أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1129 | مشاركات: 0 | 2020-02-10 09:48:18 |

مَن يدق طبول الحرب ساذج وواهم

لويس اقليمس

 

 

تكرار الهجمات بصواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء مستهدفة بصورة أدق محرّمات السفارة الأمريكية فيها، له دلالاتٌ عديدات، منها استعجال الجماعات الجامحة والمنفلتة لدقّ طبول الحرب. وهذه لعبة خطيرة تنذر بردود مقابلة لا تقلّ في حماقتها وشدّتها وزئيرها ما شهدته حروب شاملة في سوابق السنين مع متغيرات باعتماد استراتيجية حرب حديثة قد تُستخدم فيها أكثر الأسلحة فتكًا بالإنسان والأرض من شأنها أن تأتي على الأخضر واليابس من دون تمييز للأهداف. فكلّ متحرّك حينئذٍ، سيكون موضع استهداف للقوى الكبرى وتحالفها الدولي لاسيّما ضدّ دول مارقة ومتمرّدة في منطقة الشرق الأوسط. كلّ هذا يأتي مع تصاعد أشكال الغضب والرفض بوجه إيران التي تعدّ في نظر أمريكا وحلفائها في قوى التحالف الدولي، البلد المارق والأكثر رغبة في التوسع على حساب غيرها من دول المنطقة والعالم انطلاقًا من عقيدتها الغريبة في الإسلام الشيعي السياسيّ. فأمريكا سيدة القطب الواحد لغاية الساعة ما تزال متسيّدة على المشهد السياسي والعسكري والتسليحي العالمي، هذا إلى جانب اقتصادها القوي الذي يتيح لها السيادة على العالم من دون منازع في الفترة الراهنة. وهذا ممّا لا شكّ فيه. بل ينبغي الإقرار به من دون انتقاص أو استخفاف بالواقع الراهن من جانب، وبعيدًا عن مزايدات وتكابر الفصائل الميليشياوية غير المنضبطة التي تتباهى بقدراتها التسليحية المحدودة من خلال تثوير أتباعها الطائفيين من بسطاء الشعب المغلوب على أمره ضدّ مَن تسمّيهم بالشيطان الأكبر، تنفيذًا لأجندة الأسياد في الجارة الشرقية التي تحرّك الذيول هنا وهناك.

أيًا كانت الجهة التي تطلق الهجمات الصاروخية من هذا النوع، إنْ ميليشياوية تستلم أوامرها من إيران مباشرة أو من ذيول هذه الأخيرة من قادة الفصائل المسلحة، أو من طرف آخر مجهول. إلاّ أن اللعبة خطيرة حقًا، كما أنّ الآثار المترتبة على مثل هذا السلوك غير السويّ ستكون وخيمة. إذ لا يمكن لأمريكا أن تنسى أو تتناسى أو تغضّ الطرف عن إساءة من هذا النوع، لأنها متيقنة ومتأكدة من كونه قادم من عدوتها اللدود إيران وبتوجيهات مباشرة او غير مباشرة من عندها. قد تتغاضى مؤقتًا وتؤجل فترة، لكنّها لا تقف مكتوفة الأيدي. وقد رأينا ردودها الحادة والحاسمة والصاعقة في آخر تعاملٍ لها مع قادة لفصائل على قدرٍ من الأهمية لكل من العراق وإيران سواءً بسواء على طريق مطار بغداد في ماضي الأيام.  

استهداف السفارة

إن استهداف السفارة الأمريكية بصورة مباشرة بأسلحة صارت تدمغ بها ما يٌسمّى بالمقاومة الإسلامية التي تقودها الميليشيات الشيعية، وما سبقها من هجمات وأعمال حرق وتحطيم لأبنيتها المحرمة دبلوماسيًا، تعني استعجال البعض غير الواعي للحرب مع أقوى قوة عسكرية في العالم ماتزال ترعى وتقود تحالفًا دوليًا بإذنٍ من حكومة العراق وبموجب وثائق ومواثيق واتفاقات دولية وثنائية وفق ترتيبات سبق أن اتفق عليها الطرفان. ونقض مثل هذه الاتفاقات لن يكون بتلك السهولة التي يتصورها البعض. فهذا لا يمكن أن يسقط أو يُلغى بجرّة قلم من جانب السلطة التنفيذية أو التشريعية ولا من أية جهة أو فئة أو جماعة تعتقد أنها ممسكة بمقاليد السلطة التي تتيح لها التصرّف وفق أهوائها ونزولاً عند طلبات أسيادها. فكلّ الترتيبات من تلك المواثيق والاتفاقات فيها من الشروط المكلّفة ومن الاثار المترتبة حين نقضِها بطريقة عشوائية غير مدروسة من كافة الجوانب.

