العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي في قرية (افزروك ميرى الارمن)       زيارة غبطة المطران مار ميلس زيا إلى المعهد الكهنوتي، المتحف ودير الراهبات التابع للكنيسة في الهند      اليوم الثاني من النشاط الصيفي لطلاب المرحلة المتوسطة - كنيسة مار بطرس ومار بولس في عنكاوا      الطلاب السريان مكرمون في أولمبياد الكيمياء العالمي ICHO في الامارات      كنائس سوريا إلى الواجهة مجدّدًا... تخريب في السويداء وإحباط تفجير في طرطوس      أكاديمي وخبير في شؤون التنوع الديني: أنقذوا التعدد في العراق      بالصور… قرية مايي في منطقة برور تحيي تذكار مار قرياقوس      غبطة المطران مار ميلس زيا يزور مستشفى مار طيموثاوس، ودارَي الأيتام والمسنين في مدينة تريشور/ الهند      إيبارشية أربيل الكلدانية – نشاط اليوم الأول لبرنامج النشاط الصيفي 2025      دير الربّان هرمزد... حين ينطق صمت الحجارة بجلال النُّسك      الشابندر: اتفاق بين بغداد وأربيل حول الرواتب والنفط ولا عودة لهذا الملف      وزارة الداخلية الاتحادية: 61 شخصاً بينهم 14 جثـة متفحمة غير معلومة الهوية قضوا في حريق المول التجاري في الكوت      دراسة: 200 بروتين دماغي قد تسبب الإصابة بـألزهايمر      رئيس أركان إسرائيل: إما اتفاق خلال أيام.. أو توسيع القتال بغزة      تفاهم جديد بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية بشأن الرواتب والمستحقات المالية      "الأمراض المعدية بدأت مع الزراعة".. كشف جيني لتاريخ الأوبئة القديمة      ديمبيلي (يمين) ولامين جمال يتصدران سباق الكرة الذهبية 2025 (غيتي)      ميتا تحذف 10 ملايين حساب على فيسبوك      جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان: هجوم يستهدف حقلي نفط في زاخو      أكسيوس: أميركا وحلفاؤها يمهلون إيران حتى نهاية أغسطس لإبرام اتفاق نووي
| مشاهدات : 4477 | مشاركات: 0 | 2011-05-08 08:38:07 |

الحكمة في العهد القديم

نافع شابو البرواري

الجزء الثاني

نافع البرواري

من دراسة لعالِم الكتاب المقدس الأب بولص الفغالي عن الحكمة في العهد القديم نقتبس بعضاً مِمّا قاله: إن الحكمة في شعب الله اتبعت خطها الخاص. أخذت من الكنز الشرقي العريق وأعطته حياة بالوحي الإلهي. وهكذا صار الأدب الحكمي امتدادًا للأدب الشرائعي والأدب النبوي، وضوءًا ينير درب شعب الله المنتظر ذاك الذي هو الطريق والحقّ والحياة.

ألأدب الحكمي أسم تضع تحته اسفار ايوب(الذي هو نظرة انسان الى المصير البشري) وسفر ألأمثال(اي مجموعات أقوال حكمية) وسفر الجامعة ( الذي يقدم أعتبارات عن أحداث الحياة البشرية) وبعض المزامير (التي تسمّى مزامير حكمية مزمور 1,37,49,73,91,112) وسفرنشيد ألأناشيد(الذي يقدّم في الحب البشري مثلا عن حب الله لشعبه) وسفرالحكمة(الذي يفلسف مشاكل القلب البشري ويفتحها على عالم الخلود) وسفر يشوع بن سيراخ (الذي يقدم لنا أقوال أحد المعلمين في كلّ نواحي الحياة).

يحتل هذا ألأدب مكانة هامة بجانب ألأدب الشرائعي والأدب النبوي, وهو ثمرة حركة فكرية ودينية وأخلاقية. ولقد ترك الحكماء عند الشعب في مدى تاريخية اثرا عميقا يوازي أثر الكهنة والأنبياء.

