

هل أجريت حديثاً حوارياً مع النفس ؟ هل لك رؤية واضحة ؟ فيما يخص العواطف والقرابة والتكنلوجيا ؟ وهوية الإنسان في الأزمنة الكوكبية ؟ وتعقيدات الظواهر والتناقضات العائمة المتكاملة والمتصارعة ونحن نعيش مع قدرنا المشترك في الأصل والفناء والضياع والموت ؟ ألا يستوجب بنظرة إسترجاعية أن نكون أخوة في الإنسانية على الأقل ؟ يا سادتنا في السفوح وقمم المسؤولية ؟
بإعادة النظر بالماضي والحاضر والمستقبل ، وإستقراء التاريخ وتجارب الشعوب مع الإشتراكية والبلشفية والستالينية الفوضوية والرأسمالية ، هل عرفنا الحاضر لأننا موجودون فيه؟ ما هي معالمه ؟ مع هشاشة المعرفة التاريخية ، كيف يمكننا إستشراف المستقبل بدون التأثير والتاثر في حركة التاريخ الأزلية ، وهل بإمكاننا بلورة البذور المجهرية ضمن الإكتشافات والإبداعات وتصوّر مدياتها المستقبلية ؟
مع عدم اليقين المستقبلي ، لكن الفاعلون في حاضرنا ينزوون إلى الظل ، ويظهر من وراء الكواليس ومن تحت الطاولات جيل ذكي وفاعل ليلعبوا الدور في لعبة الزمن ، كون الحاضر هو إستشرافاً للمستقبل ، ولكن ! بمحدودية خيالنا الحاوي على الثغرات المعرفية ، فالتطور لا يرتبط بقوانين حتمية قابلة للقياس ، فالواقع الإجتماعي المعتمد على الديموغرافية والإقتصادية والتقنية والسياسية والأيديولوجية بصيرورة مركبة بشكل مهول يقودنا إلى ضياع هويتنا، لكون التاريخ يبدع وينحرف ويتمايل ويغير السكة ويظل السبيل ، وقد ينقاد مع التيّار ويصبح هو الإتجاه ، فالتطور إذاً هو محصلة إنسياق وإنحراف وخلق إضطراب من رحم الأزمات ، في زمن تحطّم العلاقات الحميمية لصالح العلاقات المالية والأطماع البشرية .
الخلاصة : إننا لا علم لنا بالإبداع الذي لم يحدث بعد ،فالأزمات الإنسانية الراهنة ليست إنكساراً داخل العلاقات الإجتماعية فحسب بل زعزعة داخل النظام ونسق الحياة الأسرية بإمتياز ، فالنزاعات الدولية وكثرة الإحتمالات والإنحرافات عن المبادىء الإنسانية أدى إلى تدمير وتأزيم قدرنا المشترك على كوكب الأرض .