أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 1315 | مشاركات: 0 | 2019-08-31 10:27:22 |

إطلالة "سفر المزامير"

يوسف جريس شحادة

 

كفرياسيف_www.almohales.org

موجز:

في زمن الهيكل الثاني سُمّي السّفر:" مزموروت מזמורות".

اسم السفر:" תהלים" متداول جدّا في أدب الحكماء الشيوخ{ חז"ל } وفي التلمود{ מסכת בבא בתרא יד,עב} وفي بعض الأحيان أُختِصر الاسم ل "תלים" {עבודה זרה יט,ע"א }وأحيانا اختصر ل"תלי" كما ورد عند بعض آباء الكنيسة مثل اوريجانوس كما ذكر يوسابيوس في كتابه"تاريخ الكنيسة.{ Historia Ecclesiastica 25';v1  } وكتاب "תלים" عند هيرونيموس {Psalterium uxta Hebraeos } {الكتاب تاريخ الكنيسة مترجم للعربية والكتاب الثاني هناك ترجمة بالعبرية كلاهما في مكتبتنا}.

اللفظة العبرية مثيرة للشكّ،ففي صيغة المفرد "תהלה" وصيغة الجمع بلغة التوراة  بالمؤنث" תהלות" قارن مزمور 4 :24 و 4 :78 وسفر الخروج 11 :15 واشعياء .{رقم المزمور من اليسار }.

الصعوبة الأخرى،هناك مزمور واحد {145} المسمّى " תהלה" وتتبدّل اللفظة ولفظة " תפלה" {صلاة} {קמראן,מסכת תהלים} واللفظة الثالثة :" תהלים".

ترجمة سفر المزامير،الترجمة التي بين يدينا هي من تعريب قدس الأب بيتر مدروس والأستاذ انطون يوسف الشوملي،الطبعة الثالثة،منشورات مار صفرونيوس 2001 .

الكتاب من الحجم المتوسط،231 صفحة.

يستهل الكتاب بكلمات البطريرك الرحال يوسف بلتريتّي ومقدّمة الطبعة الثانية للأب د.بيتر مدروس وكلمة للجنة الطقوس_البطريركية اللاتينية القدس.

يقول الأب ريك فان ده واتر في كلمته ص 12 :" ما من عمل بشريّ كامل ولكنّ هذا التعريب يتوخّى الأمانة للأصل والاستخدام الطقسي الروحاني والتفسير العلمي والفائدة الراعوية. ويبقى النص الأصلي المرجع للعلم وللكنيسة وما الترجمات سوى اجتهادات تفسيرية لخير الشعب ومن لم تعجبه الترجمات فليدرسنّ اللغات الأصلية وليعودنّ إلى المخطوطات الأساسية". 

إنَّ عملية الترجمة فنّ ومهنة مضني، ومن يتقنه قليل من عديد، فليس من اليسير أن تكون الترجمة مطابقة للأصل مُطابقة تامة حيث أن المعاني بنات فكر الإنسان وبالتالي هي كالإنسان روح وجسد يولد روحها وجسدها معا كما يولد روح الإنسان وجسده معا وعند عملية الترجمة يستلّ المترجم الروح من الجسد – اللغة- جاعلها في جسد آخر وهذا ليس بالشيء اليسير.

اللغات تشبه بعضها البعض بقدر ما تختلف عن بعض،  ومقياس نجاح المترجم في عمله أن تكون ترجمته آمنة وذات مصداقية للجوهر والفحوى وبأقّل خلل من العرض هذا بما يختص بالمعاني والدلالة اللغوية semantics  وأمّا ما يختص بالإنشاء والأسلوب أوجز قدس الأب لويس شيخو في مؤلفه القيم – علم الأدب 1 : 342 : " ولمّا كانت اللغات متباينة القرائح، مختلفة التعابير يتحتم على الناقل، لاستيفاء غرضه، أن يتبصّر طوراً بعد طور في الأساليب العربية الموافقة لتأدية المعاني التي تحرى استخراجها إليها،  مع دفن الالتباس وسلامة الكلام مما ينكره ذوو الذوق السليم من أهل اللغة،  حتى إذا وقف عليه العربي لا يجد فيه أثراً للتعريب،  وإذا عرضه الأعجمي على أصله الذي نقل عنه،  لا يكاد يراه شاذاً عنه بشيء ".

