" كنارة " تموسق للسلام في أربيل الثقافة السريانية تحتفي باليوم العالمي للموسيقى      البابا: العديد من الكنائس الشرقيّة قد سحقت بصليب ثقيل، وأصبحت كنائس شهيدة      سيادة المطران يلدو يختتم الرياضة الروحية السنوية لراهبات الكلدان في بغداد      في يوم اللاجئ العالمي .. المرصد الآشوري يكرم شخصية مهجرية عريقة في مدينة نورشوبينغ السويدية      ‎قداسة البطريرك أفرام الثاني يزور فخامة رئيس هنغاريا الدكتور تاماش سولياك      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس لإرسالية مار يوسف السريانية الكاثوليكية في مدينة بواتييه – فرنسا      بالصور.. انطلاق الدورة الصيفية للتعليم المسيحي واللغة الآشورية في كاتدرائية مار يوخنا المعمدان البطريركية – عنكاوا/ 24 حزيران 2024      اختتام بطولة البابا فرنسيس بكرة القدم لكنائس بغداد بحضور سيادة المطران يلدو      قناة عشتار الفضائية تهنئ الطلبة المتفوقين في مدارس القوش      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزيح الستار عن الصليب الجديد الّذي يعلو كاتدرائية مريم العذراء في تورونتو، كندا      تصفيات كأس العالم.. القرعة تضع العراق في مجموعة بنكهة عربية      ثلث البالغين في العالم يعانون الخمول البدني.. أكثر من نصفهم في 6 دول عربية      البابا في اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات: آفة تدمّر مجتمعاتنا      البابا فرنسيس اثناء استقباله المشاركين في الجمعية العامة لهيئة رواكو: "إنَّ العنف لن يحمل السلام أبداً... مع الحرب، لن ينتصر أحد، بل سيُهزم الجميع"      مختصون: انتشار "كارثي" لتعاطي المخدرات في العراق      الحكومة العراقية تبدي استعدادها لدعم متطلبات نجاح انتخابات برلمان كوردستان      كيمياء الدماغ تكشف سر صعوبة إنقاص الوزن      رئيس بوليفيا يدعو للتعبئة ضد "الانقلاب".. ماذا حدث؟      جورجيا تهزم البرتغال وتلتقي إسبانيا في دور 16 بأمم أوروبا      كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الحروب؟
| مشاهدات : 867 | مشاركات: 0 | 2024-06-13 10:58:53 |

متعة السفرإلى عاصمة الجمال تكتمل بتحقيق نجاح لرجال الأعمال

لويس اقليمس

 

سعدتُ أن أكون ضمن وفد عراقي حكومي- قطاع خاص لزيارة عاصمة الجمال، باريس الفرنسية، التي كلّما وطأت قدماي فيها شعرتُ بإمكانية استمرار وسعادة تلاحق حضارة وادي الرافدين مع ثقافة هذا البلد الجميل، العلماني في تركيبته السياسية والإنساني في تشكيلته المجتمعية. كانت المناسبة، الإعلان الرسمي لتأسيس مجلس الأعمال العراقي- الفرنسي IFBC والتوقيع على نظامه الداخلي، ضمن اتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي حصل بين رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كانون الثاني 2023. ضمّ الوفد الحكومي السيد حيان عبد الغني نائب رئيس الوزراء ووزير النفط، رئيس الجانب العراقي الرسمي والسيد وزير الصناعة السيد خالد بتال وعددًا من المستشارين لدولة رئيس الوزراء العراقي ورئيس شبكة الإعلام العراقي ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار ورئيس هيئة الاستثمار النيابية وعددًا من النواب وطيفًا من المدراء العامين في عدد من الوزارات ولاسيّما من وزارة الصناعة والمعادن وكوادر من وزارة الخارجية وبعض المصارف المهمة ومنها المصرف العراقي للتجارة وغيرها من الدوائر الحكومية. فيما مثّلَ القطاعَ الخاص عددٌ من رجال الأعمال الناشطين وأصحاب المشاريع الذين أبدوا الاستعداد لخلق شراكات استراتيجية والتفاعل مع ما تمتلكه فرنسا من تكنلوجيا حديثة ومؤسسات علمية وثقافية ومنتجات ومعدات وأدوات تستقبلها السوق العراقية بكل رحابة صدر نظرًا للصداقة التاريخية المتمكنة بين البلدين منذ عقود. لكنّ هذه الشراكات وأشكال التبادل تراجعت أو غابت أو فقدت بريقها التجاري والاقتصادي والاستثماري بعد سقوط النظام السابق بسبب اختلال التوازن السوقي والتبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين، إلاّ فيما يخص العقود الكبيرة التي صارت تؤكّد عليها الحكومة الفرنسية لاسيّما منذ 2019 بموجب السياسة المالية والاقتصادية التي تبنّتها حكومة الرئيس ماكرون. هذا إلى جانب مشاركة رابطة المصارف واتحاد الصناعات العراقي في بعض اللقاءات التي نظمها الجانبان حول موائد مستديرة مهنية عديدة، من دون أن ننسى حضور رئيس مجلس الأمناء في جامعة التراث الذي كان له نكهة خاصة في ختام فعاليات الحدث الرائع.

