أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 982 | مشاركات: 0 | 2020-03-16 09:47:06 |

اكتشاف الفرح: تأمل بمناسبة منتصف الصوم الكبير

البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو

 

الحالة المأسويّة التي يعيشها عالُمنا اليوم، بسبب تفشي فيروس كورونا الخبيث، وارتفاع عدد المصابين به والوفيات، والافرازات الاقتصادية والاجتماعية التي يخلّفها، وما نعيشه نحن في منطقتنا من صراعات غير مبررة، خلقت ذعراً وقلقا عند الناس. لكن نبقى نحن المؤمنين، واثقين من محبة الله ورعايته. والى جانب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية، نظل نتمسك بالنعمة التي أعطانا إيَّاها الله، لنواجه هذه الظروف بالإيمان والصلاة والمسؤولية واليقين بان المستقبل هو بيد الله وهو يقودنا اليه وهو يُحبنا: “اللهُ مَحبَّة فمَن أَقامَ في المَحَبَّةِ أَقامَ في الله وأَقامَ اللهُ فيه. لا خَوفَ في المَحبَّة بلِ المَحبَّةُ الكامِلةُ تَنْفي عَنها” (1 يوحنا 4/ 16-18).

 يقول البابا فرنسيس:”فرحُ الانجيل يَملأ قلبَ وحياةَ جميع الذين يلتقون يسوع، أي اولئك الذين يتركونَه يُخلّصهم ويحرّرهم من الخطيئة، ومن الحزن ومن الفراغ الداخلي ومن العزلة. مع يسوع المسيح ينشأ الفرح ويولد ثانية” (فرح الانجيل، العدد 1).

الفرح مبادرة من الله. يَعرض علينا الله طريقةً كفيلة بالحصول على الفرح هي: الاصغاء الى صوته، والاستجابة له بتسليم الذات تَسليماً مطلقاً، فيصير الانسان التلميذ المصغي. هذه مبادرة من الله مليئة بالمحبة ودعوة لكلَّ واحدٍ منّا لاكتشافها.

صلاة الطوباوي شارل ده فوكو

 أبتي إني أُسلم لكَ ذاتي، فافعل بيَّ ما تشاء، ومهما فعلتَ بيَّ فأنا شاكر لك، إني مستعد لكل شيء، وأرتضي بكل شيء، ليس لي رغبة أُخرى يا إلهي، سوى ان تكمل إرادتك فيَّ، وفي جميع خلائقك. إني استودع روحي بين يديك، واهبها لك يا إلهي، بكل ما في قلبي من الحبّ، لأني أُحبكَ، ولأن الحبّ يتطلب مني أن أهب ذاتي، أن أودعها بين يديك، من دونما قياس، وبثقة لا حدّ لها… لأنك أبي.

مثال ابراهيم في العهد القديم

تقول الرسالة الى العبرانيين: ” إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً، وبِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيءٍ وبِه أَنشَأَ العالَمِين” (1/ 1-2).

ابراهيم مثالٌ بارز للاصغاء والاستجابة. انه من اور الكلدانيين، من محافظة ذي قار العراقيّة: “كان أبي آرامياً متنقلاً” (تثنية الإشتراع 26/ 5). لقد سمع ابراهيم صوت الله ولبىّ نداءَه، وترك كلَّ شيءٍ، ورحل الى حيث يُناديه الله. إبراهيم “نجم” ساطع يقود البشرية الى الإيمان والرجاء مهما كانت الضغوطات التي نتعرض عليها وكانت الليالي حالكة، “هذا الرجاء هو لنا كمرساة للنفس، وهو أكيدٌ وثابتٌ” (عبرانيون 6/ 66). إبراهيم قام برحلة طويلة شاقة ومعقدة بتجردٍ كاملٍ، إستجابةً لصوت الله: “اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إِلى الأَرضِ الَّتي اُريكَ” (تكوين 12/1). إبراهيم يرحل إلى أرض لا يعرفها، وينطلق حرّاً من كلّ القيود، طائعاً الله الى النهاية، حتى بتقديم ابنه اسحق ذبيحة. لقد رأى الروحانيون المسيحيون في رحلته الجغرافية هذه “رحلة روحية داخلية” إلى أرض الميعاد الحقيقية، أي المسيح. إبراهيم يُسلمّ ذاته لله تسليماً كاملاً حتى في طريق الموت كما فعل يسوع المسيح. هذه هي الامانة! 

مثال يسوع في العهد الجديد 

يسوع المسيح هو قدوة لنا بإصغائه لصوت الله وطاعته له في المعاناة والصلب والموت” لتكن لا إرادتي، بل إرادتك” (لوقا 22/ 42). يسوع بطاعته وامانته وبذل ذاته، جعل الله يُقيمه وُيشركه في مجده الابدي.

فرح المؤمن يجد جذوره في سرّ المسيح. انه السبيل الأكيد للوصول الى هذا الفرح.  فيه ومعه يتعرف على ما هو الله عليه، ويقدر ان يدخل في علاقة شخصية معه، ويختبر أبوَّته ورحمته. علاقة الحبُّ مًلزِمة: “ما من حبٍّ أعظم من أن يبذل الانسان نفسه في سبيل أحبائه” (يوحنا 15/ 13) وهذا مختلف تماماً عن علاقة المصلحة!

