قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يقيم قداساً الهياً احتفالاً بالأحد السابع من زمن الرسل - كنيسة مار كيوركيس الشهيد في ويلينغتون، نيوزيلندا      تحت شعار “سائرون نحو الرجاء” انطلاق النشاط الصيفي للمرحلة الإعدادية للتعليم المسيحي/ عنكاوا      الحضور المسيحي والكنائس في دارمسوق (دمشق): نبضٌ خافت لتاريخٍ عريق      جذور كتابيّة لمقاصد سياحيّة دينيّة في العراق      من جامعة برلين ... أوغنا: اللغة الأم هي الجسر الذي نعبُر به إلى هويتنا      "الاتحاد السرياني"زحلة ليست للبيع… وهويّتها خط أحمر"      قداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني يستقبل المعزين من السادة المسوؤلين في حكومة اقليم كوردستان وجمع من الشعب، بوفاة المثلث الرحمات مار غريغوريوس صليبا شمعون/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يزور كنيسة مار أفرام السرياني الجديدة للسريان الأرثوذكس في اسطنبول      هدوء حذر بعد عنفٍ غير مسبوق في السويداء… والكنائس تطالب بإنقاذ المدنيّين      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بالقداس الإلهي لذكرى القديس توما الرسول - كنيسة القديس مار كيوركيس الشهيد في سيدني/ أستراليا      البابا يتحدث مع الرئيس الفلسطيني ويحث على احترام القانون الإنساني      دراسة عالمية تربط بين امتلاك الهواتف الذكية مبكرا وتدهور الصحة النفسية      بدلا من استخدام البشر لأدمغتهم.. غوغل بصدد إنشاء عقلها الخاص      إدارة ترامب تنشر ملفات تتعلق باغتيال مارتن لوثر كينغ      عراقجي: إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم      فؤاد حسين: إطلاق رواتب أيار لموظفي إقليم كوردستان      عودة باكياو للحلبة... حلقة جديدة في سلسلة إدمان الأضواء      عبر عناصر مدعومة من إيران.. إسرائيل تستعد لسيناريو "هجوم" من حدود سوريا      إقليم كوردستان يسلم بغداد ميزان مراجعة العائدات والنفقات عن شهرين      رسميا.. الهلال ينسحب من كأس السوبر السعودي حفاظا على لاعبيه
| مشاهدات : 353 | مشاركات: 0 | 2025-07-21 12:43:00 |

‏حين يصبح الخبز أخطر من القذيفة

محمد النصراوي

 

 

‏في القرن الحادي والعشرين وفي وضح النهار، وعلى مرأىً من العالم المتحضر، تُفرض مجاعةٌ على قطاع غزة. ليست مجاعةً بسبب الجفاف، ولا بسبب فشل المحاصيل أو زلازل الطبيعة، بل مجاعةٌ مصنعة، مصممةٌ بعناية، تُدار من خلف شاشات المراقبة ونقاط التفتيش العسكرية، مجاعةٌ تُدار بالقرار لا بالقدر.

‏منذ أكتوبر 2023 حين اشتعلت الحرب على غزة، سارعت إسرائيل إلى إعلان الحصار الكامل على القطاع، لا كهرباء، لا وقود، لا ماء، لا طعام، ثم سرعان ما تحولت تلك الإجراءات من وسيلة ضغطٍ إلى استراتيجيةٍ مستدامة، ومع مرور الشهور، لم تكن القنابل وحدها تفتك بسكان غزة، بل الجوع، الجوع الذي لا يظهر في صور الأقمار الصناعية ولا تُوثقه كاميرات البنتاغون، لكنه أشد فتكاً من أي سلاح تقليدي.

‏اليوم، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يعيش أكثر من نصف مليون إنسان في غزة ضمن المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي "كارثة" وهي مرحلةٌ لا يُستخدم فيها لفظ "الجوع" كمجازٍ سياسي، بل كوصفٍ علميٍ لمجاعة تتفشى فعلاً، أطفالٌ يموتون بسبب سوء التغذية، وآباءٌ يعودون من طوابير المساعدات بلا شيء، وأمهاتٌ يغلين الماء عله يُقنع الصغار أن هناك شيئاً يُطهى على النار.

‏الغريب ـ أو بالأحرى المفجع ـ أن كل هذا ليس خفياً، المنظمات الأممية توثق والهيئات الحقوقية تصرخ، ومحكمة العدل الدولية تطالب إسرائيل باتخاذ تدابير "فوريةٍ وفعالة" لتجنب المجاعة، لكن لا شيء يتغير، المساعدات ـ إذا وصلت ـ تُفتش لساعات، وتقيد بالكميات والمواقع، وتُطلق عليها النار أحياناً، وكأن رغيف الخبز تحول إلى هدفٍ عسكري.

‏يقول العالم المتحضر أنه يُدين استخدام التجويع كسلاح حرب، لكنه يتوقف عند الإدانة، ولا يتقدم خطوةً نحو المنع أو الإيقاف، فهل أصبحت المجاعة سياسةً مقبولةً إذا ارتُكبت بصمتٍ وبالجرعات البطيئة او بالاحرى إذا كانت من طرف "اسرائيل"؟

‏الأسئلة كثيرةٌ والإجابات شحيحة، تماماً كشحنات الطحين في شمال غزة، كيف نُسمي قتل الإنسان بمنع الطعام عنه؟ أهي جريمة حرب؟ إبادةٌ بطيئة؟ أم مجرد "عمليةٍ أمنيةٍ معقدة" كما تسميها بعض الحكومات الغربية؟ وهل يحق لمدينةٍ أن تختنق حتى الموت بينما يجلس مجلس الأمن في انتظار "توافق الدول الخمس"؟.

‏غزة اليوم لا تطالب بالمعجزات، ولا تطالب بأكثر من حقها بالحياة، فكل ما تريده هو أن يُسمح لأطفالها بأن يأكلوا، أن لا يموتوا وهم يبحثون عن وجبة، أن لا يتحول الخبز إلى رمزٍ للموت البطيء، في غزة لم يعد السؤال: هل هناك مجاعة؟، بل: كم عدد من سيموت قبل أن يتحرك العالم؟.. وهل تأخرنا عن اللحظة التي لم يعد فيها للجوع دواء؟

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.9602 ثانية