الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 801 | مشاركات: 0 | 2021-07-16 10:01:46 |

نساء أوربا بلا أطفال، كارثة ديمغرافية

لويس اقليمس

 

 

نشرت مؤسسة روبرت شومان في واحدٍ من أعدادها السابقة دراسة قيّمة ألقت فيها أضواءً حول التركيبة السكانية في المجتمعات الأوربية وعزوف النساء عن الانجاب، ما يشكّل كارثة مجتمعية تلقي بظلالها على مستقبل الديمغرافيا السكانية في هذه القارة العجوز، التي لاحقتها هذه التسمية لهذه الأسباب وغيرها. وبحسب هذه الدراسة التي جرت في 2017 وجذبت انتباهي نظرًا للواقع الخطير الذي استعرضته، فإنّ "ما يقرب من ربع النساء اللواتي وُلدن في أوروبا في العقد الأول من القرن العشرين لم ينجبن أطفالًا"، حيث يُقدّر متوسط معدل الخصوبة في تلك الحقبة ب 23% بين النساء المولودات في 1900ما يقرب من ربع النساء اللواتي ولدن في أوروبا في العقد الأول من القرن العشرين لم ينجبن أطفالًا. مثلاً، مقابل معدل 7-10 % لصالح فكرة الإنجاب في الأربعينيات والخمسينيات، أي ما معدلُه واحدة من كلّ عشر نساء لم يكن لديهنّ أطفال. فيما ترتفع نسبة العزوف عن الإنجاب في نهاية الستينيات لتبلغ 15% في شمال أوربا و18% في غربها مع ملاحظة زيادة مقلقة في جنوبها في بداية السبعينيات لتصل إلى 25% من مجموع النساء لأسباب تتعلّق بسبل تأمين المعيشة والقوانين التمييزية بين الجنسين وغيرها من السياسات الأسرية التي ماتزال دون المقبولية في نظر نساء هذه القارة. وتدعم هذه المعطيات دراساتٌ معمقة عديدة أخرى قامت بها عدة جهات بحثية للتقصي، ومنها معهد فيينا للديمغرافيا "فيتجنشتاين" والأكاديمية النمساوية للعلوم والمعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية INED المتخصص في الدراسات السكانية وديمغرافيتها. وما يمكن ملاحظتُه منذ تلك الحقبة الحرجة ولغاية الساعة اقتصار الإنجاب في السنوات الأخيرة على أسرة صغيرة لا تتجاوز الطفلين، مع استثناءات في كنف العائلات الملتزمة دينيًا أكثر من غيرها والتي ترقى إلى احترام طبيعة الحياة التي أمر بها الخالق في بناء الأسرة عبر التكاثر الطبيعي ومشاركة كلٍّ من الرجل والمرأة في عمل الخَلق عبر الارتباط الأسري الشرعي الذي تقدّسه الأديان في عمومها.

