عشتارتيفي كوم- باس نيوز/
وجّه الأكاديمي والخبير في شؤون التنوع الديني، سعد سلوم، يوم الثلاثاء، نداءً عاجلاً إلى الحكومة العراقية والمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، محذرًا من تداعيات ما يتم تداوله عن منح «مقبرة المناذرة» التاريخية في النجف للاستثمار، ومذكرًا بأهمية حماية التراث المسيحي الأصيل في العراق.
وقال سلوم في رسالته إن الأنباء المتداولة حول المشروع ونداء الاستغاثة الذي أطلقته البطريركية الكلدانية لحماية التراث المسيحي الألفي، يدفعان مجددًا للتأكيد على ضرورة وقف التدمير المنهجي لذاكرة العراق الحضارية، مشددًا على أن التفكير بمصادر بديلة للريع النفطي يتطلب ثورة في طرق التفكير وتصميم سياسات رشيدة لإدارة التنوع.
وأضاف أن زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، ولقائه المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، شكّلا محطة فارقة في إبراز جذور المنطقة التعددية ووجوب صون تراثها المسيحي، وهو ما دفع الدولة لاعتماد السادس من آذار يوماً وطنياً للتسامح والتعايش.
وأوضح سلوم أن النجف تحتضن ضمن إرثها التاريخي «مقبرة المناذرة»، التي تعد من أكبر المقابر المسيحية في العالم القديم، وواحدة من بقايا حضارة دولة المناذرة المسيحية التي حكمت العراق لقرون بين الثالث والسابع الميلادي.
وأكد أن الإصرار على تحويل هذه المقبرة التاريخية إلى مشروع استثماري سيتسبب بتدمير معلم حضاري فريد، وخلق مشاعر مؤلمة لدى المواطنين المسيحيين في العراق، فضلاً عن التبعات السلبية المحتملة على المستوى الدولي.
وطالب سلوم الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة كافة بتحمل مسؤولياتها في حماية التراث الديني التعددي، كما دعا المرجعية العليا في النجف الأشرف إلى التدخل العاجل لإيقاف هذا المشروع، حفاظاً على الإرث العراقي المشترك، وتماشياً مع مخرجات الزيارة البابوية إلى العراق التي أكدت على حماية الأماكن المقدسة والمواقع التاريخية.
واختتم رسالته بالقول: «أنقذوا التعدد في العراق، فبالتعدد تحيا الأمم، وبالتشدد تهوي وتسقط».