نقرأ في انجيل يوحنا: “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله، والكَلِمَةُ هوَ الله. كانَ في البَدءِ لَدى الله، بِه كانَ كُلُّ شَيء، وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانَتِ الحَياة، والحَياةُ نورُ النَّاس، والنُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات، ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات. جاءَ إِلى بَيتِه، فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه. أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه، فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله. فهُمُ الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ وُلِدوا” (1/ 1-13).

في هذا النص يتجلى الله لنا بطريقة جديدة كليّاً، ليس عن طريق تفكيرنا ومنطقنا، ولا من خلال قوى الطبيعة، بل بيسوع المسيح الذي يشارك في حياة الله الآب، ويمتلئ من حبّه، ويدعو الجميع للإصغاء اليه” هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا” (لوقا 9/ 35). يسوع هبة الله لنا. ومريم أمنا تُوصينا: “افعلوا مهما يقوله لكم” (يوحنا 2/ 5).

اننا ندخل معه في علاقة شخصيّة من خلال الاستماع الى تعليمه. والعائق الحقيقي للدخول في هذه العلاقة هو “الأنا”، الإفراط في التركيز على الذات والتمحور حولها، والإعتداد بها (الكبرياء القاتلة). الأنا لا توفر فسحة للاستماع الى الله والاستجابة له. يقول الرسول يعقوب: “ولكِنَّكم تُباهونَ بصَلَفِكم، ومِثْلُ هذِه المُباهاةِ مُنكَرة” (16/ 4). الانغلاق على ذاتنا وخططنا خطيئة، وتجاهل أو رفض الله وحبه.

كيف لنا ان نستقبل يسوع في حياتنا، وان نحافظ على علاقة مفعمةٍ بالحيوية؟

يعرض علينا الانجيل عدة مشاهد لهذا البحث عن النور والفرح تُلهب القلب. واليكم نموذجان لرجل وامراة يعيشان شكلاً آخر من “الحب”. زكّا الفاسد (الحرامي) والمرأة السامرية التي تعيش “مع زوج ليس زوجها”. وكيف التقيا بيسوع واكتشفا كرامتهما وحريتهما فتحولت حياتهما الى نعمة.  

زَكَّا العشار (لوقا 19/ 1-10)

 تأملوا في الإنقلاب الكبير الذي حصل في حياة زَكَّا وحياة عائلته، عندما أعطى فعلاً المكانة الاولى ليسوع. يسوع يأتي الى أريحا ويمر بجانب الشجرة وكأنه متعمّد ليرى زَكَّا. ويقول لزَكَّا سأكون عندك للعشاء. يا للمفاجأة! من شدّة فرحه يركض زَكَّا بسرعة، ويعود الى بيته ليستقبل يسوع. لقد اخترق كلامُه قلبَه. امام هذه النعمة – البركة “وَقَفَ زَكَّا قائلاً يا ربّ، ها إِنِّي أُعطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموالي، وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحداً شَيئاً، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضعاف. فقالَ يسوع: اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا البَيت، فهوَ أَيضاً ابنُ إِبراهيم (لوقا 19/ 8-9).  

انها لحظة وعي وتغيير بحضور يسوع تضع زكا أمام نفسه وأمام الله، فيتم التغيير وتبدأ مسيرة التوبة في الفرح!  

المرأة السامريّة (يوحنّا 4/1-39)

يمر يسوع بالسامرة ويلتقي عند” بئر يعقوب” بامراة سامرية مهتمة بضروريات صغيرة، كجرَّة الماء، والجسد (الزواج)، وعبر حوار صعبٍ وطويل تكتشف يسوع يقول لها: “انا هو الذي يُكلمك” (يوحنا 4: 26)، فتتوصل الى الإيمان، وتترك جرَّتها التي تمثل عطشها العادي، لتبدأ بايدٍ فارغة مسيرة جديدة للعطاء والفرح والسلام. لقد فجّر فيها يسوع نبع ماء حي. وان الحرية الداخلية التي اكتشفتها عندما تركت الجرة والبئر وفرحها الغامر بلقاء يســــــوع، جعلها تنسى كلّ شيء وتروح تنقل الخبر لأهالي بلدتها باندهاش وفرح. فرحٌ لن ينزع منها أبدأً.

يقول يسوع لكل واحدٍ منا من خلال قوله لهذه المرأة: “لو كنتِ تعرفين عطايا الله” (يوحنا 4/ 10).

خطوات عملية لاكتشاف النور والفرح

* ابحث عن الله كلَّ يوم في الصلاة.

* أقرأ يوميّاً كلمته بوعيّ وعمق.

* تخلَّ عن ذاتك لتطيع الله وتمتليء منه.

* ليكن المسيح على لسانك وفي قلبك على طريقة السائح الروسي على دروب الرب (طبعة مصر 1974)!.

*عش الايمان مع اخوتك (الكنيسة) واشهد لهم عن خبرتك الشخصية. وهنا أشدد على أهمية ” المعيّة”. الفرح هو ثمرة اللقاء بالاخرين.

* دع الروح القدس يُنير حياتَك، ويدخل اليها شيئاً من عالم الله.

 عن البطريركية الكلدانية










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5838 ثانية