في كل استحقاق انتخابي، يواجه المواطن سؤالاً مصيرياً لا يتعلق فقط بمن سيفوز، بل بمن "يستحق" أن يحمل أمانة التمثيل والقرار. إن عملية التصويت ليست مجرد ممارسة لحق، بل هي تفويض بالمسؤولية وعقد اجتماعي يُبرمه الناخب مع من اختاره. وعليه، يجب أن يتجاوز اختيارنا العواطف والولاءات الضيقة، ليتركز على معايير ثابتة تُمليها مصلحة الوطن والمواطن.
- الكفاءة والخبرة: لا مكان للهواة
النائب أو المُمثّل الذي يستحق صوتك هو من يمتلك الكفاءة الحقيقية والخبرة العملية في المجال الذي يطمح إليه. الإدارة الحكومية والتشريع ليسا عملاً هواةياً يُمكن اكتسابه بعد الوصول إلى المنصب.
- السؤال الجوهري: هل يمتلك المرشح سجلاً حافلاً بالنجاحات، ولو في نطاق محدود؟ هل لديه رؤية واضحة ومدروسة وقابلة للتطبيق لحل الأزمات، خصوصاً في مجالات شحّ الوظائف، وفساد الإدارة، وضعف الخدمات العامة؟
- معيار الاستحقاق: الصوت لمن يثبت قدرته على "العمل" و "الإنجاز" وليس لمن يتقن فقط فن "الخطابة" و "إطلاق الوعود". يجب البحث عن متخصصين قادرين على صياغة قوانين تخدم التنمية، لا مجرد التحدث عنها.
- النزاهة والمصداقية: الثقة أولاً
عندما تتراكم تجارب الإحباط بسبب "الوعود الكاذبة" و "الفساد المتفشي"، تصبح النزاهة هي المعيار الأول للاستحقاق.
- الصوت المضاد للفساد: يجب أن يذهب الصوت لمن يُعرف بنظافة اليد والبعد عن الشبهات. المُمثّل الذي يطلب منك تفويضه على موارد الدولة يجب أن يكون سجله المالي والأخلاقي بلا لوم.
- مصداقية القول والفعل: النائب الذي يستحق هو الذي يتطابق قوله مع فعله، والذي لا يغير مواقفه ومبادئه بتغير المصالح والظروف السياسية. إن كسر الوعود المتكرر يُفقد العملية الانتخابية قيمتها، لذا يجب البحث عن مرشحين يُعطون التزامهم للناخب وزناً حقيقياً.
- الشجاعة والاستقلالية: تمثيل الشعب لا الحزب
إن المُمثّل الحقيقي هو من يتحلى بالشجاعة لتمثيل صوت الشعب ولا يخضع لأي جهات أخرى.
- الالتزام بالمحاسبة: المُمثّل الشجاع هو من يرفع صوته للمطالبة بـ "التعيينات" و "فرص العمل" ويحاسب الفاسدين، حتى لو كانوا من أقرب حلفائه، لأنه يدرك أن أمانته هي للشعب الذي منحه صوته.
خاتمة: صوتك هو قيمتك
إن قرار "صوتٌ لمن يستحق" هو قرار صعب لكنه ضروري. في مواجهة الإحباط الناتج عن التجارب الفاشلة وغياب التعيينات والعمل، يظل القول الفصل للناخب.
صوتك هو الأمانة الوحيدة التي تمتلكها لتُحدث فرقاً. لا تُهدر هذه الأمانة. اجعل صوتك يذهب إلى من يمتلكون العلم والنزاهة والشجاعة. بذلك فقط، يتحوّل التصويت من مجرد "إجراء روتيني" إلى "فعل مقاومة" ضد الفشل، ومساهمة حقيقية في بناء غد يستحقه الجميع.