الثقافة السريانية تلجأ للإدعاء العام في دهوك بعد تعدي شركة سيارات على موقع أثري آشوري      رئيس "السرياني العالمي" مهنئاً بتشكيل الحكومة: للإسراع في تطبيق القرارات الدولية      بيان ختامي لورشة عمل "رؤية سورية جديدة على ضوء التنوع"      غبطة البطريرك ساكو يدعو جميع الكنائس الكلدانية إلى صيام الباعوثا من اجل السلام      قداسة البطريرك مار أوا الثالث يستقبل نيافة المطران هوفنان ديرديريان و نيافة المطران كيغام خاشاريان/ كاليفورنيا      مديرية آثار دهوك ترفع دعوى قضائية ضد شركة "لكزس" بسبب التعدّي على منطقةٍ جروانة الأثرية الآشورية بناحية شيخان      اتحاد الادباء السريان يوقع المجموعة الشعرية ( العرس المدمى )      شهران على التغيير في سوريا… المسيحيّون ينتظرون تنفيذ الوعود      وفد أحزاب شعبنا القومية يواصل لقاءاته في العاصمة الأميركية واشنطن      د. جيمس حسدو هيدو: قائمقامية العمادية تقرر إيقاف بناء المنازل المتجاوزة حديثاً عن أراضي قرية "ميزي" وتُبلغ الناحية بازالتها فوراً      البطريرك الراعي في قداس مار مارون: يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي      منع متظاهرين من دخول أربيل والداخلية تؤكد: لن نسمح بأي محاولة لزعزعة الاستقرار      رئاسة الجمهورية ترفع دعوى قضائية ضد السوداني وطيف سامي في المحكمة الاتحادية      ريبين سولاقا لاعباً في نادي أربيل      بعد أكثر من 20 عاماً.. دواء جديد يمثل "علامة فارقة" في تخفيف الألم      ليس تايسون أو محمد علي كلاي.. دراسة بحثية تكشف من هو صاحب أسرع لكمة على وجه الأرض      أسطورة الأرجنتين: رونالدو أفضل من ميسي.. والعالم يحتاج أمثاله      ترامب "جاد" بشأن جعل كندا الولاية الأميركية رقم 51      رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر للصلاة والتأمل ضد الاتجار بالبشر      بسبب عدم الالتزام بالإرشادات البيئية.. اغلاق مصفاتين للنفط بالعاصمة اربيل
| مشاهدات : 652 | مشاركات: 0 | 2025-02-10 09:11:39 |

البطريرك الراعي في قداس مار مارون: يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي

 

عشتارتيفي كوم- أبونا/

 

شارك رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، وعقيلته اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وعقيلته السيدة سحر بعاصيري، صباح الأحد، في القداس الإلهي الذي أقيم في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة، وسط بيروت، لمناسبة عيد شفيع الكنيسة المارونيّة، القديس مار مارون.

وترأس القداس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، عاونه فيه راعي أبرشية بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، والمطران خليل علوان، ولفيف من الأساقفة والكهنة، بحضور شخصيات رسميّة وسياسيّة ودبلوماسيّة وعسكريّة ومرجعيات دينيّة.

وحضر القداس بطريرك الروم الكاثوليك يوسف عبسي، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وعدد من الأساقفة من الكنائس المسيحيّة، والرؤساء العامين والرئيسات العامات، والسفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا .

كما حضر عدد من رؤساء الجمهوريّة السابقين، ورؤساء الحكومات السابقين، ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، وعدد من الوزراء الجدد والسابقين، إضافة إلى عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، وعدد من النواب الحاليين والسابقين، وعميد السلك القنصلي في لبنان، ورئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، ورؤساء الهيئات الرقابية، وعدد من المدراء العامين وكبار القضاة، وقادة الأجهزة الأمنية، ونقباء المهن الحرة، ورؤساء الجامعات، وشخصيات سياسيّة وتربويّة وإعلاميّة واجتماعيّة، وحشد من المؤمنين.

 

المطران عبد الساتر

في بداية القداس، ألقى المطران عبد الساتر كلمة قال فيها: "صوتًا صارخًا كنتم يا صاحب الغبطة، وعلى مدى أشهر عديدة، تدعون إلى انتخاب رئيس للجمهورية لتتحققَ الشراكة الحقيقيّة في حكم وبناء لبنان لأنّه لا يجب أن يشعر أي مكوِّن بأنَّه مهمش أو مقصي. فجميع اللبنانيين قدموا الشهداء من بين خيرة أولادهم. وجميع اللبنانيين نزحوا عن قراهم ودمرت بيوتهم ولم يترددوا في العودة إليها عند أول فرصة. وجميع اللبنانيين قاوموا الاحتلال حفاظًا على هويتهم وحماية لحريتهم ودفاعًا عن كيانهم. وجميع اللبنانيين يستحقّون رئيسًا قادرًا ومستقيمًا، خريج مؤسسة وطنيَّة عريقة، يدرك قيمة الإنسان والأرض ويسعى إلى تأمين حياة كريمة وآمنة لكلِّ مواطن ومواطنة كان من كان ومن أي منطقة أتى وإلى أي دين أو حزب انتمى".

