حين رأيت الرجل المشغوفَ
بإيقاع المزنِ
تفاءلت به
كان لطيفا حدَّ النظر الثاقبِ
وملامحه المضفورة باللؤلؤ
كانت مثل الطير تجيء النبع صباحا
كي تشعل فيه غوايتها
لقد اعتاد على أن يتقرّى الهمس
على جسد الليل اتكأَ
ولما احتضن تضاريس الطرقات
بخافقه الطيبِ
أنشأ يتأكد أن الريح ستنحرف قليلا
لتشيّد في الأرض بروج الماء
بلونٍ نادرةٍ نكهتُهُ
واستيقظ ذات خريفٍ
وجد مراياه عصافيرَ بلا أجنحةٍ
والعالمَ أنثى
حينئذ أمسك بالدولاب
وراح يؤوِّل معنى الغرفةِ
بشجيراتٍ بلغت سن الرشدِ
وبضعِ مصابيحَ تصهل في
خد الشارعِ...
تلك السيدة المشرقة الضحْكةِ
نامت ليلتَها البارحةَ
وقبل النومِ
وكي تسعدَ بالأحلام العذبةِ
أخذت تقرأ آخر فصل
من ملحمةِ الإلياذةِ.
ـــــــــ
مسك الختام:
وكم حاجة تقضى لـو المرء يرتدي
عزيمة قلب غيـرَ مصـغٍ إلى الكسلْ
إذا ما بحثـت النـاس ألفيتَ فذَّهمْ
يشمّر ما قدْ عاش عن ساعد العملْ