بدعوة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث.. البطريركية تستضيف حفل الاستقبال السنوي الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لأعضاء السلك الدبلوماسي ومُمثّلي الحكومات لدى إقليم كوردستان العراق المُقيمين في أربيل      بعد زيارة البابا... مسيحيّو لبنان يستعدّون لعيد الميلاد بقلوب مطمئنّة      غبطة المطران مار ميلس زيا يستقبل البروفسور الدكتور أفرام يلدز، رئيس كرسي نينوى الاكاديمي في جامعة سالامانكا في اسبانيا      غبطة البطريرك يونان يزور بازيليك القديس جرجس في مدينة أوكسنهاوزِن، ألمانيا      بالصور.. نيافة المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل سعادة القنصل العام لدولة روسيا في اربيل السيد مكسيم روبن      المجلس الشعبي يستقبل الأستاذ سعيد شامايا      جمعية الكتاب المقدس تزور سيادة المطران نيقوديموس داود متي شرف رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان      اختتام فعاليات المؤتمر الدولي السابع بعنوان: "رعاية الكنيسة للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية" في العاصمة الروسية موسكو      غبطة البطريرك يونان يزور إرسالية القديس مار اسحق النينوي السريانية الكاثوليكية في مدينة ستراسبورغ، فرنسا      رئيس الديوان الدكتور رامي جوزيف آغاجان يستقبل السيد ماغنوس الممثل عن السفارة الألمانية      واشنطن تقر صفقة أسلحة لتايوان بـ11 مليار دولار وبكين تطالب بوقف تسليح تايبيه "فورا"      بعد هجوم سيدني الدامي.. إحباط "تحرك مريب" باتجاه شاطئ بوندي      مصدر في وزارة المالية: سنرسل 120 مليار دينار من الإيرادات غير النفطية إلى بغداد مطلع الأسبوع المقبل      سافايا وويلسن: سنجعل العراق عظيماً مرة أخرى      تحذير عالمي.. 72 ساعة فقط تفصلنا عن "يوم قيامة مداري" لا رجعة فيه      ليس النظام الغذائي ولا الرياضة.. عامل ثالث حاسم يتنبأ بطول العمر      أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026      البابا لاوُن الرابع عشر: قلبنا القلِق سيجد المرفأ والكنز في محبة الله التي نجدها بمحبتنا للقريب      هيئة الأوراق المالية العراقية: اكتمال إجراءات تأسيس سوق أربيل للأوراق المالية      الصدر يجمّد قوات «سرايا السلام» في البصرة وواسط
| مشاهدات : 1253 | مشاركات: 0 | 2020-05-25 11:31:39 |

والخلائق تسبح بحمده " الأحذية "

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

نعم ، المخلوقات، مهما كانت صغيرة وتافهة، تعكس بطريقة أو بأخرى ،  حكمة ومحبة ورسالة... وكلما كان الإنسان صالحاً وخالياً من الأنانية والكراهية ، وجد سهولة في فهم المعنى العميق لحوادث الحياة اليومية. فالقلب إذا ما خلا من الأنانية والكراهية ، أمتدّ تبصّره إلى عمق أعمق وأبعد، لأنه لا يتوقف عند سطحية الأمور، بل يفحص كل شيء ليصل إلى الغاية المنشودة والتي من أجلها كانت رسالة الله في المسيح الحي ، والتي فيها علّمنا ودرّبنا ورسم لنا طريقاً واحدة تقود إليه، وجعل الدنيا وما فيها من أجلنا عبرة ولغة وحقيقة.. وما الحقيقة إلا الله. فها هي المخلوقات تقودنا إلى الأمور العظيمة رغم الحواجز والفشل، وإلى الاستسلام لإرادة الله لأنه الخير الأسمى والعبرة السامية والغاية القصوى . فعبرَ مقالات  من " والخلائق تسبح بحمده" أُدرج هنا مخلوقات تعكس لنا ولكم محبة ورسالة وحقيقة .

 

                في أعياد الميلاد، عندما كنّا صغاراً، كنّا نضع أحذيتنا في المدخنة ليأتي بابا نوئيل في الليل ويضع هداياه في داخلها. ولكن الحديث عن الأحذية في هذا المـــقال يبدو لي بعــــيداً عن الذوق الســــليم،

-وربما غير مقبول من البعض-  لأنني لا أريد أن أبحث في موضوع تأملاتي عن حوانيت الإسكافييـن، ولا أن أتكلم بالسوء عن راتقي الأحذية، فإني غالباً أنظر بعين الاحترام إلى مهنة الإسكافيين وصُنّاع الأحذية عند مروري بدكاكينهم. لكني أتساءل: ما الذي يدفعني إلى الحديث اليوم عن الأحذية؟، هل لأن حذائي يتبعني أينما ذهبتُ ورحلتُ؟، أم لكوني، من دون شعور مني، أحتقره، رغم احتوائه على سرّ غامض لم أكتشفه حتى الآن؟، ولكن ما هو سرّ الحذاء يا ترى؟ نعم إن الحذاء لا يَقُصُّ لنا حكايات غريبة، إنه شيء بسيط وليس فيه ما يثير الاهتمام ولا ما يحفّز قرائح العباقرة والشعراء.