وعن الحكمة يقول :

"الحكمة صفة تجعل ألأنسان يعرف كيف يتَّخذ قراراته, كيف يعمل أعماله, يعرف أن يسيطر على الأمور من أجل حياة سعيدة لا يكون فيها تفاخر بين ما يقول وما يفعل. الحكمة في اللغة هي الكلام الموافق للحق, وهي الفلسفة وصواب ألأمر وسداده, وهي العدل والحِلم والحُكم. والحكيم هو صاحب الحكمة والعلم, ومن عجّنته التجارب ومن أتقن ألأمور وتمكن منها, وترتبط الحكمة بالحاكم الذي يقضي بالأمر بين الناس, والذي يتولى ادارة شؤون البلاد". والحاكم يحتاج الى الحكمة ليسوّوس أُمور العبّاد والى أن يمنع نفسه ويردّها عن المزالق ليستحق أن يفوّض اليه الناس.

الحكم في أمورهم. هكذا أحتكمت المرأتان الى سليمان الحكيم(راجع 1ملوك3:16) فحكم لصاحبة الحق وحكم على الثانية بان تُعيد الولد الى أمّه. كان سليمان ذاك القاضي الحكيم الذي فصل الخصومة فهابه جميع بني اسرائيل (لأنّهم راوا حكمة الله فيه في أجراء الحكم)(1ملوك 3:28).

كان لأسرائيل, كما لشعوب الشرق القديم حكمته(امثال أحيقار الحكيم السرياني), وهي جهود الفكرالبشري الذي يلاحظ ألأمور بعقله فيحاول أن يلج في سر الكون لمعرفته ويتكيّف معه ويتسلط عليه حسب كلمة الرب في البداية: "أخضعوا ألأرض وتسلطواعلى سمك البحر وطير السماء وجميع الحيوانات الدابَّ على الأرض "تكوين 1:28". وهناك مفاهيم كثيرة للحكمة في العهد القديم منها مهارة اليدين ومعرفة ألألغاز والأحاجي وفن أدارة ألأمورالخاصة والتجاريّة والسياسية وحس داخلي وفطرة طبيعية تروي الأنسان الخير والشر مع نتائجهما.

والحكمة في العهد القديم هي معلّمة الفضائل: تعلِّم اللباقة والتبصر والصبر والعفة وهي تجنبنا الأفراط في كل شيئ بالأبتعاد عن الرذائل ونتائجها التعيسة. نبتعد عن الزنى والكسل والسكر والشراهة. والحكمة تعلمنا فن تنظيم حياتنا لنكون سعداء ويحالفنا النجاح. ولكن مع الحكمة تسير الحيلة والدهاء وتصرُّف غير خلقي .

الحكمة موهبة شبيهة بالعهد والشريعة "يشوع بن سيراخ24:22" وتصبح مبدأ كُلِّ فكر وكُلِّ خير. وتماثل الحكمة روح الله والشريعة والعهد. لن يكون تماثلها تماثلا مطلقا, لأنّها لا تقدر أن تتحرّر من أصلها البشري. أجل, لن تكون ينبوع حياة مثل روح الله, ولن تكون قوّة الهية تحفظ حياة الأنسان في الوجود وتجدُّد حياة الشعب الخُلقية والدينية"اشعيا32:15". هذه التصورات عن الحكمة ستحل في الوحي الجديد فتعبّر عن أسرار ألأيمان والرجاء والمحبّة في العهد الجديد. فيسوع أبن الله هو الحكمة المتجسّدة. الحكمة في شعب الله أتبعت خطها الخاص. أخذت من الكنز الشرقي العريق وأعطته حياة بالوحي الألهي .وهكذا صار الأدب الحكمي امتدادا للأدب الشارئعي والأدب النبوي, وضوءا ينير درب شعب الله المنتظر ذاك الذي هو الطريق والحق والحياة." انتهى الأقتباس".