أمّا الجانب الفرنسي، فقد ترأسه السيد جوليان بوكييه، مدير شركة توتال لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، بتكليف من رئيس الجمهورية الفرنسية وبالتنسيق مع وزارة المالية والاقتصاد في فرنسا. في حين قامت مؤسسة ميديف MEDEF لرجال الأعمال بتنظيم احتفالية اليوم الأول بمهنية عالية. وكان بين المشاركين مسؤولون من وزارة الخارجية الفرنسية وأوربا ووزارة المالية والاقتصاد والسفير الفرنسي في بغداد وكادر القسم الاقتصادي الذي يشرفني العمل فيه قبل إحالتي إلى التقاعد لمدة 23 سنة. لقد مثلت شركة توتال مركز الحدث بممثلتها في العراق التي أوضحت أبعاد الاتفاق الاستراتيجي في مجال النفط والغاز ضمن العقد المبرم بينها وبين وزارة النفط لاستغلال الغاز المحروق واستثمار عدد من الحقول الجنوبية ووضع قاعدة متميزة لأكبر محطة شمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية ضمن المحفظة الاستثمارية الموقع عليها بين البلدين قبل أشهر والتي تبلغ حوالي 27 مليار دولار.

قام بتغطية الحدث المهمّ، عدد من القنوات العراقية، منها الحرة والشرقية والعراقية وصحف محلية وفرنسية لما له من تأثير مرتقب على مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين. كما نالت أعمال المنتدى التأسيسي إعجابَ الجانب الفرنسي من حيث التنظيم ونوعية اللقاءات واستعداد رجال الأعمال والصناعة لاستئناف أنشطتهم مع الشركات  الفرنسية الراغبة في استئناغ أعمالها مع الجانب العراقي، الحكومي والخاص على السواء. لكننا لاحظنا غياب العديد من الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة التي كان لها باعٌ في سوق العراق الواعدة في السنوات ما قبل السقوط. ومن خبرتي في هذا المجال ومتابعتي لشؤونها مع السوق العراقية منذ عقدين تقريبًا، وقفتُ على جانبٍ سلبيّ من حيث تردّد معظم هذه الشركات في دخول السوق العراقية لأسباب عديدة، منها البيروقراطية في التعامل مع العروض وعقود التجهيز خشيةً من استغلالها من جهات وجماعات سياسية وميليشياوية تستخدم العديد من وسائل الابتزاز والرشوة والوساطات غير النزيهة التي ترفضها وسائل العمل والأنظمة التجارية والاقتصادية ليس في فرنسا فحسب بل في عموم الأمم الأوربية والغربية لكون هذه خاضعة للمحاسبة والرقابة بخصوص أية أعمالٍ غير نزيهة في مجال عملها.