كما تُظهرُ هذه الدراسة في جانبٍ من تحليلاتها قوّة الخصوبة لدى النساء الأوربيات والرغبة لديهنّ للإنجاب أكثر من الرجال. وبناءً على البيانات القيّمة المتاحة فيها والتي شملت دولاً أوربية عديدة، فقد لوحظ ضعف في سوق الزواج في فترة الحربين الكونيتين بسبب النقص في أعداد الرجال الذين انشغلوا بهما أو الذين فقدوا حياتهم أو هاجروا إلى بلدان أخرى لتأمين أرزاقهم، ما أحدثَ فجوة كبيرة في عدم عثور النساء والشابات على شركاء الحياة بهدف تكوين أسرة وبناء البيت العائلي. وهذا ما يفسّرُ حقيقة حصول زيادات مهمة في أعداد الولادات في الفترات بين الحربين الكونيتين وما بعدهما حين بدأ الاقتصاد بالانتعاش وعودة الماكنة الصناعية للعمل، ما مهّدَ للتفكير الجادّ بالإنجاب وزيادة أعداد الأسرة تعويضًا للنقص الحادّ الذي ضربَ القارة والعالم على السواء. وماتزال كلٌّ من بلغاريا والتشيك وروسيا في مقدمة البلدان الأوربية التي يمكن وصفُها بالفتيّة من حيث كثرة الإنجاب في صفوف نسائها، حيث تشيرُ الإحصاءات إلى اقتصار نسبة النساء غير الولودات أي مَن رفضن الانجاب لأي سببٍ كان، إلى 8% مقارنة مع المعدلات في بقية الدول الأوربية بنسبة تصل إلى 14%.. .. في المقابل، لوحظ انحسارٌ في الخصوبة في بلدان جنوب أوربا ولاسيّما في كلٍّ من إيطاليا واليونان وإسبانيا حيث وصلت النسبة 20% في بداية حقبة السبعينات مثلاً. أمّا في فرنسا، فهناك إشارات على انخفاض نسبة النساء اللواتي لا يفكرنَ بالإنجاب والتي لا تتعدى نسبة 3-5%. ويمكن إضافة نسبة 2-4% من النساء غير القادرات على الإنجاب بسبب العقم الطبيعي أو موانع أخرى تتعلق بالصحة العامة وما سواها من الظروف القاهرة.

حماية الأسرة

لقد كان للرعاية الاجتماعية التي تبنتها دول الغرب الأوربي وما رافقها من إجراءات الحماية للأسرة وتسهيل وسائل العيش والحياة بعد الحرب العالمية الثانية، الدور المهمّ في تغيير النظرة للإنجاب والابتعاد عن الأنانية لدى بعض الأسر التي انصبّ همُّها في فترة ما على العمل وتأمين العيش والراحة والمتعة الزوجية دن التفكير بغريزة الأبوّة التي تُعدّ ثمرة الزواج بين الرجل والمرأة. واستمرّ هذا لفترة سنوات وتحققت بعض الزيادة في الولادات عمومًا، لحين بروز واقع آخر جديد متعلّق بالسياسة والاقتصاد وكيفية تأمين العيش الرغيد بسبب التحوّل الوحشيّ باتجاه الرأسمالية، ما خلق حالةً من عدم اليقين في طبيعة السوق في المجتمعات الأوربية، ناهيك عن حالات من عدم الاستقرار في الحياة الاجتماعية للأسرة. حينها اختلّ التوازن بين مسؤولية رعاية الأطفال وهدف البحث الصعب عن وظيفة، ناهيك عن شروط العمل التي لم تُنصف المرأة العاملة، لحين تدخّل النقابات والمنظمات لصالحها، ما هيّأَ لها مساحة أكبر من الحرية للتفكير بالإنجاب ولرعاية الأطفال.

هنا يمكن الإشارة إلى حقيقة قائمة بين دول شرق أوربا وغربها ايضًا في مسألة الخصوبة لأسباب عديدة أخرى يمكن أن تُضاف إلى مسألة شروط العمل غير المنصفة أحيانًا والبحث عن وسيلة لكسب الرزق وتأمين الحياة، وهي تكمن في معاناة إضافية ترافق مسألة الإنجاب عندما يتعلّقُ الأمر بكيفية تربية الطفل بغياب الأم المرتبطة بالعمل. فالعملية مكلّفة للزوجين معًا، لاسيّما الزوجين المتعلّمين حيث ظروف التعليم تفرض عليهما الابتعاد عن الالتزام بمسألة الإنجاب أو تأخيرها قدر المستطاع. وأحيانًا يتمّ تفويت الفرصة بالإنجاب بسبب مثل هذه المبرّرات أو شكل هذا التأجيل. ويمكن ملاحظة زيادة في أعداد النساء المنخرطات في مؤسسات تعليمية أو وظيفية عليا أخذت منهنّ الوقت والجهد لغاية رفض التفكير اساسًا في مسألة الإنجاب وبناء البيت الأسري الذي يُعدُّ من أركان بناء المجتمع وديمومة بقاء المجتمعات متماسكة ومتكاثرة ومتوارثة. ومن الدول التي تأثرت بهذه الظاهرة، كلٌّ من ألمانيا والنمسا وسويسرا أكثر من غيرها، ما حثّ حكوماتها للتدخل وإيجاد أجزاء الحلول بهدف التقليل من تأثير الضغوط على المرأة العاملة التي تفكرُ بالإنجاب من خلال تطوير سياسات رعاية الأطفال والنظر في مسألة تيسير الإجازات عن العمل لفترة معقولة تتيح لها الوقت المتاح لرعاية الطفل من دون ضغوط أو إجحاف بحقوقها المشروعة في الأمومة الكاملة. وكل ذلك بهدف التوفيق بين شروط العمل وواجبات البيت التي تتطلبها رعاية الأطفال.