إن ترجمة الكتب الدينية مقيّدة للمترجم،  وحصراً لمن يؤمن أن هذه الكتب، كتب مقدسة تحتوي على كلام الرب معبّراً عنها بلغة بني البشر،  فان المترجم يخشى أن يحسب جوهراً عرضاً أو أن يحسب عرضاً ما هو جوهر لذا يتردد محتاراً،  وما من مناص في اللجوء إلى الترجمة اللفظية خوفاً من أن يفسد كلام الله عوضاً عن تقريبه إلى ذهن القارئ،  ففي هذا النوع من الترجمة تجيء العبارة بعيدة عن التراكيب العربية لاختلاف طبيعة الأسلوب في اللغتين،  لغة المصدر واللغة المترجم إليها وهذا من اكبر عيوب فن الترجمة،  ولكن الترجمة اللفظية لا تأتي دوماً بالهدف المنشود،  فالتزّمت في استخدام عبارة ما قد يقتل المعنى وان لم يقتله فيطمسه ويغميه بدلاً من التوضيح والإبانة .

كثيراً ما تكون الترجمة اللفظية ركيكة في اللغة المنقول إليها،  ينفر القارئ من قراءة كلام الرب،  في الوقت الذي تكون فيه الغاية الأساسية من الترجمة الترغيب في قراءة النص وربما ما يصف ذلك الرغبة في حفظ التوازن بيت أمانة الترجمة للمعاني كما هي في الأصل وإخراج هذه التعابير والمعاني في لغة جيّدة وأسلوب سلس يلذ للقارئ عند قراءتها.  هذا ما جعل في الماضي أناساً من بعض الديانات يدعون إلى تحريم ترجمة الكتب التي يحسبونها وحياً من الله ومنزلةً.  الأصل دوماً أفضل من الترجمة ولكن لو استطاع جميع البشر أن يستغنوا عن الترجمة ويقرأوا الأصل ويتفهموا معانيه تفهمّاً صحيحاً سليماً كان به،  ولكن هذه أمنية لن يكتب لها أن تتحقق إلى يوم القيامة،  وكقول القديسة تريزا: "لو كنت كاهناً،  لدرست العبرية واليونانية لاستطيع أن اقرأ كلام الله كما تلطف وعبّر عنه بلسان البشر".

الدراسات حديثة كانت أم قديمة للعهد الجديد،  تبحث في أدق المعاني والألفاظ والتعابير،  وهناك العديد من المؤلفات وكتب القواعد الخاصة باليونانية المستعملة في أسفار العهد الجديد وكتب التفسير،  ومن أعظم هذه المؤلفات كتب قدس الأب لاغرانج الدومينكاني Lagrange  ،  الذي كرّس حياته في مدينة القدس ولم يترك أي شاردة ولا واردة في كتب العلماء الذين سبقوه أو عاصروه إلا واطلع عليها وناقشها وصدّر تفسيره بمقدمة للعهد الجديد توازي مجلّداً واحداً مفعمة بالدرر اللغوية ناهيك عن الفوائد اللاهوتية والتاريخية.

يقول قدس الأب العلامة بيتر مدروس ص 4 :" ليكون التعريب اقرب ما يمكن إلى الأصل حسب آخر الدراسات في الكتاب المقدس..وما هذا النص إلا تكملة وتحسين في مبناه حفاظا على سلامة اللغة وسلاستها ورجوعا إلى ما قصده الكاتب الملهم".

