عشتار تيفي كوم - آسي مينا/
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
في البصرة العراقيّة قصص كثيرة تستحقّ أن تُروى عن مريم العذراء، أمّ جميع البشر، وعن حنانها الفائض ومحبّتها القديرة التي صنعت آياتٍ لأبنائها المسلمين، أسوةً بالمسيحيّين؛ فالعذراء لا تخصّ بمحبّتها جماعةً بلا أخرى.
روى المطران حبيب هرمز راعي أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، عبر «آسي مينا»، بعض الأعاجيب التي كان شاهدًا عليها، فدوّنها ووَثّقها بعدما سمع من أصحابها كيف أحْسَن الله إليهم بشفاعة العذراء. وما زال مندهشًا ممّا سمعه من آياتٍ صنعتها العذراء وما انفكّت تصنعتها لأبنائها من أهل البصرة والعمارة، ومعظمهم مسلمون شيعة.
لا تنقطع الزيارات عن مزارات العذراء الأربعة في المدينتَين. عائلات وأفراد يقصدونها كلّ يوم للصلاة وطلب العون في حالاتٍ صعبة عدّة، وفق هرمز. وأضاف: «سجّلنا في العمارة آياتٍ عدّة؛ ففي العام 2019 لجأت سيّدة عانت العقم لسنين إلى مزار العذراء في كنيسة أمّ الأحزان الكلدانيّة، فأنعمت العذراء عليها بتوأمَين».
وتابع: «أمّا إنعامات العذراء على اللائذين بمزارها ممّن يعانون أمراضًا مستعصية فكثيرة. ففي خلال السنوات القليلة الماضية، شُفيَ شابٌّ من سرطان الأمعاء. ومثله شفيت سيّدة عانت ورمًا في الرَّحِم منعها الإنجاب. ويافِعٌ آخر يئس أطباء العمارة من شفائه، فزار الكنيسة طالبًا معونة يسوع والعذراء، وبعد أسبوع راجع الأطبّاء فبشرّوه بالشفاء متعجّبين، فحضر إلى الكنيسة ليقدّم الشكر».
واسترسل هرمز: «فوجئ الحارس يومًا بفتاة تهرول صوب الكنيسة، وأهلها خلفها؛ وإذ أرادت الدخول، أذِن لها في ذلك وأدخَلها، فجلست أمام مزار العذراء وطلبت صليبًا من الساعور وضمّته بقوة إلى صدرها فسكنت نفسها وعادت مطمئنةً إلى أهلها».
علامات الشكر والعرفان
للاجئين إلى العذراء سُبُلهم المختلفة، ومن بينهم سيّدة مسلمة عانت ورمًا في صدرها، فقصدت المزار وصلّت وتضرّعت، ثم انحنت وأخذت حفنةً من تراب حديقتها ومَسَحَت به جسدها المريض. وبعد فترة عادت إلى الكنيسة معلنةً شفاءها. وأخرى أنجبت ذكورًا حصرًا، قصدت مزار العذراء في كنيسة القديسة تريزا في البصرة طالبةً إنجاب أنثى، فعادت بعد عامٍ لتشكر السيّدة على ابنتَيها: مريم وعذراء.
وعن العرفان للعذراء وشكرها، قال هرمز:«كثيرًا ما يخطّ الشخص الذي حصلت معه المعجزة أو عائلته، لافتةً مُفْعَمةً بكلمات الشكر والعرفان، تُعَلَّق على حائط الكنيسة. وبعضهم يهدي إلى العذراء ورودًا أو حلوى أو قطعة ذهب، وآخرون يقدّمون إلى الكنيسة ما تحتاج إليه من أجهزة، وسواهم يخضّبون أيديهم بالحنّاء ويطبعون أكفّهم على جدار الكنيسة، شكرًا وتقديرًا».