أضاف: "فالشكر للربّ الذي استجاب لصلاتكم وصلاة جميع اللبنانيين بانتخاب فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيسًا للبلاد وفّقه الله في مهمته وله كلَّ محبتنا وصلاتنا. وإنه من دواعي سروري أن يكون دولة الرئيس نواف سلام قد تمكّن من تأليف حكومة العهد الأولى وأن تكون إطلالتها الرسميّة الأولى بيننا في عيد مار مارون. وأرجو أن توفّق في تحقيق ما يلزم من أجل حياة كريمة وآمنة ومزدهرة لكل اللبنانيين".

تابع: "اسمحوا لي يا صاحب الغبطة أن أكرِّر أمامكم وبسرعة بعض ما يطالب به اللبنانيون أمامي وفي محادثاتهم الخاصة: يريد اللبنانيون ميثاقية حقيقية فلا حجب لأحد في الأمن والسياسة والاقتصاد والوظائف العامة. يريدون محاربة جديَّة للفساد في مرافق الدولة وخارجها وذهنيَّةً جديدة في العمل السياسي والخدمة العامة إذ يسعى كلُّ مسؤول إلى تحقيق الاستقرارِ السياسي والاجتماعي والاقتصادي وليس إلى تحقيق المكاسب له ولجماعته. يريدون الكهرباء والماء والاستشفاء والعلم. يريد اللبنانيون قضاءً نزيهًا وحرًا وجريئًا يحمي الحقوق ويدافع عن المظلوم ويؤمن الأرضيّة لازدهار تجاري وصناعي ولتشجيع الاستثمارات. يريدون السيادة والاستقلال لهم ولغيرهم من الشعوب والأفراد من دون أن يتحوَّل بلدهم إلى حلبة صراعات المحاور".

وختم: "شكرًا لكم يا صاحب الغبطة تلبيتكم الدعوة للاحتفال بالقداس الإلهي لمناسبة عيد القديس مارون. وأهلًا وسهلًا بكم في أبرشية بيروت، وفي العاصمة التي لا تزال تنتظر من القضاء الحرّ أن يُنهي تحقيقاته ويلفظ حكمه في انفجار 4 آب 2020، المجزرة من أجل الحق واعتبارًا لدماء الضحايا وتعزية لأهاليهم وآلاف الجرحى والمتضررين. أهلًا وسهلًا بكم يا صاحب الغبطة بين أبنائكم وبناتكم."

 

البطريرك الراعي 

وبعد الانجيل، ألقى الراعي عظة قال فيها: "فخامة الرئيس أعدتم لعيد أبينا القدّيس مارون، وهو عيد وطنيّ، رونقه بانتخابكم على رأس الدولة اللبنانيّة، بعد فراغٍ دام أكثر من سنتين في سدّة الرئاسة. فبانتخابكم عادت الثقة بشخصكم إلى قلوب اللبنانيّين، وإلى أسرة الدول العربيّة والغربية وهي ثقة لطالما انتظروها، فأتت بعد طول انتظار. وازدادت بالأمس بتأليف الحكومة اللبنانيّة الجديدة الموصوفة بالإصلاح والإنقاذ. فنهنّئكم، صاحب الفخامة، ونهنّئ دولة رئيسها القاضي نوّاف سلام، ونهنّئ الوزراء الجدد وجميعهم واعدون، متمنّين لها ولهم النجاح في المهام الكبيرة التي تنتظرهم، وقد جئتم على ذكرها في خطاب القسم. ولكون الحكومة من بركات مار مارون في عيده، نصلّي إليه كي يشفع بها لدى الله فتتمكّن من تنفيذ كلّ "إصلاح وإنقاذ". إنّنا نشكر الله، عزّ وجلّ، على أنّه حمى لبنان ويحميه بفضل صلوات شعبه وأنين الفقراء والمحرومين، ودم الشهداء الذي روى أرضه، والذي "يصرخ من الأرض إلى الله" (تك 3: 10)".

أضاف: "أحييكم، فخامة الرئيس، باسم سيادة راعي الأبرشيّة أخينا المطران بولس عبد الساتر وكهنة الأبرشيّة ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها. ونحيّي اللبنانيّة الأولى ودولة رئيس مجلس النواب، ودولة رئيس الحكومة الجديدة، وأصحاب الغبطة والسيادة والفخامة والدولة والمعالي والسعادة وسائر الشخصيّات المحيطة بكم للصلاة في عيد أبينا القدّيس مارون، والتأمّل في فضائله، وما يقوله لنا في الظرف الحاضر".