اختلاط الأوراق

لقد اختلطت الأوراق بين صناع القرار أنفسهم أي الفصائل الشيعية التي تحكم قبضتها على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. فيما تبقى رئاسة الجمهورية عصية عليها لغاية الساعة. لكنّ هذه الأخيرة لم تسلم ايضًا من انتقادات وتهديدات عقب رفضها الحكيم لمرشحيها لرئاسة الوزراء الذين سعت لفرضهم الفصائل الميليشياوية التابعة للجارة إيران التي تدير حكم البلاد والعباد من خلف الأسوار أو بأيادي حاضرة داخل مؤسسات الدولة من دون استثناء باعتراف قادة وزعماء ميدانيين. ففي الوقت الذي أكدت مصادر مقربة من مصادر القرار الشيعي في وقت سابق، تأجيل الرد العسكري على مقتل مسؤولين من إيران وتابعيها في العراق، ممّن يعملون في صفوف الحشد الشعبي الذي يدير العمليات في البلاد ضد ما يُسمّى بداعش وضدّ الوجود الأجنبي الأمريكي بصورة خاصة، ظهرت تصريحات غيرُها تتنصل من الحادث وتشير إلى احتمالية تنفيذ هذه الهجمات الأخيرة من قبل جهات لا تمتّ بصلة لصفة الحشد ومتهمةً جهات غيرها ودولاً خليجية باختلاق الفتنة خلطًا للأوراق. ورأى زعماء آخرون أن مثل هذه الحركة غير محسوبة النتائج، ستزيد من التوتر القائم حاليًا وتضع العراق على مفترق طرق بتحوله إلى ساحة حقيقية للصراعات الإقليمية والدولية بالوكالة.

            مهما كان من أمرٍ، فالظرف آخذٌ بالتصعيد مع حصول الهجمة الأخيرة المباشرة التي أحرقت كافتيريا داخل مباني السفارة الأمريكية. وهذا مؤشرٌ خطير قابل للردّ في أية لحظة وبأية وسائل لا يقدّرها إلاّ صناع القرار في البيت الأبيض في الزمن والمكان الذي يرتؤونه، ولهم فيه موافقة ضمنية من المجتمع الدولي ومن سفارات بدأت تشعر بخطورة الموقف أكثر من ذي قبل بالترافق مع ما يحصل من قمع وبطش وقتل وخطف وتهديد في ساحات التظاهر بعد الخيبة الأخيرة التي خلقتها المليونية المزيّفة يوم الجمعة 24 كانون ثاني 2020. وهذا ممّا سيؤجّج الصراع المحتدم أصلاً بين الشعب المنتفض وأدوات الدولة العميقة بسبب انقشاع النوايا وفضح المستور وما يدور في دهاليز وكوليس الساسة وزعماء الأحزاب وقادة الفصائل المسلحة في البلاد بعد نقل صراع الميليشيات ضدّ الوجود الأمريكي تحت نفوذ ما يُسمّى بالمقاومة الإسلامية. وهذا يذكرنا تمامًا بذات الفكر الأيديولوجي الذي تبنته داعش ضدّ كلّ مَن يقف في وجهها وأفكارها وتحرّكاتها، مع استثناءات إعلامية بعدم مسّ أتباع باقي المكوّنات المختلفة عنها في الدين والمذهب في المرحلة الراهنة، بحسب البعض من المتابعين لمجريات الأحداث وسوقها بهذه الطريقة الفظّة.

يقينًا، لا تقبل الأعراف الدولية استهداف اية بعثة دولية مهما كانت الأسباب والظروف. فهناك وسائل دبلوماسية للتعبير عن رفض أية سلوكيات لا تتماشى مع العمل الدبلوماسي لهذه الجهات. كما أنّ هناك مجالات أخرى للتعبير عن الاستياء والغضب الشعبي أو الفئوي أو الشخصي عبر قنوات وأدوات تقرّها دساتير البلدان ذات السيادة. وبموجب الأعراف الدولية، تتمتع السفارات والممثليات الأممية بحصانة دولية لا يمكن المسّ بها ويعاقب عليها النظام الدولي وهي بذلك تستحق الحماية الكافية والضرورية من أية مضارّ أو سلوكيات غير مقبولة. ولمثل هذا السلوك تداعيات كبيرة وخطيرة لا تنذر بقادم وردي. نضيف إلى ذلك، ما يمكن أن تتعرض إليه سمعة البلاد وحكومتها ومختلف مؤسساتها العامة من تأثيرات وآثار اقتصادية ودبلوماسية وسياسية على جميع الأصعدة. وليكن هذا تحذيرًا جادّا، تمامًا كما صدر من جانب السلطات العراقية الرسمية، سواءً كان ذلك برغبة منها أم من دونها ولأجل الإعلام فحسب! فعندما يجدّ الجدّ وتكون الحديدة ساخنة، يتنصّل الفاعلون من الحدث!










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5909 ثانية