انَّ الحكمة في الكتاب المقدس أمراً رئيسياً وجوهرياً في الأساس التي تُبنى عليه الحياة كُلَّها, فهي تعني أكثر جدا من معرفة الكثير, هي موقف اساسي يؤثرفي كُلِّ جوانب الحياة, هي القدرة على رؤية الحياة من وجهة نظر الله ومن ثُمَّ معرفة أفضل السبل للتصرف, وتبدأ الحكمة بمعرفة الله, فهو يعطي بصيرة في الحياة لأنّه هو الذي خلق الحياة  فعندما نريد الحصول عليها يجب أحترام الله ومخافته فالحكمة هي نتيجة معرفة الله الذي يفتح عيوننا للفهم ومشاركة الآخرين في معرفته "راجع سفر الأمثال 9:10" ومن غير المجدي لنا أن نحاول أن نكون حكماء من ملاحظاتنا الشخصية ومجهوداتنا الذاتية في المعارف والمعلومات, لأنَّ الله وحده يرى الغاية العظمى لعالمه: وقد توصل ايوب وبعد المحن والآلام الى هذه النتيجة عندما يقول:"ليتَ الشهور السالفة تعود, ايام كان الله حارسي, يضيء سراجهُ فوق رأسي"ايوب29:2,3".

سليمان الحكيم, عندما منح فرصة لأختيار أيُّ شيءفي العالم, طلب من الله الحكمة ليحكم بالعدل وليصدر قرارات صائبة لشعبه, لأنَّ الحكمة هي القدرة على رؤية الحياة من وجهة نظر الله ومن ثم معرفة أفضل السبل للتصرف"1ملوكك3:6,7,8,9" هكذا نحن أيضا علينا أن نطلب الحكمة منه لنعرف ماذا نعمل وكيف نسلك في حياتنا حسب مشيئة الله "يعقوب1:5".

سليمان الحكيم بحث عن اشياء وأمور في هذا العالم ولكنها لم تمنحه الشبع الذي كان يسعى اليه, فبعض المتع التي كان يسعى ورائها كانت خاطئة, وكان بعضها جديرا بالسعي. ولكن حتى ما كان جديرا بالسعي ورائه كان باطلا لأنّه أعتبره غاية في ذاته. ولكن الحكيم هو أن يؤمن بأنَّ راس الحكمة هي مخافة الله"امثال9:10", ولكن سليمان الملك  يُذكر لحكمته, وليس لأمانته لله. الأنسان (وكذلك المجتمعات البشرية )بحاجة أكثر الى علاقة ثابة بالله نبع كلِّ حكمة, وأن ينظر الى ما وراء نشاطه وسعيه أي الى اسباب قيامه بها. سليمان بنى بيتا ضخما وهيكلا ومملكة وعائلة "انظر 1ملوك 3-11" ولكن على مدى التاريخ أصبحت هذه خرابا, ولهذا يقول سليمان الملك"ان لم يبني الرب البيت فباطلا يتعب البنائون....ان لم يحرس الرب المدينة فباطلا يسهر الحارس "مزمور127". نعم انَّ الملوك والسلاطين الذين ينسون الله ولا يطلبوا حكمته فأنّ مصيرهم ومصير ما شيدوه وأنجزوه هو خراب واطلال, وحده يسوع المسيح هو الصخرة التي على العالم أن يبنوا حضارتهم وعلومهم ومنجزاتهم عليه وهو حجر الزاوية الذي يربط البناء(بناء الحضارات) لكي لا ينهدم وكذلك هو الذي يتحمل جميع الأحمال للبناية( اساس الحضارات).