 

روحانيّة الموارنة بالأرض اللبنانيّة

وتابع: "حبّة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت" هي ربّنا يسوع المسيح بامتياز. فهو كحبّة حنطة مات على جبل الجلجلة وقام، فأعطى ثمرة الكنيسة بعنصريها الإلهيّ والإنسانيّ، وتبقى للأبد. وهي في العالم سرّ خلاص لكلّ إنسان. وهي أمّ ومعلّمة لجميع شعوب الأرض. تعلّم الحقيقة بحنان الأمّ وحزم المعلّمة. والقدّيس مارون هو بمثابة حبّة حنطة ماتت سنة 410 على جبل قورش، بين أنطاكية وحلب، فوُلدت منه الكنيسة المارونيّة السريانيّة الإنطاكيّة، وتنظّمت في دير القدّيس مارون على العاصي في منطقة أفاميا، قلعة المضيق اليوم. من هذا الدير انتشرت الكنيسة المارونيّة في جبل لبنان في القرن السادس. وفي نهايات القرن السابع نشأت بطريركيّة أنطاكية مستقلّة، تكوّنت هوّيتها ورسالتها بأنّها خلقيدونيّة، ذات طابع رهبانيّ، في شركة تامّة مع الكرسيّ الرسوليّ الرومانيّ، ومتجسّدة في بيئتها اللبنانيّة والمشرقيّة وفي بلدان الإنتشار".

وقال: "تميّز القدّيس مارون بفضائل الحياة النسكيّة في العراء، في خيمة أقامها على أنقاض هيكلٍ وثنيّ، كان يلجأ إليها نادرًا، في منطقة جبل سمعان، في قلعة كالوتا في أبرشيّة قورش على مسافة 30 كلم من مدينة حلب. قضى حياته بالنسك والصلاة والتأمّل في كلام الله. وخصّه الله بنعمة الشفاء، فكانت الجماهير تأتيه من كلّ صوب وكان يشفيهم جسدًا ونفسًا وروحًا بدواء واحد هو الصلاة. وتفجّرت منه كمن ينبوع روحانيّة إنجيليّة عميقة الجذور، وإيمان راسخ رسوخ الجبال، وشهادة مسيحيّة صافية كالنور، جعلت من الشعب المارونيّ المتواضع والمضطهد آيةً في الثبات على الإيمان المسيحيّ، والإنفتاح الحضاريّ، والوفاء الإنسانيّ والوطنيّ. وراحت حياة شعب مارون تصارع في الجهاد والصمود والقداسة، في لبنان الوعر المسالك والضيّق الرقعة، فإذا بتاريخ هذا الشعب يرتبط ارتباطًا عميقًا بتاريخ الأرض اللبنانيّة الجديدة التي تكوّن فيها قادمًا من سهول سوريا الخصبة، في أوائل القرن السادس. وليس لأحد أن يفهم روحانيّة الموارنة ومواقفهم التاريخيّة إلّا من خلال علاقتهم الوثيقة بالأرض اللبنانيّة التي سقاها الآباء والأجداد بعرقهم ودمهم وصلاتهم".

 

ماذا يقول لنا اليوم القدّيس مارون في عيده الوطنيّ؟

وسأل البطريرك الراعي: "ماذا يقول لنا اليوم القدّيس مارون في عيده الوطنيّ؟ بعد خبرة خمسين سنة من الـ حرب، وتقهقر اقتصاديّ وماليّ واجتماعيّ وثقافيّ وأخلاقيّ. يقول لنا: وطني وطن القداسة، لا وطن الحديد والنار! وطني وطن المحبّة، لا وطن الأحقاد! وطني وطن السلام، لا وطن الحروب، وطني وطن الحضارة، لا وطن الإنحطاط! وطني وطن الإنفتاح، لا وطن الإنعزال! أوقفوا التمادي في المماطلة! أوقفوا إسقاط السلطة القضائيّة! أوقفوا فقدان السيادة والكرامة! أوقفوا الإعتداء على الدستور والأزمة السياسيّة! لقد اختنق الشعب من الجمود، فقدّموا له حلًّا من حلول، وتسوية من تسويات، وحقيقة من حقائق".

تابع: "إنّ الخطر الحقيقيّ الذي يواجه لبنان هو الإنزلاق في محور الإنحطاط. فبقدر ما يجب أن نبقى على الحياد الإيجابيّ تجاه المحاور الإقليميّة، يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقيّ. الحياد مطروح لإنقاذ وحدة لبنان أكثر مما لإنقاذ لبنان بحدّ ذاته. فلبنان باقٍ في جميع الأحوال، لكنّنا نريد أن يبقى لبناننا جميعًا، نحن المؤمنين به واحة سلام، وكيان لقاء، وقوّة دفع للإخوّة بين ضفّتي المتوسّط، وملتقىً تتجسّد فيه قيمُ الأديان. ليس الحياد مشروعًا مناقضًا للخصوصيّات والقناعات الذاتيّة المختلفة. فالحياد هو نظام وجود يحمي التعدّدية بكلّ أبعادها ويعطيها حقّ ممارسة اختلافها بحضارة وسلام. الحياد هو أمن داخليّ، ودفاع خارجيّ. هكذا يعزز الحياد الثقة بين مختلف المكوّنات اللبنانيّة، لأنّه يوحّد ولاءها الوطنيّ والسياسيّ للبنان".

 












أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4440 ثانية