ويسهب في الشرح:" المزامير المقدّمة العامة عن كيفية تكوّن المزامير والفنون والأنواع الأدبية التي نجدها في سفر المزامير والأسلوب الشعري للمزامير واستخدام المزامير في العهد القديم والمزامير صلاة المسيح والكنيسة ويفسّر لنا قدس الأب مدروس في الفصل الرابع ص 26  " أسئلة حول المزامير" وفي مستهلّ كل مزمور يفسّر بإيجاز معنى وعصارة مضمون المزمور.

من خلال مراجعة وقراءة التعريب ومقارنة لأكبر مرجعين للتوراة :" עולם התנ"ך " بمجلّدين أكثر من  500 صفحة من الحجم الكبير وبمشاركة أكثر من 10 أساتذة أكاديميين من ذوي شتى الاختصاصات في علوم التوراة،والمرجع الثاني " מלון התנ"ך".

ودون محاباة وبنظرة علمية لغوية أكاديمية نقول:ترجمة رائعة لغويا وليترجيا تتمشّى والنص العبري الأصلي للكتاب المقدس.

حِفاظ قدس الأب بيتر على قافية موزونة للنص العبري الأصلي في ترجمته  ليس بالأمر الهيّن هو،فان دل الأمر يدلّ على سعة معرفته باللغتين وأعمق من ذلك فهم النص المقدس.

لئلا يبقى كلامنا نظريا مجردا،نقف عند الأمثلة لنوضح ما أسلفنا ولنوضّح لعين وذهن القارئ  عمّا الحديث.

المزمور الأول :" אשרי האיש אשר לא הלך בעצת רשעים ובדרך החטאים לא עמד ובמושב לא לצים לא ישב_ طوبى لمن لم يسلك وفق مشورة الآثمين ولم يتوقّف في سبل الخاطئين ولم يجلس في مجلس الساخرين".

خير ما ترجم قدس الأب، ففي هذه الآية بعض الإشكالات اللغوية باللغة الأصلية، وهذه غير متداولة في شعر المزامير ،الأولى، تعريف "الإنسان" أي إضافة أداة التعريف "ה " باللغة العبرية {האיש} والأمر الثاني إضافة اسم الموصول {אשר} .

هاتان الصيغتان{האיש_אשר} من ميزات الأسلوب النثري بشكل عام ولكن نجده في مزمور 175 الآية 5 { 5 :175 } و {5 :45}.

الاحترام والإجلال لقدس العلامة بيتر، ففي العبرية {אשרי האיש אשר} الظاهرة اللغوية في تكرار { אש} { لن نخوض النظريات اللغوية حول الثنائية ومعناها بالساميات} وحفاظ قدس الأب بالترجمة :" مجلس ويجلس ويسلك " أي الثنائي {سل} .

النص العبري مثلّث القافية هو:"רשעים-חטאים-לצים" وعمل الأب الرائع فلم يغتصب النص ويشوّه المعنى لا بل بسلاسة لغوية دلاليّة ومعجمية حافظ على القافية شاملا كل المحسّنات اللغوية باستخدامه :" الآثمين الخاطئين الساخرين".

فمن خلال النصّ الأصلي والترجمة الدقيقة عرّف الصدّيق عن طريق وأسلوب النفي :" لم يسلك..لم يتوقّف...لم يجلس".

لزاما الوقوف عند ترجمة الأب :" يتوقّف" وليس "وقف"  للحفاظ على المعنى الدقيق واللاهوتي الصحيح فحتى لفظة "توقّف" صدفة تؤدي للحديث  والحديث مع الأشرار ولو لبرهة زمنية يُحيد عن طريق الصدّيقين فكم بالحريّ لم يجلس أي لم يمكث معهم ولم يتحدث ولم يتأثر من نهجهم.

