت أدبي وروحي . وهذا ما نجده في أنجيل لوقا ( لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش  ، وكان ضالاً فوجد ... ) " لو 15: 24 "  وذلك لأن الخاطىء وأن كان حياً في الجسد فهو مَيّت ، لهذا قصد الرب للذين يدفنون والد التلميذ الذي أراد أن يتبع المسيح  ( أتبعني .ودع الموتى يدفنون موتاهم ) " مت 8: 21-22" .  

    عندما أخطأ ملاك كنيسة ساردس ، قال عنه الله على فم عبده يوحنا الرائي ( أنا عارف أعمالك إن لك إسماً إنك حي وأنت مَيّت ) " رؤ 1:3 " فالخطيئة هي الموت ، وكما يوضح لنا هذا الأمر مار بولس بقوله عن الخطاة ، قال ( كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا ) " أف 1:2" . وهكذا نصل إلى الفكرة فنعترف برأي الكتاب القائا ( أن إجرة الخطيئة هي الموت ، وبالموت نفقد صورة الله فينا ، والذي خلقنا على صورته كمثاله . الإنسان الذي فقد تلك الصورة الإلهية ، كان قبل الخطيئة قدوساً لأنه خلق من نفخة قدسية خرجت من فم الله القدوس . أما بعد إرتكاب الخطيئة ، فقال الله للإنسان ( أنت تراب وإلى التراب تعود ) نزع منه مجد الآلوهية ففقد مجد البشرية الذي كان يمتلكها . نتأمل بالجلالة التي كان يمتلكا الملك البابلي نبوخذنصر ، لكن بسبب كبريائه نُزِعَ عنه جلاله لكي يصير كأحد الحيوانات ( دا 5: 20-21 ) وشمشون الجبار فقد بصره ومركزه . والإبن الضال فقد كرامته بسبب الخطيئة وإبتعاده من دائرة بيت أبيه . ولهذا شعر بالخوف والقلق والضعف فتاب .   

لم نقرأ شيئاً عن آدم قبل السقوط بأنه كان يهاب الله ، بل كان صديقاً له . أما بعد إقتراف الخطيئة إعترف بخوفه من الله ، فقال له ( سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فأختبأت ) " تك 17:3 " وبهذا نتذكر الآية ( مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي ) " عب 31:10 " . كل هذا يظهر للإنسان الخاطىء فيعرف عقوبة الله العادل فيفقد السلام والإستقرار ليعيش في عذاب الضمير والخزي والهوان . أجل ، يجب أن تكون للخطيئة عقاب لأن الله عادل ، وكذلك هو رحيم وشفوق وطويل الأناة ، ويغفر للتائب خطيئته ولم يذكرها رغم كونه يكره عمل الخطيئة لكونه قدوس ومحب ، لهذا يدعو الخطاة إلى التوبة والقداسة والكمال .   

علينا أن لا نعتمد فقط على رحمة الله وننسى عدله ، بل أن نفهم ونعترف بأن الله عادل في رحمته ، وهذا الفهم يقودنا إلى التوبة والإعتراف لأن الله الرحيم هو صارم في عدله ، فهوذا لطف الله . أما صرامته فعلى الذين سقطوا ، وأما اللطف فهو لمن يثبت في اللطف وإلا فأنه أيضاً سيسقط ( رؤ 22:11 ) إذاً الله عادل في رحمته ، ورحيم في عدله ، فلا يمكن أن تنفصل رحمته عن عدله . وقد تتجلى الرحمة والعدل في وقت واحد كما في قصة الطوفان الذي حفظ نوحاً . وحرق سدوم وعمورة وأنقذ لوط البار .   

  هكذا أنقذت رحمة الله الأتقياء وبالعدل عاقب الأثمة وحفظهم إلى يوم الدين .       

    عقوبة الله ليست للخطاةِ فحسب ، بل حتى للكاملين لأنهم لم يحتفظوا بكمالهم كما ينبغي . لهذا يقول الكتاب ( لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكةٍ قد أخطأوا ، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم ) " 2بط 4:2" وفي سفر حزقيال يّوَضِح كمالهم ، فيقول ( أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال . أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم ) " 28: 11-15 " والسبب لأنه إختار الخطيئة فأنزلته إلى أعماق الهاوية  ( لكنك إنحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب ) " أش 14: 12-15 " . الله لا يرحم العصاة على وصاياه . واللعنة دخلت إلى العالم بسبب الخطيئة ، فعندما أخطأ آدم ، قال الرب ( ملعونة الأرض بسببك ) " تك 17:3" .   

   للخطيئة عقوبتان : أرضية وأبدية . الأرضية ، أما أن تكون ضربة من الله ، كما ضرب حيحزي  تلميذ إليشع النبي بالبرصِ عقاباً لخطيئته نتيجة حبه للمال . وكذلك فعل الله مع مريم أخت موسى . والضربات العشرة على مصر بسبب قساوة قلب فرعون . ووباء على بني إسرائيل بسبب خطيئة داود فمات منهم سبعون ألف رجل في يوم واحد ( 2 صم 15:24 ) .   

   أما العقوبة الأبدية فللإنسان الفرصة أن يتجنب منها بالتوبة . فالمرأة الزانية التي ضبطت في ذات الفعل ، فهي التي تابت فبللت قدمي الرب بدموعها ومسحتها بشعر رأسها ، فغفر المسيح لها العقوبة الأبدية .   

   الله يعاقب حتى الكاملين إن أخطأوا لأن عدله يجب أن يحكم على الجميع مهما كانت منزلتهم . فداود النبي والملك الذي وصفه الله بقوله ( وجدت داود بن يس رجلاً حسب قلبي ) لكن رغم ذلك غاقبه بسبب خطيئته .   

   حقاً مخيفةُ ومرعبة عقوبات الله العادلة . فكمال الله لا يتساهل مع الخطيئة ، بل يجازي كل واحد حسب أعماله مهما كان مركزه الأجتماعي والروحي عند الله . ويمكننا ان نفهم الدرس ونسير في طريق القداسة فنتوب عن الخطيئة ونقاومها بالنعمة التي نمتلكها فنسمو نحو القداسة والكمال فيكون لنا الخلاص .   

التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "  

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6360 ثانية