تخيل انت في العبارة و هي تغرق.. ثم تصور الحالة النفسية لمن كان فيها.. انا عن نفسي تخيلت... صراخات الأطفال من رعب لا يعرفون مصدره... ام.. تريد ان تنقذ ابنها و تحتضتنه و تصلي.. رجال لا حول لهم و لا قوة.. اب ينادي ابنه الذي لم يراه من أثر تداخل و سقوط ركاب العبارة تحت سقف كأنه. قبر جماعي من جديد.. أنفاس اخيرة. تحتضر .. انها انفاس البشر... الموت. الموت بعينه يواجه بقساوة هؤلاء الأبرياء ينتشلهم. للابد من ذويهم و اقربائهم...
اما اقربائهم.. هذا مصدوم..
يصرخ بقوة. و يقول ( ابني بنتي.. من يرجعها الي..فسادكم؟ ... اجتماعاتكم؟ ...ام سفراتكم إلى أوروبا؟)
و تلك الام سحبت خصلات شعرها...كحبال العبارة... عندما تم سحبها اكثر من طاقتها قاقتلعت من جذورها... و بدأت تنقلب و تصرخ صراخات هستيرية ابني الوحيد.. تم اغراقه.... (. وينك. ابو العبارة.. شون قبلت تشغل العبارة و تعرف ما تتحمل هذا العدد!!! احدهم ركض في الشوارع مثل المجنون و يصرخ..
امي الوحيدة..ماتت.. دفنت تحت العبارة.. وينك..يا ضمير.. بعيد الام...كنت انتظر اعطي هدية. لأمي بعد أن تعبر..
لكن امي لم تصل.. وينكم. يا حكومة..
يا مسؤولين..... امي ماتت بعيد الام..
امي تم اغراقها.. امي امي امي.. من منكم. (يجيبلي ام أخرى من؟)
اخيرا صبية...انهت.. تخيلي بقولها :
(خلاص بعد طول عمري ما راح اعبر.. و لا اصعد بالعبارة...بعد ماكو ثقة... لا بالحكومة. و لا. بالعبارة..
و لا بالعيش في موصل؟.
فجرني يا ضمير انساني
على الفاسدين و المهملين...
و اللذين يبيعون. الشعب.. بحفنة.دولارات......قنبلة
باحث نفسي ومخرج