لقد انتهى سليمان في آخر حياته الى انّه اذا كانت الحياة نفسها دون جدوى فالأفضل أن يكون ألأنسان حكيما لا جاهلا"الجامعة2:12,13", ولمّا التَفتُّ لأنظر في الحكمة والجنون والحماقة ......رأيتُ أنَّ الحكمة أفضل من الظلام: الحكيم عيناه في رأسه, أمّا الجاهل  فيسيرُ في الظلام".

وينصح الحكيم الحكام والملوك العاشقين للحكم  أن يكرموا الحكمة فيقول:"فاذا كُنتُم ياملوك الشعوب تعشقون العرش والصولجان فما عليكم الاّ أن تكرموا الحكمة فيدوم مُلكُكم الى الأبد"الحكمة5:21".

يخبرنا كاتب سفر التثنية أن يكون الحاكم أو السلطان نزيها عادلا لايقبل الرشوة فيقول: "لا تجوروا في الحكم ,ولا تُحابوا أحدا, ولا تاخذوا رشوة لأنَّ الرشوة تُعمي أبصار الحُكماء وتُحرفُ أقوال الصادقين "تثنية16:1.

أمَا يشوع بن سيراخ يقول عن الرشوة: "الهدايا والرشوى تُعمي حتى أعين الحُكماء"20:29".ويقول سليمان الحكيم عن الحكّام الحكماء "في كثرة الحكماء خلاص العالم والملك الحكيم يؤيّد خير الشعب, فتعلَّموا من أقوالي لأن فيها خيرلكم "الحكمة 6:24" ويقول يشوع بين سيراخ عن لجم اللسان فيقول "الخير أو الشر, الحياة أو الموت, وما يؤدي الى أيُّ منها هو اللسان"يشوع بن سيراخ 37:18".

أمّا عن الكذب فيقول يشوع بن سيراخ: "....وكما يميّزُ الذوق مختلف ألأطعمة هكذا يكشفُ الفهيم كلام الكذب"36:19" ."من النجاسة لا تخرج الطهارةُ ومن الكذب لا يخرج الصدق"34:4". أمّا كاتب سفر الأمثال فيقارن بين الصدق والكذب فيقول:"القول الصادق يثبتُ الى الأبد, أمَا الكذب فحبلهُ قصير"أمثال 12:19".

 ويقول يشوع بن سيراخ عن أنَّ الأنسان يُعرف من أعماله واقواله فيقول "الشجرة تُعرف من ثمارها, وخواطر الأنسان من كلامهِ" 27:6". أمّا عن الساعين الى أذية الآخرين فيقول"من حفر حفرة وقع فيها, ومن نصب فخّا صادهُ الفخ"27:26".

الكتاب المقدس يصف الشخص الذي عنده الحكمة بانّه شخص وفي رحيم, يتكل على الرب يضع الله أولا ويحوّل ظهره للشر ويعرف الصواب من الخطأ, يجد المعرفة والفهم لايحب الكبرياء والغرور, يكرم الله ويخافه, ويكره الفساد والخداع, ويعطي مشورة صالحة للآخرين, له فطرة حسنة, قابل للتعلم ويعرف الله وعن ذلك يقول يشوع بن سيراخ:

"الحكمة كُلّها في كتاب العهد الذي قطعه الله العلي معنا, لا الأنسان القديم اتقن الحكمة  ولا ألأخير يقدر ادراكها. لأنها أوسع من البحر وأسرارها أعمق من الغمر"24:28,29"..........أنا كساقية من النهر سحبتُ الماء الى الحديقة قلتُ "أسقي حديقتي وأروي تُراب أزهاري, فأذا ساقيتي صارت نهرا, ونهري صار بحرا, والآن أُريدُ أن أنشُر ما تعلمتُ وكالصباحِ أجعلهُ بعيدا يضيء, أمنحه بما يُماثل النبوّة, وأُرثهُ الى مدى ألأجيال تعبي لم يكن من أجلي أنا وحدي, بل لكلِّ من يطلب الحكمة"24:30,31,32,33,34"....من يتأمّل في شريعة العُليّ(الله), يتفحَّص حكمة ألأقدمين, ويتفرَّغ لدراسة النبؤات, يوجّه قلبه مبكرا ال الله العليّ ومنه يطلب الغفران. فأن شاء الربُّ العلي العظيم يملأه من الفهم, فيفيض بأقوال حكمته. يمتلك المشورة والمعرفة ويتأمل في أسرار الله"39:5,6,7,". "تاجُ الحكماء غنى معرفتهم, وزينة البُلداء حماقتُهم"أمثال 14:24".

