التوراة_الإنجيل
مقدّمة:
رتبة غسل الأرجل في الكنيسة اللاتينية وتبعتها طائفة الروم الملكيين الكاثوليك إلا ان ليس كل الأساقفة تقيم الخدمة هذه، ترتيبها كالتالي،يستهل المترأس الخدمة:" تبارك إلهنا كل حي.." ويبدأ التطواف بالكنيسة بترتيل الخورس باللحن السادس تبدأ:" ان الرسل لما ارتبطوا برباط المحبة..."وبعد التطواف يدخل ألاثني عشر للهيكل ويبقى المطران في الخارج والكاهن ويقول الشماس ان وجد أو خوري السينابتي الكبير.ومن ثم دعوتهم....والحوار بين ألاثني عشر رسولا والرب ومن ثم المزمور الخمسون والإنجيل المقدس وحوار بين بطرس والشماس أو الخوري وبعد الغسل يقرا الإنجيل المقدس ومن ثم يتلو المطران أفشين:" أيها الرب إلهنا..."
القارئ لهذه الرتبة ومتمعنا برتبة الغسل في الوليمة الفصحية لرئيس الكهنة وفاهما الخلفية والمعنى الذي أعطاه الرب متمما ما كان.
معنى الغسل:
كان طقس الغسل الجسمي شائعا في الشرق لان الاعتقاد كان ان المياه لُقّحت بقوّة إلهية {من هنا نفهم، بركة حسدا وشفاء المخلع وتحريك الماء} وبهذه القوة ينال الشخص الشفاء وتحميه من أي عدوان كأنه يقترب من الإله وأخذت بعدها بعدا روحانيا لاهوتيا فأصبح الغسل من متطلبات الصلاة .
فعندما يقترب هارون من الله القدوس يغسل جسمه لاويين4 :16 ويقدم الذبيحة لا 6 :16 ويحرق بخورا لئلا يموت لا 13 :16 .{ يَلْبَسُ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّسًا، وَتَكُونُ سَرَاوِيلُ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَتَنَطَّقُ بِمِنْطَقَةِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. فَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَلْبَسُهَا. وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. وَيَجْعَلُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلاَ يَمُوتُ. }
عمليات الولادة والمرض والموت كلها تستلزم طقوس النجاسة والطهارة بالغسل مطلوبة بعد الاتصالات الجنسية لاويين 18 _16 :15 والحيض لا 30 _ 19: 15 والولادة لا 8 _1 :12 ولمس الأبرص لاويين إصحاح 13 _إلى 32 :14 ،أو الميت العدد 3 _1 :5 و 22 _ 11 :19 .كان الحث من كهنة إسرائيل برش الماء حزقيال 25 : 36 وزكريا 1 :13 .
وبان يطهّرهم بالنار بمادة القصّار ملاخي 4 _1 :3 .
وردت اللفظة "غسل " في العهد الجديد 5 مرات في أعمال الرسل 33: 16 لا تدل على معنى ديني طقسي ولكن في يوحنا 10 :13 تعني الغسل من اجل الطهارة،في الرسالة للعبرانيين 22 :10 "مرشوشة قلوبنا من ضمير شري .." الرش والغسل كلاهما لا يشيران إلى ماء التطهير كما في حزقيال 25 :36 في أعمال الرسل 16 :22 اللفظة ترتبط بالمعمودية وتشابه اللغة في 1 كو 11 :6 يشير أيضا بان لها منظور التطهير من الخطايا في المعمودية قارن أع 38 :2 و 1كو 13 :12 .
في أف 26 :5 تدل للغسل الاحتفالي قارن رو 9 :10 و تي 5 ك3 واع 33 :2 ومتى 28 :19 .
