محاضرة حول اللغة الآشورية في لندن – كندا      المناولة الأولى لـ210 من التلامذة،في رعيتي مار يوسف ومار كوركيس، و أم المعونة الدائمة/ عنكاوا      بحفل رسمي.. تركيا تعيد للعراق 6 ألواح طينية مسمارية      زمن جديد من المجهول والاستشهاد، المطران طوبجي يروي حاضر المسيحيين السوريين      الأب يوسف حَبّي… خادم التراث وسيّد التجديد      الكلدان في الولايات المتّحدة... أميركيّون مرتبطون بجذورهم العراقيّة      اكليروس ومجلس وجميع لجان الكاتدرائية البطريركيّة يهنئون قداسة البطريرك مار آوا الثالث بمناسبة ذكرى ميلاده      البطريرك ساكو يستقبل النائب الفرنسي Aurelien Pradié      سرايا أنصار السنّة تُصدر تهديدات خطيرة لمسيحيي سوريا      لا يمكن تصوّر سورية من دون المسيحيّه والمسيحيين      6 عقبات أمام نجاح "حزب أميركا" الجديد.. هل توقف حلم ماسك؟      داخلية كوردستان تنتقد تقاعس بغداد حيال الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة      ميسي يعوض تمريرته الخاطئة بفوز كبير لإنتر ميامي بالدوري الأميركي      اتفاق على إخراج دفعتين من العوائل العراقية شهريا من مخيم الهول      دراسة هولندية: حظر الهواتف الذكية في المدارس يحسن من التركيز      قانون ترامب الجديد يخصص 45 مليار دولار لاحتجاز وترحيل المهاجرين      إقليم كوردستان ينفي مزاعم إيرانية حول هجوم على "قاعدة إسرائيلية" قرب مطار أربيل      سيول مدمّرة تضرب تكساس.. وارتفاع عدد الضحايا إلى 24 وفاة      ترامب يعبّر عن استيائه من بوتين: يريد فقط مواصلة قتل أشخاص      من الطفولة إلى النسيان.. لماذا لا نتذكر ذكرياتنا المبكرة؟
| مشاهدات : 1733 | مشاركات: 0 | 2019-08-24 09:28:00 |

موضوع السبت: كلماتنا تكون عِبر الحقيقة

البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو

 

1- هناك كتَّابٌ أصبحوا معروفين بانتقاداهم المستمرة. انهم ينشرونَ باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، كتابات غير معقولة. ويرفضون كل ما يرَونه مناقضاً لارائهم، وكأنهم يجدون راحتهم في ترويج كذا أفكار للاثارة والتشويش والتشهير من أجل التسقيط! معظم هؤلاء يعيشون خارج البلاد، وينظرون الى العراق والكنيسة بطريقة غير موضوعية وأحياناً منافية للواقع. يفكرون أن الحقيقة هي ما يشعرون به، ويطالبون بإعادة النظر في الامور وجعلها على مقياسِ رؤيتهم. هؤلاء الكتاب يعدّون أنفسهم معلمين للآخرين، ويحاسبونهم وينتقدونهم بعيداً عن إطار الاحترام، ويريدون أن يتفاعل الاخرون معهم، عوضاً عن محاسبة أنفسهم واحترام حق الآخرين في التفاعل مع واقعهم وظروفهم. أعتقد أن التواصل “الحضاري” مع الآخرين أفضل من التقاطع.

2- يقول اللاهوتي الكبير توما الاكويني: “ان الحقيقة هي التناغم (التطابق) بين الفكرة والشيء” (الخلاصة اللاهوتية 1-16). هؤلاء الاشخاص يكتبونَ بنحوٍ يفتقر الى التحليل والتمييز والأدلّة المقنعة، ويعتقدون أن ما يكتبونه بديهي ومُسلَّمٌ به. لدينا أمثلة عن هذه الكتابات العاجزة عن التعبير عن الحقيقة، والتي بالتالي لا نتعلم منها شيئاً. أذكر على سبيل المثال، ما نُشِر عن  طريقة اختيار العلمانيين للمشاركة في السينودس الماضي، وتدَخُّل الكنيسة في السياسة، وتأسيس الرابطة وعملها، وتسمية شعبنا، وطقوس العبادة التي يتصورونها مقدسة “أبدية”، لا يمكن مسَّها، والأصالة والتراث والُّلغة، حتى عندما لا يتكلمها الناس. هؤلاء الكُتّاب لا يعلمون مختلف جوانب الحقيقة، وتفاصيل القرارات الكنسية، ولا يأخذون بنظر الاعتبار: كيف نشأت الطقوس ومن الَّفها ولماذا؟ وكيف تبلور اللاهوت؟ وماذا كانت لغة الناس آنذاك وثقافتهم وظروفهم؟ وما هي قيمة القديم والجديد اليوم؟

3- أدعو هؤلاء الكتاب الى التفكير بالأذى الذي يسببونه للآخرين وللكنيسة، وبالوقت الثمين الذي يضيّعونه في كذا كتابات عاجزة عن تغيير الواقع. لذا أقترح عليهم  بدل ذلك، أن يكتبوا مقالات رصينة، تكشف حقائق مهمة، مقالات تكون موضوعاً للمناقشة العقلانية، والهاماً حقيقياً يقود الى التطور والتقدم، فتترك اثراً جميلاً في نفوس قُرّائِهم. عليهم أن يدركوا أن كل كلمة يكتبونها هي مسؤولية، لانها تتحدث الى الآخرين وتؤثر فيهم ايجاباً أو سلباً.

4- كلماتنا ينبغي ان تكون نزيهة وبنّاءة. ويُشبّه يسوع الكلمة بالحنطة أو الزؤان (متى فصل 13) أي الخير والشر. رسالتي لكل كاتب، مؤمنأ كان أم غير مؤمنٍ، أن يكون كاتباً صالحاً. فالكلمةُ مقدسةٌ، وأوَّلُ ما تعبّر عنه هو المتكلم نفسه! أشخاص قليلون يُدركون عمقَ هذه المسؤولية! أشخاصٌ قليلون يدركون أن الكلمة تستحق أن تُحترم مثلما يحترم الشخص نفسه، وَتُصانُ كما يُصانُ الشرف. علماً أنه عندما تكون كلمتنا صادقة، طيّبة ودافئة تتدفق كالنور، وتحيي، وتخلق علاقات جميلة وتُنجز أشياء عظيمة! لنتذكر قول الرسول بولس: “ما يزرعه الانسان، إياه يحصد” (غلاطية 6: 7).

 5- على هذه الارض ما يستحق الحياة، وبدل الكلام غير المجدي، لنسخّر طاقاتنا ومواهبنا لجعل الحياة جميلة لنا وللاخرين. مثلاً، برسم بسمة على شفاه طفل، أو إحتضان تلميذ يسعى لبناء مستقبله، أو إطعام جائع بات يشتهي الفُتَات. نُقِلَ الي يوم أمس عن عائلة تعيش في بيتٍ متواضع، والمعيل الوحيد لها يعمل حارساً ويحاول جاهداً إطعام أولاده الثلاثة مع ثلاثة يتامى لشقيقه، فضلاً عن شقيقته ووالديه (11 شخصا). لنساعد إخوتنا المعوزين لكي تقودنا الرحمة الالهية الى حضن أبينا إبراهيم (لوقا: 19-31).

عن موقع البطريركية الكلدانية










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5092 ثانية