اكتشاف ثيران آشورية مجنحة في تل النبي يونس بالموصل      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يفتتح "قاعة المطران مار سويريوس حاوا" في دار شرقي للضيافة      قداسة البطريرك مار آوا الثالث روئيل يهدي ميدالية تذكارية لقناة عشتار الفضائية      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإفتتاحي للعام الدراسي الجديد 2025-2026 في إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة      “أرواح عابرة”: وثائقي إبادة السيفو يُعرض في فعاليات مؤتمر السينما والإرهاب بباريس      الكنيسة الملكيّة تدين تخريب مدافن للمسيحيّين في ريف السويداء السوريّة      أبناء شعبنا في المهجر يزورون قرية "قلث" في تركيا لبحث سبل ترميمها      تطبيق «الحوذرا» الإلكترونيّ... رسالة وحدةٍ وصونٍ لتراث الأجداد      أسماء المرشحين علی مقاعد الکوتا المسيحية      المجلس الشعبي ينعي فقيده الراحل مخلص بطرس جبو      بيتسابالا: قرب نهاية الحرب في غزّة بداية جديدة للجميع      مرور أربيل تنفي إلزام أصحاب اللوحات القديمة بالتبديل وتوضح الإجراءات الرسمية      العراق وإيران يتبادلان رفات عشرات الجنود      سوريا تنتخب أول برلمان بعد الأسد.. تعرف على التفاصيل      الرئيس الصربي: الحرب ستندلع وجميع دول العالم تستعد لها      ابدأ صباحك بالماء الدافئ.. فوائد صحية وجمالية كثيرة      فينيسيوس يقود ريال مدريد إلى صدارة الدوري الإسباني "مؤقتا"      تحول غير مسبوق.. إنستغرام تمنح مفاتيحها للمستخدمين      البابا لاوُن الرابع عشر يوقع أول إرشاد رسولي له: "Dilexi te" (لقد أحببتك)      السرياني "روني بردغجي" نجم برشلونة الجديد
| مشاهدات : 745 | مشاركات: 0 | 2025-09-29 15:17:26 |

"من حقائب الطفولة إلى مفاتيح الحياة"

المهندس باسل قس نصر الله


حينَ أنظرُ إلى أبنائيَ اليومَ، وقد أصبحَ كلُّ واحدٍ منهم يقودُ حياتَه ويصنعُ عائلتَه، أبتسمُ في داخلي وأقولُ: نعمْ ... لقد صارَ لكلِّ بيتٍ جيشُه الصغيرُ، ومجموعُ هذه الجيوشِ هو جيشُنا الكبيرُ.

تعودُ بي الذاكرةُ إلى البداياتِ ... إلى صباحاتٍ كنا نستيقظُ فيها على صوتِ أمِّهم وهي تُصدرُ أوامرَها الصارمةَ والحنونةَ معاً. كان الحمّامُ ساحةَ معركةٍ صغيرةٍ:

ـ "اغسلْ وجهَك منيحْ"
ـ "لا تزعجْ أختَك"
ـ "يلا بسرعةْ".

ثم يأتي وقتُ اللباسِ، واليدُ التي لا تتركُ شيئاً للصدفةِ: بنطالٌ نظيفٌ، كنزةٌ مرتبةٌ، شعرٌ ممشّطٌ، وأحذيةٌ مصقولةٌ. وفي النهايةِ، يخرجونَ إلى مدارسِهم كالعصافيرِ الملوّنةِ، يحملونَ حقائبَ أكبرَ من أجسادِهم الصغيرةِ.

وعند عودتِهم، تبدأ جولةٌ أخرى: الطعامُ، الوظائفُ، الملاحظاتُ، والاعتراضاتُ.

جدولُ ضربٍ يُكتبُ، نصٌّ يُقرأُ، ودفترُ وظائفَ يُفتّشُ. وبين صوتٍ يعلو، وضحكةٍ تتسرّبُ، كانت الأيامُ تمضي، ليأتي الصيفُ بفسحاتِه، وبقطارِ اللاذقيةِ في سوريةَ، وبالبحرِ الذي لا يملّونَ منهُ.

واليومَ... تغيّر المشهدُ. كبر الأولادُ وصاروا هم من يخططونَ للرحلاتِ، هم من يجتمعونَ ويتناقشونَ، وصار صوتُ أمِّهم مختلفاً: لم يعدْ يحملُ الأوامرَ، بل الدعواتَ والبركةَ ... "الله يحميكمْ" ... "اشتقتلكمْ" ... "الله يرزقكم".

لكن الغريبَ أن الذكرياتِ لا تشيخُ. ما زلتُ أراهم أطفالاً كلما نظرتُ في وجوهِهم، حتى وهم يقودونَ سياراتِهم ويأخذونَنا في جولاتٍ سياحيةٍ، فرحينَ بأن يُرونا أماكنَ جميلةً ويشتروا لنا ما يسرّنا. 

هم لا يعرفونَ أنني، في تلك اللحظاتِ، أستعيدُ صورَهم القديمةَ: كيف كنتُ أقودُ السيارةَ وهم نائمونَ في المقاعدِ الخلفيةِ، أو كيف كانوا يصرّونَ على شراءِ لعبةٍ في مدينةِ الملاهي.

دورةُ الحياةِ عجيبةٌ: كنا نحنُ من نشتري لهم، واليومَ صاروا هم من يفرحونَ بشراءِ ما يفرحُنا. كنا نحنُ من يأخذُهم إلى البحرِ، واليومَ هم من يدعونَنا لنمشيَ معهم على شاطئٍ جديدٍ.

هذا الشاطئ هو الجسرُ بين طفولتِهم وشبابِهم، بين ضحكاتِ الأمسِ ومسؤولياتِ اليومِ.

كلُّ عائلةٍ عاشت هذا المشهدَ بطريقتِها الخاصةِ، وكلُّ أمٍّ كانت قائداً أعلى لجيشِها الصغيرِ. وهذه الجيوشُ الصغيرةُ، على اختلافِ تفاصيلِها، هي التي صنعت صورةَ سوريةَ، وزهرتَها، وخريطتَها التي رسمها الأطفالُ مرةً بألوانِ الطباشيرِ ... وعلينا نحنُ أن نحميَها اليومَ بجيشِنا الكبيرِ.

اللهم اشهد اني قد بلّغت

 

المهندس باسل قس نصر الله

Eng. Bassel Kasnasrallah 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5224 ثانية