وينصح سليمان الحكيم الأنسان للبحث عن الحكمة وطلبها من الله لأنّها معلِّمة الفضائل, فقد صلّى لله  ليعطيه قلبا حكيما مميزا  فيقول:

"لذلك صلّيتُ من أجل الفهم, فنلتهُ ودعوتُ الله فحلَّ عليَّ روحُ الحكمة ......  وأخترتها لي نورا لايغيب أبدا "الحكمة 7:7"  فلمّا جاءتني الحكمة جاء معها كُلُّ خير"الحكمة 7:7,11". "......لأنَّ الله هو الهادي الى الحكمة ومرشد الحكماء" الحكمة 7:16  ". "فأمنحني(ياالله) عقلا مُدركا لأحكُم شعبكَ وأُميِّز الخير عن الشرِّ"1ملوك3:9""من يسعى ورائها باكرا لايلقي صعوبة, لأنَّه يجدها جالسة عند بابه "الحكمة 5:14". والحكمة تكتسب بقراءة الكتاب المقدس والتأمُّل فيه وعن ذلك يقول كاتب المزمر"كَم أُحِّبُ شريعتُك, أتأمَّلها  نهارا وليلا وصيَّتُك التي جعلتني أحكم من أعدائي"مزمور119:97,98".

نعم الحكمة موهبة من الله"الحكمة9:5" وفي نفس الوقت وليدة السعي الجاد اليها فالسبيل اليها شاق واننا لانستطيع أن نخلقها بجهودنا الذاتية, وحكمة الله تُخفى على العصاة والحمقى, والحكمة هي عملية نمو مستمر"امثال2:9,10" وانَّ طلب الحكمة واستخدامها يحتاج الى جهد, هي كنز "المعرفة والفهم"أمثال2:6" فاقتناء الحكمة خيرٌ من الذهب والفطنة خير من الفضة "أمثال16:16" فتاج الحكماء غنى معرفتهم"امثال13:25".

الحكمة تخاطب العقل أولا أمّا الحماقة فتخاطب الحواس. شبّه الكتاب المقدس الحكمة بأمراة مسؤولة ذات خلق تدعو الناس الى وليمة, بينما الحماقة أمراة عاهرة تقدم طعاما مسروقا"امثال9:1".

و يقول كاتب سفر الجامعة عن ألأنسان الحكيم الذي يستطيع معرفة الألغاز وتفسير الأمور الحياتية فيقول:" من كالحكيم يعرف تفسير الأمور؟ حكمة ألأنسان تنير وتضيئ جبهته"الجامعة8:1".

الحكمة ترتبط بالعدالة  أيضا"من خاف الرب تبيّن عدله يرى أعماله الصالحة كالنور"يشوع بن سيراخ32:16 " وهكذا يقول الحكيم" فالحكمة تُعلِّم الفضائل كُلَها, العفَّة والعدل والشجاعة والفهم "الحكمة8:7".

معرفة الحكمة يعني معرفة الحياة الحقيقية, التبصّر والصبر والعفة  وتعلّمنا فن تنظيم حياتنا لنكون سعداء, ويعلمنا كاتب سفر باروك, انَّ الحكمة والفهم سر قوة الأنسان لمعرفة كيف يعيش الحياة بسلام: "تعلّموا أين الحكمة وأينَ القوّة وأين الفهم حتى تعرفوا أين الحياة وأين النور لعيونكم وأين السلام وطوال البقاء "باروك3:14".

