عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
سهل نينوى – في خطوة تحمل رمزية دينية وتاريخية عميقة، قدّم الأب بنديكت كيلي، مؤسس منظمة Nasarean.org الخيرية المعنية بدعم المسيحيين المضطهدين، أيقونة مخصصة لمزار جديد في سهل نينوى شمال العراق، إلى المطران بنديكت يونان هانو، رئيس أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك.
ومن المقرر أن يصبح هذا المزار، الذي سيفتتح في تشرين الأول المقبل داخل كنيسة القديس أفرام التي بُنيت حديثاً، السابع من نوعه في العالم المخصص لمريم “أم المسيحيين المضطهدين”. وقد وُضعت الأيقونة في مدينة قره قوش، وهي من رسم الشماس السرياني الكاثوليكي إبراهيم يلدو، المنحدر من بلدة برطلة القريبة.
افتتاح المزار يتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لتهجير المسيحيين من مدينة الموصل، حينما تقدم مقاتلو تنظيم د١عش الإرهابي في عام 2014، وفرضوا على السكان خيارات قاسية: اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، أو مواجهة الموت. موجة النزوح حينها شملت أيضاً قره قوش (بغديدا)، حيث غادر السكان خشية تكرار الإنذارات.
الوجود المسيحي في العراق تراجع بشكل حاد خلال العقدين الماضيين، من نحو مليون ونصف المليون قبيل الحرب الأمريكية العراقية عام 2003، إلى ما يقارب 150 ألفاً اليوم. وتزايدت وتيرة الهجرة بشكل خاص بعد اجتياح د١عش لمناطق واسعة من البلاد بين عامي 2014 و2017. ويُعد مسيحيو سهل نينوى من القلة الذين ما زالوا يتحدثون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح والرسل.
الأب كيلي، وهو كاهن إنجليزي من الرهبانية الشخصية لسيدة والسينغهام، قال لصحيفة ذا بيلار: “وجود ضريح في أكبر مدينة مسيحية بالعراق، تلك التي اجتاحها د١عش وفجر كنائسها ودنسها، له دلالة عميقة. في عام 2018، رأيت بنفسي ثقوب الرصاص في إحدى الكنائس التي استخدموها للتدريب على الرماية”.
المزارات الستة الأخرى المخصصة لمريم “أم المسيحيين المضطهدين” تنتشر في مواقع متعددة حول العالم، بينها الكنيسة البيزنطية في كلية وايومنغ الكاثوليكية في الولايات المتحدة، وكنيسة القديس ميخائيل في نيويورك، وكنيسة أكالا في ستوكهولم، وكاتدرائية أم العون الدائم في أستانا، كازاخستان، وغيرها.