سوريا كانت المصدر الرئيسي لمخدر الكبتاغون- مصدر الصورة: فرانس برس
عشتارتيفي كوم- الحرة/
بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، انخفضت نسبة مادة "الكبتاغون" المخدرة التي تدخل الأراضي العراقية من الحدود السورية.
على مدى السنوات الأخيرة، تورط نظام الأسد بصناعة "الكبتاغون" باعتبارها "مورد الدخل الوحيد" الذي اعتمد عليه بعد العقوبات الدولية التي فرضت نتيجة "قمع الثورة" الشعبية عام 2011.
ودائما ما تعلن السلطات العراقية، ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة التي تدخل من حدوده الغربية مع سوريا.
لم تسجل السلطات العراقية خلال الأيام التي أعقبت سقوط نظام الأسد، أي عملية تهريب من الأراضي السورية، وفقا لعضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي حيدر القريشي.
قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "الكبتاغون الذي دخل من سوريا، يشكل نحو 90% من الكميات المتداولة في العراق".
وكشف القريشي وجود سياسيين "متنفذين" و"عصابات" مسلحة، تدير عمليات تهريب المخدرات وتوزيعها في العراق وتصديرها إلى تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدث عضو الفريق الوطني عن "ثغرات" في الحدود مع سوريا من جهة قضاء سنجار بمحافظة نينوى، وعن عمليات "تهريب" للمخدرات في مساحات حدودية أخرى.
ودخلت العراق وفقا للقريشي، 18 مليون حبة "كبتاغون" في النصف الأول من العام الحالي، واعتقال أكثر من 6 آلاف تاجر ومهرب وناقل للمادة.
وفي أكتوبر الماضي ضبط جهاز الأمن الوطني العراقي، أكثر من 500 ألف حبة "كبتاغون" قادمة من سوريا، مخبئة في شحنة خضار.
وفي مناسبات عدة، أنكر نظام الأسد المعلومات التي تفيد بصناعته "الكبتاغون"، لكن مقاطع فيديو عديدة كشفت بعد سقوطه، وجود مصانع تصنيع كانت تعمل بإشراف شقيقه ماهر الأسد.
تُعبر إيناس كريم، وهي رئيسة منظمة (نقاهة) لمعالجة إدمان المخدرات، عن أملها بـ"توقف" دخول المواد المخدرة لاسيما "الكبتاغون" عبر سوريا إلى العراق.
ووصفت كريم المخدرات في العراق بأنها "الإرهاب الصامت".
ولرئيس منظمة (نقاهة) تجربة في معالجة أكثر من 6 آلاف مدمن هذا العام، بينهم أطفال وشباب من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 15-45 سنة.
وتسعى وزارة الصحة العراقية إلى فتح مراكز جديدة لمعالجة وتأهيل مدمني المخدرات في جميع المحافظات، لما لها من تأثير كبير على الحياة العامة، خاصة، وأن العديد من الجرائم يرتكبها مدمنون.
قال الخبير الأمني جمال الطائي خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "سقوط نظام الأسد، كشف الكثير من خفايا ملف تجارة المخدرات من سوريا وإيران وأنشطتهما غير المشروعة في العراق ودول عربية وإقليمية".
وتفيد تقارير المركز الأوربي لمراقبة المخدرات والإدمان، بتورط بعض الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق بعمليات تهريب المخدرات.
ودعا الناشط الحقوقي في محافظة البصرة علي العبادي الحكومة إلى فتح تحقيق مع المسؤولين والجهات المتورطة بتجارة "الكبتاغون" القادم من سوريا، وفقا لقوله خلال مقابلة مع موقع "الحرة".
كريستال إيران
ليس "الكبتاغون" فحسب، بل هناك أنواع أخرى من المخدرات تدخل العراق، خاصة مادة "الكريستال" القادمة من إيران.
و"الكريستال" التي تعرف أيضاً بالميثامفيتامين، هي نوع من المخدرات المنبهة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. تُستخدم عادةً في شكل بلورات شفافة تشبه الكريستال، لذا أُطلق عليها هذا الاسم.
دخلت العراق من إيران بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تشكل تهديداً متزايداً على الصحة العامة للعراقيين.
ووفقا لعضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي حيدر القريشي، فإن إيران أحد أبرز منافذ دخول "الكريستال" والحشيش إلى البلاد.
قال القريشي إن "محافظات بغداد والبصرة وميسان وواسط وديالى والسليمانية، هي الأكثر تأثرا بالكريستال والحشيش المهرب من إيران".
وتتأثر بـ"الكبتاغون" محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين القريبة من الحدود السورية، وفقا لعضو الفريق الوطني.
وبالنسبة لمحافظة البصرة، فإنها تضررت كثيرا من تجارة المخدرات الإيرانية، وفقا للناشط الحقوقي علي العبادي.
قال العبادي إن "إيران تعمل على سياسة إغراق العراق بالمخدرات لأغراضها السياسية التوسعية".