بعد سقوط نينوى وبابل
بيد الفرس المجوس
هجرت الجموع خوفا من السيوف والخناجر التي يسيل منها دماء شعبي
واحتموا في جبال أشور العصية
في منطقة هكاري حفروا الكهوف
لتكون مسكناً جديداً
وبعد مذابح العثمانيين ضد كافة المسيحيين من الارمن والاشوريين واليونانيين
رحلوا الى اورفا في ايران ولكن لم يبقوا طويلاً ..
وبعد مسيرة الموت من أجل الحياة
سكنوا في الخيم البيضاء في بعقوبة
ثم انتشروا في قرى شمال العراق الواسعة
التي تشم منها رائحة دماء الاجداد التاريخية
وبعد مذبحة قرية سميّل واخواتها
من قبل حكومة المملكة العراقية بقيادة
بكر صدقي من جنود ايتام العثمانيين
هجروا الى سوريا على ضفاف الخابور
وحولوا الصحراء الى واحات خضراء
وفي قرية تل -مساس عملوا من الطين قوالب ليشيدوا لهم بيوت على شكل اهرامات،وقبل كل عام جديد
تذهب الامهات الى الجبال البعيدة
لجلب الجص الابيض لتبيضها
لمناسبات اعياد الميلاد المجيدة
وفي كركوك كانت بيوتنا من احجار الصخور القوية التي يجلبها العمال من احضانالجبال البعيدة
وفي بغداد كانت بيوتنا تصنع
من الطابوق الاسمنتي لتكون قوية
اما منازلنا في كندا تصنع
من الاخشاب العادية التي يعيد صقلها
من الغابات الكثيرة
هكذا كانت احلامنا تكبر
في كل زمان ومكان
لتعيد لنا صورة التطور من مساكننا الجديدة
وتطورت عقولنا بالعلم والمعرفة
والان نكتب قصائدنا بالنصوص النثرية
وهي تحمل افكارنا عن ما عشناه قديماً
اكانت بلغتنا القومية الاشورية
التي حرمتنا منها الحكومات العروبية
لاعوام طويلة..
او باللغة العربية التي فرضت علينا ..
وفي كندا نترجم ما كتبناه من الافكار باللغة الانكليزية لتفهم من ابناء
الوطن الجديد
وتسير عجلة الزمان بسرعة الغزلان
نحو الامام بدون التوقف..
والويل للذي يبقى كالماء الراكد
لكي يتعفن بمرور الوقتِ
هكذا علمتنا الحياة الجديدة
ونحن في كندا الحبيبة
انها رسالة للاحفاد القادمة
من شمس الحرية
-----------------------