يقول الذي يشهد بهذه الأمور ( أجل ، إني آتٍ على عجل )
في بداية المسيحية برزت إعتراضات كثيرة في الشرق لوضع سفر الرؤيا في الأسفار القانونية للعهد الجديد ، إلا إنه بعد القرن الرابع ودخول الكنيسة في مجمعات مسكونية صار السفر قانونياً في الشرق والغرب ، واليوم نجده في العهد الجديد في كل الكنائس . لكي نضع السفر في هذا المقال في أبسط صورة . نذكر أبرز ما يضمنه وبشكل متسلل من البداية إلى النهاية .
أثناء قرائتنا للسفر نلتمس بأن العدد (7) يحبه كاتب السفر ويكرره مرات عديدة في مواضيع كثيرة . نقرأ عن ما كتب عن هذا الرقم مثل الأرواح السبعة لله ، والكواكب السبعة ( 1:3 و 4:1 ) وكذلك المنائر السبعة الذهبية .
السفر الذي دوَّنهُ يوحنا اللاهوتي تلقى معلوماته مباشرةً من الرب يسوع عندما كان منفياً في جزيرة بطمس وأخططف إلى السماء ، وهناك أمرهُ الرب بأن يرسل ما يكتبه إلى الكنائس السبعة في آسيا الصغرى ( تركيا حالياً ) " 1:1-11 " ، وهي ( أفسس وسميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا ولاودّكيا ) " تختلف بعض هذه الأسماء بحسب الترجمات .
سفر الرؤيا ينقسم إلى سبعة أقسام وهي :
1-الرسائل السبعة : والموجهة إلى الكنائس السبعة في آسيا الصغرى ( الإصحاحات 1 ، 2 ) وهذه الرسائل تشمل وصاياها لكل الكنائس في العالم كله ، إنها من كلام الروح .
2-الأختام السبعة : يرى يوحنا الرائي في ما دوّنهُ في الإصحاحين ( 4 ، 5 ) بأن الله كان جالساً على العرش السماوي محاطاً بأربعة وعشرين شيخاً ، وبيمينه كتاباً مختوماً ( بسبعة ختوم ) لم يستطع أحداً أن يفتحهُ إلا المسيح الذي يوصفهُ ب ( الخروف المذبوح ) الجالس إلى جانب العرش . يفتح الخروف الأختام الأربعة بالتعاقب ، فيظهر أربعة فرسان ، يجلس الأول على فرسٍ أبيض . والثاني على فرس ٍ أحمر . والثالث على فرسٍ أسوّد . والرابع على فرسٍ أخضر . يؤذن هؤلاء بخراب البشرية . وعند فتح الختم الخامس يرى الرائي تحت المذبح السماوي نفوس الشهداء الصارخين بصوت عظيم طالبين من الله قائلين ( حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي ولا تنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض ؟ ) .
عند فتح الختم السادس يحدث زلزال عظيم ، وظواهر سماوية وأرضية مدوية ممهدين لحدوث الدينونة الأخيرة .
قبل فتح الختم السابع يُختم الملاك عبيد الرب المؤمنين من الأباط الإثني عشر في إسرائيل وهم ( 144) ألف وكثيرين لا عدد لهم بحيث لا تؤذيهم الضيقات المزمع حدوثها .
3-الأبواق السبعة ( 8: 2-11 ) إن محتوى الختم السابع هو أبوق الملائكة السبعة تعلن الأبواق الستة الأولى عن ضيقات وتجارب للبشر والطبيعةِ ما دام الناس لا يتوبون ولا يتركون عبادة الأصنام وأعمالهم غير الشرعية . ثم يقَدَم ليوحنا سفراً ليأكلهُ ، والذي يحتوي على أخبار الضيقات المزمع حدوثها قبل النهاية .
4-إضطهاد الكنيسة من قبل التنانين والوحشين ( طالع 12 ، 13 ) تفشل كل محاولات التنين في خطف الولد المولود من المرأة المتسربلة بالشمس والقمر وتحت رجليها ، وعلى رأسها أكليل من إثني عشر كوكباً ( 1:12 ) لأن الملاك ميخائيل سيغلب التنين . في حين يتقدم وحش من البحر فيضلل الناس بحوادث عجائبية حتى يسجدوا للوحش الأول ويقبلوا على جباههم وعلى يدهم اليمنى لصفاة ( سِمة ) . ( هما الحكمة . من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنهُ عدد إنسان وعددهُ ستمئة وستة وستون ) " 18 : 13 " فمن هو ذلك الإنسان الوحشي ؟ الجواب يحتاج إلى محاضرة .
5-الجامات السبعة الذهبية : ( 15_16 ) يقوم سبعة ملائكة بسكب هذه الجامات التي تحتوي على غضب الله على الأرض . يسكب الأول جامهُ على الناس الحاملين سِمة الوحش . والثاني على البحر فتموت كل أحيائه . . والثالث على الأنهار وينابيع المياه . والرابع على الشمس التي صارت تحرق الناس ، والخامس على عرش الله ، والسادس على الفرات ، والسابع على الهواء .
6-إنتصار المسيّا على الشيطان ( 7: 1-20 ) يوصف هنا سقوط بابل الزانية التي تشير في المسيحية الأولى إلى روما المسيطرة على العالم . وهروب الوحش من أمام المحارب وإسمه ( كلمة الله ) الجالس على فرسٍ أبيض . أما الشيطان فيلقى به حياً في بحيرة النار لمدة ألف سنة يملك المسيا في أثنائها .
7-عالم الله الجديد : ( 20 : 7-22 ) وبعد ألف سنة يترك الشيطان ثانية طليقاً في الأرض ، ولكن يعود فيلقى في بحيرة النار والكبريت بشكل نهائي ليموت هنا .
أخيراً يختم السفر في ثلاث وحدات ، سلاسل من الضربات التي تشترك بالعدد سبعة المِلازم سفر الرؤيا بشكل عام . تحدَثَ خلال فتح أختام السفر السبعة ، وخلال تبويق الأبواق السبعة وخلال سكب الجامات السبع على الأرض تصيب هذه الضربات الإنسان والحيوان في اليابسة والبحر والطبيعة ، بل حتى الأجرام السماوية . ومن ثم تتم الدينونة ، وبعدها يرى يوحنا مشهداً ل ( سماء جديدة ) و ( أرضاً جديدة ) و ( أورشليم جديدة نازلة من السماء ) ويوصف بإسلوب بهي سكنى الله النهائية بين البشر حيث لا مكان للبكاء أو الألم ، ولا للحزن أو الموت .
نطالع الخاتمة في ( 22: 6-21 ) يشدد مرة أخرى على ان ( الوقت قريب ) وعلى أن السيد الرب سيأتي سريعاً ، وينتهي السفر بدعاء الكنيسة ( آمين ! تعال ، أيها الرب يسوع .
ويختم بالبركة التي يرددها الكاهن في نهاية القداس الإلهي ( فلتكن نعمة ربنا يسوع المسيح معكم أجمعين . آمين ! .
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"