الجزء السادس......
الخاتمة ...
مُتَلاّزِمَة ستوكهولم تُبيّد المَسيحيين في العراق ….
القسم الثاني. ثورة على إيمان الخوف والنفاق ...؟؟؟؟
إن الإنسان بطبيعته ليس مجرما لكن هناك دائما ظروف ودوافع تقوده الى الإجرام ... وإن لكل جريمة سبب ما لذلك فإن لجريمتنا المعنوية بحق الرب أيضا لها سبباً وقد يراه البعض سببا مشروعا...!!! وإنه كان لابد منه خاصة أنه يمنحنا الديمومة في الحياة وفي نفس الوقت إستمراريتنا في الإرتباط مع الرب فكان لابد من توأمة الديمومة مع رغبة الإرتباط في فكر واحد .... ومن أجل ذلك كان لابد من اللجوء الى تفسيرات أباء الكنيسة للتعاليم والوصايا بطريقة جعلت الأمر ممكنا جدا، ما تسبب بإبتداع إيمان جديد يُسَمي الخوف والذل والنفاق بمسميات جديدة وإحاطته بهالة من القداسة...
ومثلما ورثنا متلازمة ستوكهولم من أجيال سبقتنا بِذِلِها وهَوانِها ومُعاناتِها كذلك وَرَثنا هذه الجريمة بحق الرب من أجيال سبقتنا بسبب إعتمادنا ذات التفسيرات للوصايا والتعاليم بما يتوافق حينها مع رغباتهم واحتياجاتهم لتستمر ذات الرغبات والإحتياجات فينا وتستمر معنا متلازمة ستوكهولم والجريمة ذاتها وفينا كل الرغبة لتوريثها لأجيالنا من بعدنا.. وكل هذا بسبب أننا نخاف ونخجل أن نعترف بما فينا ونبرره على أنه من الإيمان...بل هو كل الإيمان...ونحن شعب مؤمن جدا...!!!!!
ونحن أيضا شعب لا يمتلك القدرة على مواجهة مخاوفه و مشاكله، بل أن ليس لنا القدرة حتى على إدراك حجم معاناتنا و مآسينا و خضوعنا و ذلنا... ذلك لأننا لا نُشَخِصها بمنطق عقلاني، بل نراها من منطلق إيماني عاطفي متوارث لذلك لا نتجرأ على أن نرفضها بل و نرضى بها و نُقدسها و نتقبلها و نُبَرِرها مما يجعلها اكثر قوة و أشد إستبدادا علينا...لذلك فإن أقصى ما نفعله هو إننا نبدع في تبادل الاتهامات بيننا في من هو منا الأكثر عمالة للآخرين و الأكثر خيانة لشعبه و الأكثر جبناً ونفاقا و الأكثر إلحادا و كفراً...لكننا لم نفكر يوما أن نتحد لمناقشة مشاكلنا بعيدا عن تحكم الآخرين فينا....لذلك فإن واقع الحال الذي نعيشه منذ مئات السنيين لا يمكن لأحد أن يرفضه إلا إن كان يَتَعَمَد أَن يَخدع نفسه ولا يمكن لأحد أن ينكره إلا إن كان يخاف مواجهته و لا يمكن لأحد أن يغض النظر عنه إلا إن كان قد فقد بصيرته...و إن استمر الحال فينا على ما نحن عليه من ايمان و طقوس ظاهرية تفقدنا البصيرة و الحكمة و تَمَكُن متلازمة ستوكهولم منا بما زرعته فينا من خوف و نفاق فإننا و لابد مقبلين على إبادة كاملة و فقدان إيماننا الحقيقي بسبب أننا كشعب أصبحنا نعيش أزمات حقيقة و عديدة في كل الجوانب وهي تتعاظم يوما بعد أخر لأننا نخشى مواجهتها فشعبنا يعاني من أزمة إيمانية أنتجت فُرقَة طائفية و إيمان ظاهري و أزمات سياسية و إجتماعية و قِيَمِية و أخلاقية...ولأن شعبنا تمكنت منه متلازمة ستوكهولم فإنه قد تم التلاعب بقيمه الأخلاقية المنطقية لتمييعها و تغيير الدلالات الفكرية لها..بسبب أن شعبنا يميل الى التوجه العاطفي في الحكم على الأمور و يغيب عنه المنطق لذلك يفشل دائما في مواجهته أزماته...