قوانين وأنظمة ولوائح مقيِّدة

لا تقتصر أسباب العقم أو الرغبة الشاردة الّلاأبالية في عدم الإنجاب على واقع حال الزوجين أو خيارهما التوافقي في شكل بناء بيتهما الأسري بقدر ما يتعلّق ذلك بجملة من الاشتراطاتImpossible de charger les résultats complets

Réessayer

Nouvel essai…

Nouvel essai…

 والظروف المعقدة أحيانًا من التي تفرض واقعَها على طبيعة حياة الزوجين، ومنها بطبيعة الحال ما يتعلّق بالتطلعات الشخصية والظروف الاقتصادية التي تحيط بهما بشكلٍ أدقّ. وهذه مسألة غاية في الأهمية في ضوء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تتعرض لها بلدان العالم أجمع، ولا تقتصر حصرًا على قارة أوربا لوحدها. وحيث إنّ مثل هذا القرار يرسم طبيعة العلاقة بين الشريكين، فإنّه يفترض أيضًا البحث عن الشريك المناسب بقناعة الخيار المتخَذ بين الطرفين في مسألة الاتفاق على الإنجاب من عدمه وكذلك في تقرير حجم الأسرة وفقًا للمعطيات البيتية وطبيعة ظروف الأسرة قبل تكوينها. وربما تكون هذه المرحلة قبل الارتباط من أسس الاتفاق بين الشريكين المفترضين قبل تقرير مسألة الزواج والارتباط الزوجي لما له من أسس اجتماعية وشروط يفرضها أحيانًا الواقع الاجتماعي والمجتمع الذي يختلف من مجتمع لآخر ومن بلدٍ لغيره.

