عشتار تيفي كوم - مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق/
المسيح قام.. حقاً قام.
رحيل حكيم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ... نيافة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون ينتقل إلى الأخدار السماوية.
- بقلوب مؤمنة وبالرجاء الثابت في القيامة، ودّعت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اليوم أحد أبرز أعمدتها الروحية والعلمية، نيافة المطران الجليل مار غريغوريوس صليبا شمعون، المستشار البطريركي، والمطران السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، الذي رقد بسلام عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد خدمة كنسية تجاوزت الستين عامًا، حمل خلالها راية التعليم والقيادة بحكمة واتزان، وشهدت له الكنيسة جمعاء في بلاد المشرق وبلاد الانتشار.
- سيرة حياة حافلة بالإيمان والعطاء..
وُلد نيافته في برطلة – نينوى، في أيلول 1932، باسم صليوا، وفقد والده في طفولته. تلقى علومه الابتدائية في بلدته، ودرس السريانية والمبادئ الكنسية على يد الخوري إلياس شعيّا والشماس الإنجيلي بطرس آل دكّا. التحق بـإكليريكية مار أفرام في الموصل عام 1946، وتخرج منها عام 1953، ورُسم راهبًا في حزيران 1954 على يد المطران بولس بهنام، مع زميله زكا عيواص (البطريرك لاحقًا).
عُيّن مدرسًا في الإكليريكية، ورُسم كاهنًا عام 1958، ثم عيّنه البطريرك يعقوب الثالث سكرتيرًا خاصًا عام 1960، وأدار المجلة البطريركية منذ تأسيسها عام 1962. تقلّد الصليب المقدس في برطلة عام 1969، ورُسم مطرانًا نائبًا بطريركيًا في دمشق في 3 آب 1969، ثم عُيّن مطرانًا لأبرشية الموصل ورُسّم رسميًا على كرسيها عام 1970، وخدمها حتى تقاعده عام 2011.
- قيادة كنسية ولاهوتية راسخة..
شارك نيافته في أبرز المحافل المسيحية والحوارات اللاهوتية:
*مجمع الفاتيكان الثاني (1964-1965) ممثلًا لكنيسته بصفة مراقب.
*مؤتمر رودس الأرثوذكسي 1961
*ندوات الحوار المسيحي في فيينا، ودير البلمند، وأديس أبابا
*مؤتمر توحيد الترجمة العربية للكتاب المقدس (لبنان 1969)
*مثل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في عشرات المحافل اللاهوتية العالمية.
- إنجازات عمرانية وتعليمية بارزة
تميّز عهد نيافته في الموصل بنهضة عمرانية واسعة، أبرزها:
*بناء كاتدرائية مار أفرام في الموصل (1988) مع قاعة مار بولس بهنام.
*ترميم وتجديد كنائس مار توما، مار كوركيس، الطاهرة، الصليب، مار يوسف، مارت شموني، مار سركيس وباكوس، وغيرها.
*إعادة تأهيل دير مار يوحنا الدليمي وتحويله إلى دير نشط بعد قرون من الإهمال.
*افتتاح دار الرجاء للطفولة (1999) في الموصل.
*إنشاء كنيسة أم النور في عنكاوا بدعم من حكومة الإقليم، لخدمة المهجرين.
*دعم المدارس الأربع التابعة للأبرشية، واحتضان نهضة تعليمية.
*كما أسهم في تأسيس الدير الكهنوتي في الموصل عام 1989، الذي تخرّج فيه عدد من المطارنة الحاليين، مثل مار طيماثاوس موسى الشماني، ومار نيقوديموس داؤد متي شرف، ومار طيطس بولس توزا.
- نتاج علمي غني ومراجع تاريخية رصينة..
أبدع المطران الراحل في الترجمة والتأليف، ومن أبرز مؤلفاته:
وقد دُوّنت سيرته في كتاب: "كنائس وأديرة الأبرشيات السريانية الأرثوذكسية في العراق"، بتوثيق شخصي منه قبل وفاته.
فليكن ذكره مؤبداً.