 

رسالة المجلس العراقي-الفرنسي

تركزت المحادثات والنقاشات المتعددة عبر ورش ولقاءات مختصة، صناعية وتجارية ومصرفية، لبلوغ هدف الارتقاء بالشراكات الداعمة والساندة للأعمال الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في أجواء من الشفافية والمهنية والعلمية والحرفية وسعيًا لنَشدِ جودة العمل بين الجانبين والحث على ازدهاره وتطوير مهمّة وكفاءة التبادل التجاري والاقتصادي مع الشركات الفرنسية الراغبة بدخول السوق العراقية من جديد بدعمٍ حكومي واستعدادٍ من جانب القطاع الخاص الذي يُعدّ الركيزة الأساس لتطوير قطاع الأعمال وتنشيط اقتصاد البلاد ورفده بطاقات متجددة دون تحميله عواقب اعبء المالي غير المبرّر بسبب الواقع الوظيفي في وزاراته ومؤسساته المثقلة بالترهّل والبطالة المقنّعة. كما أثبتت النخبة من رجال الأعمال المشاركين أنهم كانوا فعلاً سفراء للعراق في هذا المحفل المهني الجميل الذي تلاقت فيه الإرادة الطيبة والنوايا الصحيحة والاستعداد للعمل المشترك بكل جدّية ورغبة وفعّالية، كلّ ضمن نشاطه واختصاصه. وهذه رسالة جيدة وواعدة لإحدى كبريات الدول الأوربية التي لها وزنُها وتأثيرها على كافة الأصعدة الدولية والمنطقة. والقادم ينبغي أن يتركز بجدّ على تفعيل الأعمال المختلفة وتطويرها، من تجارة وصناعة وزراعة واستثمار وتبادل منفعي للبضائع والمعدات والأدوات بلا تمييز أو حصر. ففرنسا لديها قدراتُها ولها اسمُها في كل هذه الأنشطة. فبالرغم من تراجع دورها أوربيًا في الجوانب الصناعية والتجارية والزراعية وزيادة التحديات عليها بسبب تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية وحرب غزّة ووقوعها في فخاخ انتحارية قد تؤثر على وضعها الاقتصادي في عمومه بسبب تراكم ديونها وتراجع الأعمال في جزءٍ من تبادلاتها التجارية محليًا وأوربيًا، إلاّ أنها تبقى بلد الجمال والكفاءة والجدّ في تحقيق أهداف الجمهورية الفرنسية محليًا وإنسانيًا ودوليًا وفي محافل الأمم جميعًا.

مرةً أخرى، لا يسعني إلاّ التوقف للإشادة بما بذله الفريق الرائع، الجنود المجهولون في إدارة المجلس، في جانبه المحلي في ترتيب أجواء الزيارة والتنسيق وتأمين التواصل مع جميع أعضاء الوفد، من رسميين وقطاع خاص بفضل رئيسه المهندس "أدهم الفخار" الذي نال ثقة دولة رئيس الوزراء بدعم من جهات عديدة ساندت ترشيحه لتولي هذه المهمة الشاقة، ولكنْ المنتجة من وجهة نظري لما يحظى به من مقبولية ومهنية وباع طويل في التعامل مع أرباب العمل ورجاله والمؤسسات الرسمية والمنظماتية والدبلوماسية على السواء. كما لا أنسى الإشادة بروح الخدمة التي أبداها كادر السفارة العراقية في باريس وعلى رأسهم سعادة السفير "د. وديع بتّي" وانضباط وفد رجال الأعمال بجميع شخوصهم.