الغسل في الوليمة:
تبدأ أولا الصلاة بغسل يد جماعي،يبدأه رئيس المائدة ويتلو أثناء الغسل والصلاة الخاصة لذلك هي من سفر الخروج واشعياء كالتالي:"خر 21 _17 :30 "وَكَلَّمْ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:«وَتَصْنَعُ مِرْحَضَةً مِنْ نُحَاسٍ، وَقَاعِدَتَهَا مِنْ نُحَاسٍ، لِلاغْتِسَالِ. وَتَجْعَلُهَا بَيْنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ، وَتَجْعَلُ فِيهَا مَاءً. فَيَغْسِلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْهَا. عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يَغْسِلُونَ بِمَاءٍ لِئَلاَّ يَمُوتُوا، أَوْ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى الْمَذْبَحِ لِلْخِدْمَةِ لِيُوقِدُوا وَقُودًا لِلرَّبِّ. يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ لِئَلاَّ يَمُوتُوا. وَيَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لَهُ وَلِنَسْلِهِ فِي أَجْيَالِهِمْ».
اش 17 _15 :1:" فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيَكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَمًا. اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ."
حينما يلتئم الجميع حول المائدة _ وليمة الفصح يبدأ توزيع الكأس الأولى حيث يشرب من الكأس الواحدة كل الجماعة معًا وفي حالة وليمة الفصح كل واحد يأخذ لنفسه كأسا يشربها بعد ان يتلو عليها البركة:" مبارك أنت يا رب إلهنا ملك الدهور الذي يعطينا ثمار الكرمة".
انتبه، هذه الكأس التي ذكرها لوقا الإنجيلي ،بخلاف كأس البركة بعد العشاء، وهو الوحيد الذي ذكر الكأس الأولى بكل تدقيق عندما وصف عشاء الربّ.وقد سبّب هذا التدقيق حيرة وارتباكا لجميع الشرّاح من حاول التفسير الذين حاولوا شرح معنى هذه الكأس إذ ظنّوا أنها تدخل ضمن التحوّل والاستحالة السرية الذي تتمّ. ولكن الحقيقة أنها كانت تتبع العشاء، ولم يُدخلها الرب في جوهر كأس الافخارستيا الأخير، لذلك لم يشرب منها الرب:" ثم تناول كأسا وقال.لوقا 18 _17 :22{ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ».} وقارن لوقا 20 :22" وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ....".لن ندخل هنا بمعنى الكأس وترتيبها حسب الوليمة اليهودية والصلوات التي تتلى لأنها تابعة لموضوع آخر.
يبدو من الإشارات إلى غسل الأرجل في العهد القديم {تك 4: 18، 2: 19، 32: 24، 24: 43، قض 21: 19، 1 صم 41: 25، 2 صم 8: 11، نش 3: 5} أن غسل الأرجل كان أول شيء يتم بعد الدخول إلى الخيمة أو إلى المنزل بعد العودة من رحلة أو سفر. إذ كان الناس يلبسون نعالًا، وكانت الطرق ترابية، وكان غسل الأرجل يتم للنظافة وللانتعاش. وفي حالة الناس العاديين، كان رب البيت يقدم لهم الماء، ويقومون هم بغسل أرجلهم، ولكن في البيوت الكبيرة كان يقوم خادم بغسل أرجل الضيوف، فقد كان هذا العمل يعتبر من أحط الأعمال {1 صم 41: 25}.
وقد عاتب الرب يسوع سمعان الفريسي بالقول "ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: «أَتَنْظُرُ هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا." {لو 44: 7}.
وفي الليلة الأخيرة قبل الصلب، غسل الرب يسوع أرجل التلاميذ {يو16 _1 :13 } لكي يعلمهم التواضع، ويغسل قلوبهم من الكبرياء التي كانت فيهم، وجعلتهم يتنافسون على المركز الأعظم، إذ قال لهم: "أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالًا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا" {يو 13: 17-1 :13 }.
ولكن هل قصد المسيح أن تكون هذه فريضة دائمة؟ هناك العديد من الكنائس التي تمارس هذا العمل وبخاصة في يوم الخميس المعروف باسم "خميس الأسرار".