اكتشاف ثيران آشورية مجنحة في تل النبي يونس بالموصل      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يفتتح "قاعة المطران مار سويريوس حاوا" في دار شرقي للضيافة      قداسة البطريرك مار آوا الثالث روئيل يهدي ميدالية تذكارية لقناة عشتار الفضائية      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإفتتاحي للعام الدراسي الجديد 2025-2026 في إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة      “أرواح عابرة”: وثائقي إبادة السيفو يُعرض في فعاليات مؤتمر السينما والإرهاب بباريس      الكنيسة الملكيّة تدين تخريب مدافن للمسيحيّين في ريف السويداء السوريّة      أبناء شعبنا في المهجر يزورون قرية "قلث" في تركيا لبحث سبل ترميمها      تطبيق «الحوذرا» الإلكترونيّ... رسالة وحدةٍ وصونٍ لتراث الأجداد      أسماء المرشحين علی مقاعد الکوتا المسيحية      المجلس الشعبي ينعي فقيده الراحل مخلص بطرس جبو      بيتسابالا: قرب نهاية الحرب في غزّة بداية جديدة للجميع      مرور أربيل تنفي إلزام أصحاب اللوحات القديمة بالتبديل وتوضح الإجراءات الرسمية      العراق وإيران يتبادلان رفات عشرات الجنود      سوريا تنتخب أول برلمان بعد الأسد.. تعرف على التفاصيل      الرئيس الصربي: الحرب ستندلع وجميع دول العالم تستعد لها      ابدأ صباحك بالماء الدافئ.. فوائد صحية وجمالية كثيرة      فينيسيوس يقود ريال مدريد إلى صدارة الدوري الإسباني "مؤقتا"      تحول غير مسبوق.. إنستغرام تمنح مفاتيحها للمستخدمين      البابا لاوُن الرابع عشر يوقع أول إرشاد رسولي له: "Dilexi te" (لقد أحببتك)      السرياني "روني بردغجي" نجم برشلونة الجديد
| مشاهدات : 1572 | مشاركات: 0 | 2025-08-31 09:02:07 |

الوميض الذي أطلق الجرح 

كفاح الزهاوي

 

    في ساعة الغروب، انزلقت العتمة على وجه الأرض، تاركة نوافذ النهار مشرعة لبعض الوقت، كما لو أنها لا تعارض وجوب الرؤية بوضوح.

    وحين لمح ذلك الشبح الذي بدا كسراب، لم يكن الجسد مرئيًا، ولا نابضًا بالحس أو الحياة. انتابته صدمة، أعقبتها رعشةٌ جعلت أسنانه تصطك.  لم يكن يعرف إن كان ذلك السراب هو الآخر، أم هو نفسه حين نسي كيف يبدو وجهه.

    كان الوقوف أمامه أشبه بالجلوس على حافة حلمٍ مبتور في شتاء تلك الليلة المشؤومة، حين لامس وميضُ البرق النافذة المغلقة، كرسالة تحذير لم تكد تُسجَّل في الذاكرة حتى زمجر الرعد كأنما ينتقم من صمتٍ قديم. ثم اخترقت صاعقة شجرة الزيزفون الواقفة في وسط الحديقة، وتصاعدت ألسنة اللهب، لتسقط ضحية الغدر.

    لم يتكلم... لم يتحرك… كأنما تجمد الزمن في عينيه.

    لكن الذكريات المدفونة بدأت تتسلل من جوف الحلم، وتخرج كخيوطٍ غير مرئية تسبح بين ذرات  الهواء، على هيئة جحافل من الوهم، لا تزحف بل تندفع كأنها تعرف الطريق إلى مواضع الألم، تتكوّن من ظلالٍ متراكمة، لا تُرى إلا حين يصمت العقل، وتُصغي الروح لما يُشبه الحقيقة، تتجه نحو السراب كأنها حكاية من قصص الخيال، ينفصل فيها العقل عن الواقع. ساوره شكٌّ، بل أثار ألمًا في جرحٍ لم يكن يعرف موضعه.

    وهكذا بدأت رحلة الشقاء نحو المجهول، محاولةً الحفاظ على إيقاع الحياة الهش، والتغلغل إلى دهاليز البحث عن انفاس مبعثرة في زوايا الزمن.

     مع كل دوي برق كانت الجروح القديمة تفتح أفواهها لا لتجدد الألم فحسب ، بل لتذكره أنه ما زال حيًا.

    ــ الجرح لا يسكن، بل يتذكّر.

    ــ الجرح لا يسكن، بل يتذكّر.

    ــ الجرح لا يسكن، بل يتذكّر.

    كررها في داخله، كأنما يحاول أن يثبت لنفسه أن الألم ليس نهاية، بل بداية الإدراك.

    ذبذبات مكتومة تتماوج فوق جيش من الغيوم، مدفوعة بأعاصير البحر، مقتحمة أديم السماء، كأنها تُعيد تشكيل الجرح ليغدو أكثر وجعًا، أكثر حضورًا، كوميضٍ لا يهدأ.

    ثم تلاشت الأصوات، وسكن الضوء، ولم يبقَ سوى صمته... 

    أدرك حينها أن كل ما رآه لم يكن سوى رعشةٍ في الذاكرة، تتجسّد كلما نطق البرق كأنما الجرح لا يسكن، بل يتذكر.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6435 ثانية