هل تنفي إيران ضرب الناقلات النفطية في مياه الخليج العربي ، مع توجيه أصابع الإتهام إليها ؟ ومن له مصلحة في هذا العمل الخطير الذي يعرض مصالح العالم أجمع للخطرعدا إيران ، فربما أرادت طهران إختبار رّد فعل الإدارة الأمريكية على تحرشها غير المسؤول ، وترتكب إيران حماقة إذا تمادت في تعريض مصالح العالم للخطر والإعاقة في مياه الخليج ، الذي يعتبر شريان الطاقة والإقتصاد العالمي .
إن الرئيس ترمب ليس كالرؤساء السابقين ، فزمن رهائن السفارة الأمريكية قد ولى، أو تفجير السفارة الأمريكية في بيروت ، أو تفجير مقر قيادة المارنيز ، أو فضيحة إيران( كونترا) لا يمكن أن تتكرر .
ولا تستطيع توظيف الأحداث الكبرى لصالحها ، عند غزو إسرائيل للبنان ، فاصبح حزب الله أقوى من الجيش اللبناني بعد إلإنسحاب السوري عند مقتل رفيق الحريري، أو بعد سقوط صدام، فأصبحت الميليشيات الشيعية الموالية لها تتحكم بالعراق ،وساعدت الحوثيون للإستيلاء على صنعاء وترسانة الجيش اليمني . فأصبحت لإيران اليد الطولى وتتحكم في الهلال الشيعي( اليمن والعراق وسوريا ولبنان) وحتى قطاع غزة بواسطة حماس .
وإستطاعت إيران توقيع الإتفاق النووي مع الدول الست مع أميركا في عهد أوباما الضعيف ، وإستعملت العائدات النفطية في التوسع الإقليمي الهجومي وإستهداف الدول العربية .
فهل تتمكن إيران من اللعب مع ترمب اللعبة ذاتها ؟ نشك في ذلك ، حيث العقوبات القاسية الموجعة المتصاعدة ضد نظام الملالي، يرغمها للكف عن زعزعة دول الجوار والتدخل في شؤونها الداخلية ، متزامنة بتحريك قوات أميريكية إضافية، وهي رسالة قوية تحذيرية على لسان وزير الخارجية بومبيو، إذا ما أقدمت إيران على تصعيد خطير سيكون إنتحارياً، فلا يمكن التكهن برّد الفعل الأمريكي، وإلى جانبه الردّ الأسرائيلي القوي بتأييد أمريكي وربما الأوروبي .
وحتى الصين تميل إلى التهدئة والمرونة مع إدارة ترمب لئلا تتفاقم الحرب التجارية معها .
فهل للعقل العقلاني أن يروّض السلوك الإيراني في الأيام والأشهر القادمة للتهدئة، فالشرق الأوسط لا يحتمل مزيداّ من التوتر فهو على صفيح ساخن ، وبقربه برميلاً من البارود .