ويبقى الطموح الكبير المرتقب، تحقيق الأجواء الطيبة للتبادل الإيجابي المنتج بين الجانبين الرئيسيين في مجال القطاع الخاص، مع إيلاء ما يحتاجُه البلد من دعم وإسناد جادّ وقويّ من جانب فرنسا، حكومةً وأعمالًا متعددة الجوانب لنرتقي بها إلى مصاف الدول المتطورة عبر الاستفادة من خبرات وطاقات البلد الصديق لتطوير حالنا ومآلنا وإصلاح ما كسره عتاة تدمير العراق بعد السقوط الماساوي في 2003، من أجل وضع البلاد على سكة القطار الصحيح الذي لا ولن يقبل بالتخلّف عن جيرانه ودول المنطقة والعالم. فما أصابه كبيرٌ وخطيرٌ سوف تندب حالَه الأجيالُ عندما تصحو بعد عقدٍ أو عقدين من الزمن الغامض لتقف على كارثة عراقية في إدارة شؤون البلاد والعباد. لقد كان أحد أهمّ أسباب هذه التراجع في كلّ شيء، إلاّ ما ندر، ما فعله "مقاولو التفليش" في مصير العراق وحاله وثرواته عبر تحاصص أحزاب السلطة الذين فرّطوا بهيبته وسيادته ورفعته وسمعته بين الأمم والشعوب. كما أضاعوا جزءً كبيرًا من إرثه وأفقروا مؤسساته العلمية والتربوية والثقافية والسياحية والوطنية وجيّروها لصالح مصالحهم الحزبية والخاصة والطائفية والفئوية والمذهبية تاركين الشعب في وادٍ وهم في وادٍ آخر، بحيث أضحى للنفايات من أصحاب المحتوى الهابط والتافهين مجتمعيًا وأصحاب القنوات التجارية والاستعراضية والإغرائية مكانةٌ أرقى وأكثر احترامًا وتقدّمًا في سلّم الارتقاء المجتمعي والسياسيّ والإداري بدعمٍ من بعض ساسة البلاد والجماعات المسلحة التي تعيث في أرض العراق فسادًا من دون أن تطالها يد القانون بسبب نفوذها ومرجعياتها وقدرة هذه الأخيرة على تسكيت صوت الحق بأدواتها المتعددة وقدراتها المادية والتسليحية . بل إنّ الساحة العلمية والتربوية والثقافية قد تراجعت لصالح هذه الفئة الطارئة على الوطن والشعب عندما دخلت في منافسة غير شريفة مع أصحاب الدرجات العلمية والكفاءات الإدارية والوطنية النزيهة الذين انسحبوا خوفًا على حياتهم أو تراجعوا عن المطالبة بحقوقهم المهضومة بسبب طغيان أصحاب المال والنفوذ وحاملي السلاح المنفلت والمتزلّفين لأصحاب السلطة وواجهاتها الحزبية.

إن النهوض بالقطاع الخاص العراقي لن يكون إلاّ بإزالة جميع هذه العوائق والتخلّص من هذه المزالق التي تقف حائلاً دون تقدّم الصناعة والتجارة وأشكال الاستثمار الرائدة التي تسعى البلدان المستقرّة جذبَها إلى بلدانها ومناطقها. وهذا ما تحتاجُه بلادُنا إذا تكاتفت جهود العراقيين الطيبين من الوطنيين الأحرار الذين يقع على عاتقهم  فرز الغثّ من السمين، والزؤان والدغل من القمح العراقي النظيف والأصيل. حينها نستطيع أن نفتخر بأنّ حكوماتنا سائرة في طريق التطور والتنمية الحقيقية بلا خوفٍ من أحد ولا مجاملة لأحد على حساب مصالح البلاد وشعب العراق الغافل لغاية الساعة لأسبابٍ فرضتها منظومة المحاصصة المقيتة. وليكن الحدث الجديد بتأسيس مجلس الأعمال العراقي –الفرنسي استكمالاً لخطوات رئيس مجلس الوزراء وفريقه الوزاري بمؤازرة وإسناد الوطنيين الصالحين في مجلس النواب المعطَّل لأسبابٍ طائفية ومذهبية. ويا ريتنا لم نقبل بنظامٍ نيابي وأكملنا المسير بنظامٍ رئاسي يكون على رأسه قائدٌ متجبّرٌ بحزمه، كافرٌ بعدله وراعٍ صالحٌ بحرصه الوطني. والنجاح لنا بإذنه تعالى وجهود الطيبين والخيّرين والوطنيين.

لقد اختارت باريس أن تودعنا كما رحبت بنا بهطول أمطارٍ غزيرة طيلة فترة زيارتنا للفترة من 27 أيار لغاية 1 حزيران 2024، من دون أن تغرق شوارعها أو ينقطع التيار الكهربائي أو تتسخ أحذيتُنا. هنيئًا لها عاصمةً للنظافة والجمال. فالمطر في يقيننا هبةٌ من رب السماء ونعمةٌ لعباده وخيرٌ لأرضه! 

 

 

لويس إقليمس

بغداد، في 2 حزيران 2024










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6493 ثانية