إن شعبنا بأمس الحاجة اليوم لأن يضع تحت مجهر النقد المنطقي والدراسة الفكرية تفسيرات الأباء للوصايا والتعاليم التي أورثتنا متلازمة ستوكهولم وبسببها تجذر فينا إيمان الخوف والنفاق والذل وجعلتها من تراثنا الديني والاجتماعي.. نقد منطقي تماما متجردا عن العاطفة و تأثيراتها التي تجعل الوصايا والتعاليم قابلة للتأويل حسب الرغبات وعرضة للتوظيف حسب الاحتياجات وفي هذه الحالة تفقدها قيمتها الروحية الحقيقة و بالتالي لا يمكن أن تؤثر مطلقا في الإنسان لأنها تزرع في العقل البشري قيم و مبادئ تجعل من التعاليم والوصابا الدينية على أنها مجرد وسيلة لتحقيق الإنتهزاية و تبرير الأخطاء و ليست غاية يصبو اليها الإنسان... و لا يمكن أن يتحقيق النقد المنطقي و الدراسة الفكرية ما لم يتجرد شعبنا تماما من سلطة المُتَسلطيّين المُقدسين وكذلك عليه أن يقرأ بصدق و يناقش بأمانة إن كان هذا هو إيمانه الحقيقي الذي أراده له الرب يسوع وإنه يحقق له التعايش السلمي مع الآخر في المجتمع ويحفظ له في ذات الوقت كرامته وينتزع حريته و حقوقه الكاملة ، وإن هذا الإيمان يُنَمي فيه روح القوة والشجاعة و يبني ثقافة الصدق و الأمانة للمؤمن وإنه لا يمكن أن يتحول إلى جُبن وخوف ونفاق في زمن المعاناة...
شعبنا اليوم يحتاج الى ثورات حقيقية... ثورة في الصدق مع الذات وقول الحقيقة المجردة وتسمية الاشياء بمسمياتها كما هي في واقع الحال...ثورة من أجل تشخيص كل معضلاتنا ومشاكلنا ومواجهتها بصدق النيات وشجاعة القرار ...وثورة على رفض حالة الجمود الفكري التي جعلته يعيش في زمن الأباء والأجداد ويسير على نهجهم في التعامل مع الآخر.. وثورة من اجل بناء مستقبل أجياله بما يمكنه في التجذر في أرضه التأريخية وإنتزاع حقوقه كاملة كإستحقاق له وليس مِنَة من أحد...
أما وإن استمر الحال على ما هو عليه منذ مئات السنيين ولغاية اليوم.. وإن إستمر الإيمان بزرع الذل والخضوع في النفوس والتبشير به من المبشرين المؤمنيين جدا جدا، بهدف تحقيق المصالح الآنية الفردية وإنتزاع سلطة الأوهام بالمسؤولية والقيادة والرئاسة، وهي مسؤولية هشه وسلطة لا قيمة ورئاسة صورية مشوهة لأنها ليست مستمدة من إرادة الشعب الحقيقية، بل هي مجرد توظيف من الآخر المتحكم بمصير شعبنا. والمسيطر على مُدَعيّ تمثيله...
لذلك فإن إستمر حال شعبنا على ما هو عليه وإن إستمر قادته الضعفاء في محاباة الآخر والخضوع له بحجة الإيمان وتحقيق إرادة الرب من غير الاهتمام بإرادة الشعب فإنه ولابد سوف يتعرض الى المزيد من التشتت في بقاع الأرض وسوف يتعاظم الإستعباد له على أرضه التأريخيه وهذا هو ما يمكن أن يكون إبادة جماعية...إبادة جماعية بسبب توظيف الإيمان من أجل زرع الخوف والنفاق في النفوس.... إبادة جماعية بسبب تَمكن متلازمة ستوكهولم منا وتورثيها لأجيالنا من بعدنا....
إنتهى ....
الرجاء قراءة / ج1 (مُتَلاّزِمَة ستوكهولم) ... ج2 (أعراض مُتَلاّزِمَة ستوكهولم) .... ج3 (بدايات تشكل متلازمة ستوكهولم) .... ج4 (صناعة الخوف) ... ج5 (إشاعة النفاق) ... ج6 (الخاتمة.. ق1/ جريمة بحق الرب)
من أجل أن تتوضح الصورة..
بشار جرجيس حبش
بعيدا عن بغديدا / الجمعة 20 آب 2021