                ولكني يا سيدي، كلما نظرتُ إلى حذائي، تذكّرتُ شيئاً قديماً كان غافياً في داخلي، وكأنني كنتُ غافلاً عنه منذ زمن بعيد. فهذه صورة يوحنا المعمدان تنتصب أمامي وهو يعلن أنه لا يستحق حَلّ سيور حذائكَ (مر8:1). وهذا موسى، هو الآخر، عندما ناداه صوت الله من وراء العوسج المحترق:"انزعْ نعلَيْكَ، لأن الأرض التي تطؤها قدماكَ هي مقدسة"( خروج 5:32). أما أنتَ يا سيدي ، فقد قلتَ لتلاميذكَ عندما أرسلتَهم ليعلنوا بشارتك، ألاّ يأخذوا معهم خبزاً ولا نقوداً بل أن ينتعلوا حذاءً (مرقس 9:6). ورسولك بطرس عندما ضربه الملاك على جنبه فأيقظه وقال له:"شدّ حزامكَ واربط نعليكَ ( حذاءك) " (أع 8:12). فإذا كانت الأحذية كذا مهمة عندكَ يا سيدي، فلماذا أخجل أنا الآن في جعلها مادةً لتأملي وصلاتي؟.

                هذه الأحذية التي ترافقني على مدى حياتي، في كل حلٍّ وترحال، والتي بُلِيَتْ وتهرّأتْ كما بُليتْ وتهرّأتْ سنوات عمري، من أجل نشر إسمك وعيشه وإعلان حقيقته وما ذلك إلا فرحي ، هذه الأحذية التي قطعتْ مسافات الأرض التي قطعتُها أنا إبان رحلاتي القليلة والمتواضعة ، هذه الأحذية التي وَهَبَتْني إياها عنايتُكَ الربانية، ألا يجد ربي أن أقدّمها حقيقة لمسيرة الشهادة والبشارة ، نعم لكَ يا سيدي،  لبشارتك، وأنا أتذكر الآلاف من إخوتي الذين يسيرون حفاةً على طرق هذه الأرض، مهجرين ونازحين ، مضطهدين ومطرودين ، يسيرون في الأدغال وفي الصخور، في الرمال وفي المروج، في الوديان وفي الجبال وفي الصحارى؟. ألا يجدر بي أن أتذكر جميع الحجّاج التائبين الذين نذروا أقدامهم العارية لقطع مسافات شاسعة لنيل الغفران منكَ ، وشفاءً من وباء كورونا ؟.

                إن ما يؤسَف له حقاً أننا غالباً نهمل الأشياء الصغيرة والحقيرة التي وضعتَها يا سيدي في زوايا دروبنا وفي جميع منعطفات حياتنا، معتبرين إياها تافهة، باطلة، ودون المستوى الذي يجب أن تكون عليه أفكارنا الروحية العالية. ألا كم نحن نحتاج يا سيدي أن نتعلم دروساً من الأشياء الوضيعة التي وضعتَها في سبيلنا لنستخدمها من أجل الارتقاء نحوك. آه، ليتني كنتُ أكثر تواضعاً وأكثر صدقاً مع ذاتي، وأقلّ إدّعاءً وتصنّعاً، لما تجمَّدتُ في تكرار صلوات مقبولة في شكلياتٍ متحجّرة وكأني أتلو أمثولةً تعلّمتُها منذ صغري في المدرسة، أو أسرد قصيدة كنتُ قد حفظتُها منذ حداثتي، أو ألقي مقالةً فلسفية بطريقة احتفالية كما يلقيها خرّيجو الجامعات!، لأن دروسكَ يا سيدي نابعةٌ من صميم الحياة ومن واقعها، وليس بيانات عبر المايكروفون القوها كبار دنيانا وأسياد ديرتنا، وصراخات واعلانات لننال حقوقنا وإعلان حقيقتنا ، وانتهى مفعولها، ولكن تعليمك يا سيدي من صميم دعوتنا وعبر أشياء نعيشها اليوم والتي عشتَها أنتَ نفسكَ عندما كنتَ على الأرض إنساناً مثلنا. والتاريخ يقول لنا انّ خصاماً حاداً قام ، في الازمنة الاخيرة، بين جماعة من الرهبان المعروفين بتقواهم وزهدهم بصدد الأحذية. فانقسموا إلى فرقٍ ثلاث:

                الفريق الأول: فريق الحفاة. الفريق الثاني: فريق لابسي جوارب بدون حذاء. الفريق الثالث: لا يلبس الجوارب بل فقط الحذاء. أما أنا فإني أحتفظ بالذكرى المباركة بجميع لابسي الأحذية التي ورد ذكرها في الإنجيل، معتبراً إياهايمينا مقدسا في مسيرتنا الايمانية ، أسوةً بتقويات مباركة،  فقد باركها مرقس الرسول بارسالك اياه واخوته ( مر9:6) ، لذا عليّ وعلى إخوتي أن يربطوا أحذيتهم ليكونوا مستعدين للتبشير ثانية، وفي زمن طَردَ الانسانُ اللهَ من قلبه، فضاعت الرسالة والبشارة. نعم يا سيدي ، سأنتعل حذائي دائماً لأكون مستعدا، عملاً بكلمتك. نعم وامين  

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4493 ثانية