أمَّا كاتب سفر الجامعة فقد توصل الى حقيقة أنَّ الحكمة خير من القوّة والات الحرب وانَّ الحاكم (الحكيم) هو الذي يتصرف بهدوء وهو افضل من ا الحاكم الجاهل الذي يصرخ بين الجُهال.

"...فقلت انَّ الحكمة خير من القوّة ...كلام الحكماء المسموع في الهدوء أفضل من صُراخ  الحاكم بين الجُهّال. والحكمة خيرٌ من الات الحرب"الجامعة9:16,17".

"لا تسلك طريق المخاطر لئلا تسقط على الحجارة"يشوع بن سيراخ 32:20".

"ببركة المستقيمين تعلوا المدينة, وبكلام ألأشرار تَنهَدمُ"أمثال 11:11".

"هنيئا لمن لايسلك في مشورة ألأشرار وفي طريق الخاطئين لا يقفُ"مزمور1:1".

الحكمة والمعرفة:

تبدأ الحكمة بمعرفة الله ,فهو يُعطي بصيرة في الحياة لأنَّه هو الذي خلقَ الحياة, وهذا لا يعني التقليل من أهمية الدراسة والتعلم والأستفادة من خبرات الآخرين وسماع  نصائح الوالدين والأستماع الى أقوالهم والأصغاء لهم, فالحياة نفسها تعطينا دروسا وعبر تتراكم عبر السنين, ولهذا يشدد الكتاب المقدس (سواء في العهد القديم أو العهد الجديد)على طاعة الشيوخ والآباء لأنّهم اكتسبوا الحكمة خلال سنين حياتهم, ولكن الحكمة الحقيقية ليست تكديس المعرفة, بل تطبيق المعرفة بطريقة تُغيِّر الحياة, ومن أكثر الشخصيات ازعاجا, النوع الَّذي يدَّعي معرفة كُلُّ شيء, والشخص صاحب الرأي المتزمّت من جهة كُلِّ شيء والمنغلق أمام كُلِّ شيء جديد, ويطلق سليمان الحكيم على هذا النوع من الناس صفة "الجاهل"راجع امثال 1:22"فبينما الحكيم يفتش عن المعرفة  نرى الجاهل ينطق بالحماقة" قلب الحكيم يلتمس المعرفة, وفم الجاهل يرعى حماقة"أمثال15:14". وينصح الحكيم أبنائه فيقول: "اسمع يا ابني مشورة ابيك ولا تهمل نصيحة أُمِّكَ أكليك نعمةٍ هما لرأسِك . "أمثال1:1". ويقول كاتب سفر الأمثال:"تاجُ الحكماء غنى معرفتهم وزينة البُلُداء حماقتهم"أمثال14:24".

أنّ الأنسان الطبيعي والغاطس في الأمور الجسدية لا يستطيع ألأرتفاع بجهوده للحصول على حكمة الله بل الله هو الذي يمنح حكمته (أي روحه القدوس) للأنسان الذي يُريد أن يفهم ما يرضي الله ولهذا يقول الله على لسان حزقيال النبي"أجعل روحي فيهم"حزقيال 36:27"وفي"ارميا 31:34"فيعرفني" هذا الروح الذي يعمل في الأنسان هو روح القوَّة  لعمل مشيئة الله ومعرفته. وهذا ما سيتحقق في العهد الجديد للمؤمنين بيسوع المسيح, لأنَّه يرسل روحه القدوس لينوّرالحياة للمؤمنين به ويعطيهم القوة والحكمة .

والى اللقاء في الجزء الثالث الذي سنتكلم فيه عن"الحكمة في العهد الجديد".

لمن يريد قراءة الجزء الأول كما في الموقع أدناه

http://www.ishtartv.com/viewarticle,35308.html










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 1.3058 ثانية