يتّضح من الترجمة، التدريج كما في الأصل:" السير ..التوقّف.. الجلوس" التسلسل ليس من باب الصدفة،فالنهج من التشدّد نحو الأسهل :" ألاثمة الأشرار ،الخاطئين،الساخرين" والثلاثة متداخلة ببعضها البعض ومرادفة لبعضها: فما من خطاة إلا أثمة وساخرين، ما هم إلا آثمين،ففي اللغة العبرية{ לץ_עריץ} كما في اشعياء 20 :29 :" כי אפס עריץ וכלה לץ" وأمثال 24 :21 :" זד,זד יהיר לץ שמו".

فلو رجعنا لترجمة العلّامة الأب بيتر بعمله الجبّار الفردي،شمل كل التحليلات لكبار العلماء في التوراة كما ذكرنا المصادر أعلاه.

فالقافية مثلّثة الأضلع إن جاز التعبير :" الآثمين الخاطئين الساخرين" هي روعة الروائع.

إضافة لما ذكرنا أعلاه عن ترجمة" توقّف" يضيف الأب بيتر في الملاحظة الثانية في متن الكتاب  في الملاحظة الأولى عن ترجمة "איש".

لن نضرب مثلا آخرا كنا قد سجّلناه من باب عدم الإطالة،يمكن لمن يرغب بالتوسع بالمقارنة مراجعة المصادر أعلاه وترجمة الأب بيتر ،ونضرب بعض الأمثلة لمن يرغب بالمراجعة على سبيل المثال:

+ ترجمة "لكنّ "ومعناها مقارنة مع النص العبري " כי אם".

 + يتفكّر_ הוגה יהגה.

+المزمور الثاني "أنجب _ילד".

+ المزمور الثالث "هشّمت _שברת".

+ المزمور الخامس:" ليس المقصود اسجد في هيكل قدسك بل نحوه إذ اعتاد الشعب لأداء فريضة الصلاة أن ينحني باتجاه الهيكل جاعلا إياه قبلته،راجع مزمور 28_29 تبيّن العلاقة مع الله_قرب الله نقيض الأشرار ويتضح ذلك باستخدام "אני" والانحناء نحو الهيكل".

+المزمور السادس" عشيت _עששה".

+المزمور السابع" مجنّي_מגני".

+ المزمور 22 وملاحظة 8 :" كرب قريب".

+مزمور 22 :"له يسجد في الأرض رمادا" ويفسر قدسه ملاحظة 19:" دشني _ _سمان" كما تعني رماد والمعنى الثاني هو المقصود هنا". أضيف هنا بتواضع أن التعبير اللغويي العبري " לדשני ארץ" تعبير لغوي ورد لمرة واحدة في التوراة وما يسمى علميا " Hapax Legomenon " واستخدام " לדשני ארץ" أكلوا وهم شباع! ولذا اقترح أغلبية الباحثين {راجع المصادر أعلاه} المقابلة مع "יורדי עפר" والربط مع الراقدين ليبين إلوهية الله الواحد على الأحياء ،وعبارة " ישני ארץ" قارن مع دانيال 2 :12 الخ

+ مزمور 73 وملاحظة رقم 10 :" عير لا تعني هنا مدينة بل يقظة" روعة قدس الأب.

+مزمور 119 : شنئت_שנאתי".

نوجز ونختم باختصار،روعة التراجم المتداولة اليوم في المكتبات من الناحية اللغوية وإيصال المعنى الدلالي للألفاظ وليترجيا والاهم من كل هذا الحفاظ على المعنى اللاهوتي للألفاظ وترجمتها بألفاظ صحيحة جدا مؤدية الهدف اللاهوتي والليترجي على حد سواء.

كثّر الرب أمثال قدس الأب الورع بيتر مدروس ومنحه الصحّة والعافية للمزيد من العطاء وإثراء المكتبة المسيحية باللغة العربية التي تفتقر لمؤلفات باللغة العربية في الأرض المقدسة خاصة.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6295 ثانية