عشتار تيفي كوم - رووداو/
أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية في مجلس النواب العراقي عن تحركات تشريعية عاجلة، تتضمن تشديد العقوبات على مخالفي شروط السلامة، وإنشاء هيئة رقابية مستقلة لمتابعة الإجراءات الوقائية، وذلك على خلفية الحريق الكارثي في مول الكوت بمحافظة واسط، والذي خلّف 61 قتيلاً.
اللجنة عبّرت في بيان، اليوم الخميس (17 تموز 2025) عن "بالغ الحزن والأسى لفاجعة الحريق التي اندلعت في مول الكوت بمحافظة واسط، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من المواطنين الأبرياء، في حادث مؤلم يكشف مجددًا حجم الإهمال وغياب الالتزام بمعايير السلامة العامة في الأبنية والمنشآت التجارية".
وأكدت، أنها "تحمل الجهات المسؤولة محليًا ومركزيًا، بما في ذلك الجهات المانحة للتراخيص والرقابية، كامل المسؤولية عن هذا التقصير الفادح، وتطالب بمحاسبة كل من تسبب أو تغاضى أو تهاون"، داعية إلى "فتح تحقيق فوري وشفاف، بإشراف قضائي ونيابي، للكشف عن ملابسات الحادث ومحاسبة المقصرين مهما كانت مواقعهم".
كما دعت اللجنة، إلى "إجراء تدقيق شامل لجميع الأبنية العامة والخاصة في المحافظات، خصوصًا المولات والمراكز التجارية والمطاعم، للتأكد من مطابقتها لشروط السلامة والوقاية".
وفي سياق متصل، أكدت أنها ستقوم بـ"متابعة دقيقة لهذا الملف داخل مجلس النواب، من خلال الاستضافات والاستجوابات الدستورية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع مستقبلاً"، مطالبة "رئاسة المجلس بتشكيل لجنة نيابية خاصة للوقوف على ملابسات الحادث ميدانيًا، ومتابعة إجراءات التحقيق والمحاسبة، ورفع تقرير مفصل إلى المجلس خلال مدة زمنية محددة".
واختتم البيان بالتأكيد على أن اللجنة "ستعمل على تقديم مقترحات تشريعية عاجلة إلى مجلس النواب، تهدف إلى، تشديد العقوبات على المخالفين لشروط السلامة والوقاية في الأبنية والمنشآت العامة والخاصة، وإلزام الجهات المختصة بتطبيق دورات تفتيش دورية صارمة، وإنشاء هيئة رقابية مركزية مستقلة لمتابعة إجراءات السلامة في كافة المحافظات".
وكانت وزارة الداخلية العراقية، أعلنت ارتفاع عدد ضحايا الحريق الذي نشب في مركز تسويق تجاري في قلب مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، إلى 61 شخصاً، فيما تشير تقارير إلى أن الأعداد أكبر من ذلك، وسط تعتيم إعلامي، حيث تمنع قوات الأمن الصحافيين من الوصول لمحل الحادث، أو دخول الطبابة العدلية.
وذكرت، أن "هذا الحريق المؤلم أودى بحياة (61) مواطناً بريئاً، غالبيتهم قضوا اختناقاً داخل الحمامات نتيجة تصاعد كثيف للدخان"، مشيرة إلى أن من بين الضحايا "(14) جثة متفحمه غير معلومة في حادث مؤلم هزّ الوجدان والضمير".
ولفت البيان، إلى أنه "ورغم جسامة الموقف، فقد تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ أكثر من (45) شخصاً كانوا عالقين داخل المبنى، بجهد بطولي وتفانٍ عالٍ".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعلن فتح تحقيق فوري في حادث الحريق الذي اندلع في مدينة الكوت، موجهاً بإرسال فريق طبي عاجل وتعزيز الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
وكان محافظ واس محمد جميل المياحي، أعلن إقامة دعاوى قضائية ضد "صاحب البناية وصاحب المول وكل من له علاقة بذلك"، متعهداً بمتابعة القضية ومحاسبة المقصرين، في وقتزأعلن فيه الحداد لمدة ثلاثة أيام بالمحافظة.
وليلة أمس الأربعاء، اندلع حريق مروّع في مركز تجاري "هايبر ماركت"، الذي افتُتح حديثاً في قلب مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، جنوب العاصمة العراقية بغداد.
والتهمت النيران المبنى المؤلف من خمسة طوابق، وتركّزت الكارثة في الطابقين الرابع والخامس، حيث يوجد مطعم كان يضم عشرات العائلات وقت اندلاع الحريق.
وانتهى الحريق إلى كارثة بشرية، بعد تعذّر وصول فرق الإنقاذ إلى الطابقين الرابع والخامس من المبنى نتيجة شدة النيران.
وحاولت فرق الإطفاء السيطرة على الحريق الضخم وإنقاذ عدد من العالقين في المبنى من العاملين والزوار، لكن الحريق التهم المبنى كاملاً.