موضوع الإنجاب

من الأسباب والظروف التي تقف عائقًا أمام موضوعة الإنجاب تتعلّق بالقوانين الوضعية وشكل الأنظمة واللوائح التي تصدر من الجهات الرسمية في أية دولة بهذه الخصوص. ولعلَّ واحدًا من هذه يتعلّق بسوق العمل وما تواجهُه طبيعة هذا السوق من تحدٍّ بشأن بلوغ الوظائف غير المستقرّة والمحفوفة بشتى المخاطر التي تواجهُ طالبي العمل، سواءً في مواقع القطاع الخاص أو الحكوميّ. يُضافُ إليها، كما أوضحنا في السطور أعلاه، شكل وطبيعة السياسات المجتمعية التي تخصّ بناء العائلة والمقتصرة تحديدًا في أحيانٍ كثيرة على شكل المساعدات الضعيفة التي تقدمها الحكومات في موازناتها السنوية المحدودة للعائلات والتي بالكادّ تُؤمّنُ وتوفّرُ الحدّ الأدنى من الاحتياجات اليومية المتزايدة يومًا بعد آخر بسب طبيعة التحديات الكثيرة والأزمات المتلاحقة وطنيًا وعالميًا. وهذا ممّا يُصعّبُ القرار بتبنّي فكرة الإنجاب أساسًا لدى الشركاء قبل ارتباطهما رسميًّا. هذا علاوة على لوائح وأنظمة تزيد من تعقيد أوضاع المرأة العاملة بفرض ساعات طوالٍ من الدوام في مؤسسات ودوائر عامة أو خاصة لا تتلاءمُ عادة مع طبيعة الأم الحامل أو الأم المرضعة من حيث إفساح المجال أمامها للتمتّع بامتيازات تليق بأمومتها أو في فترة حملها قبل الولادة، ممّا يجعلُها تخشى فقدان وظيفتها لهذه الأسباب المنطقية. ناهيك عن فرض الرجل ذكوريتًه في الكثير من الأحيان على شريكته بتحميلها العبء الأكبر من مسؤوليات البيت الأسري وتهرّبه من جزءٍ من المسؤوليات التي تفرضها شراكة البيت الأسري بين الرجل والمرأة. وبالرغم من التفاهم القائم في احترام هذا الشقّ المهمّ في الحياة الزوجية في المجتمع الغربي أكثر من غيره في مجتمعات أخرى مختلفة كالمجتمعات الشرقية عادة، إلاّ أنّ مثل هذه الحالات ليست محرّمة الحصول حتى في أوساط البلدان المتمدنة والمنفتحة مثل أوربا. وهذا ممّا يؤشّرُ ارتفاع نسب الأسر غير الراغبة بالإنجاب في صفوف دول جنوب أوربا في العموم والتي تشهد أكثر من غيرها حالات انتهاك وتعنيف ضدّ حقوق المرأة وعدم مساواة جندرية في المشاركة المطلوبة في تقاسم أعباء البيت الأسري.

هناك مَن يتوقع انصياع هذا الجزء من أوربا أيضًا والتحاقَه بما شهدته مجتمعاتُ دول شمال وغرب ووسط وشرق أوربا عمومًا من حيث يُسر تطبيق حزم القوانين والأنظمة التي تسعى لتقليص الفرق بين حقوق الجنسين على أساس المساواة بينهما كما تتطلبُه لائحة حقوق الإنسان. فالجهود حثيثة لتحسين أوضاع المرأة العاملة ومنحها مزيدًا من الحقوق، لاسيّما في حقّها بالتفكير بالإنجاب لما له من فوائد في استمرار الولادات وتأمين القوى العاملة لمستقبل بلدان القارة والحدّ من التغيير الديمغرافي الزاحف بقوّة والذي يخشى منه السكان الأصليون، فيما لو بقيت أوضاع النساء من دون مراعاة ولا تشجيع على الحمل والإنجاب لتجديد النسل وتأمين البشر. وهذه حكمة الخالق القدير بارتباط وثاق الجنسين ضمن مفهوم الزواج الذي من ثماره إنجابُ الأطفال وتكوين الأسرة.

نخلص من التقرير أعلاه، من أنّ ما يعادل ربع نساء أوربا ممّن وُلدن في العقد الأول من القرن العشرين عشنَ حياتهنّ الزوجية بلا أطفال. ثمّ سرعانَ ما تراجعت هذه النسبة في العقود التالية لتقف في حدود معدّل امرأة من كلّ عشر نساء رفضن الإنجاب في بداية عقد الأربعينات والخمسينات. لكنها ازدادت مرة أخرى في بداية عقد الستينات لتصل معدلات رفض الإنجاب للنساء المولودات في نهاية عقد الستينات إلى 15% في بلدان شمال أوربا و18% في بلدان غربها. وبقيت معدلات عدم الإنجاب المؤشرة في حقبة مواليد نساء السبعينات في جنوب أوربا في حدودها العليا، تمامًا كما كانت عليه في العقد الأول من القرن المنصرم، أي واحدة من كلّ أربع نساء بقين خارج حسابات الأمومة للأسباب المؤشرة في أعلاه.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6859 ثانية